إيران ترفض التنازلات النووية وتُحذّر من فخ معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب: التخصيب رمز للسيادة الوطنية

ترجمة: دنيا ياسر نور الدين 

نشر موقع “ديده بان إيران” الإيراني الإصلاحي، الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، تقريرا استعرض فيه موقف إيران الرافض للتخلي عن برنامجها النووي، واعتبار التخصيب جزءا من السيادة والكرامة الوطنية، إلى جانب التحذير من تكرار خطأ المصادقة على معاهدة بالرمو في ملف معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب CFT؛ لما لها من تبعات قانونية وأمنية على الشركات الإيرانية.

ذكر الموقع أن وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني، قالت إن المصادقة على اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) من شأنها أن تكرر “الخطأ” الذي تم ارتكابه في الموافقة على معاهدة باليرمو، مؤكدةً أن معاهدة باليرمو قد تسببت في فرض تشكيل ملفات قضائية ضد الشركات الإيرانية بسبب التفافها على العقوبات.

وتابع أن الوسائل الإعلامية أن اتفاقية CFT تُعد أكثر تعقيدا من حيث الأضرار، خصوصا في ملف دعم “الإرهاب”، معتبرةً أن هذه الاتفاقية قد تفتح أبوابا لمزيد من الضغوط القضائية والدولية على إيران.

وفي هذا السياق أشار آراكي، عضو مجلس خبراء القيادة، إلى أن الحوزات العلمية يمكن أن تلعب دورا مهما في دعم الحكومة لمواجهة المشاكل الاقتصادية والنقدية والمصرفية.

وأردف آراكي أن الحوزات قادرة على تقديم “حلول حكمتية” أي مستندة إلى الحكمة للمسؤولين، بما يساعد في توجيه السياسات الاقتصادية وفقا لمبادئ إسلامية عقلانية.

أغلب الدول المصدّرة للمنتجات الحلال ليست إسلامية

ذكر آراكي أن التقارير أفادت بأن 10 من أبرز الدول المصدّرة للمنتجات الحلال في العالم، ليست دولا إسلامية، في إشارة إلى استغلال غير المسلمين لهذه السوق المتنامية عالميا، بينما لم تتمكن الدول الإسلامية من الاستفادة منها بالشكل الكافي.

وفي هذا السياق صرّح سردار سالار ولاية‌مدار، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان للموقع، بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى التفاوض مع إيران بمقدار عشرة أضعاف حاجة إيران لذلك.

وأضاف أن الغرب يمتلك الهيمنة الإعلامية والفضاء الافتراضي، مما يجعله يُظهر الواقع بشكل مغاير، لكن الحقيقة أن استمرار فشل المفاوضات سيعود بالضرر أولا على الأمريكيين أنفسهم.

خامنئي: لا تفاوض مباشرا.. وتخصيب اليورانيوم ليس بانتظار الإذن

ذكر الموقع أن علي خامنئي خلال خطاب له، شدد  على أن الرئيس إبراهيم رئيسي أعلن منذ بداية ولايته، رفضه الصريح لأي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا الموقف يمثل سياسة واضحة وثابتة للحكومة الإيرانية.

وأوضح خامنئي أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت خلال الفترة الماضية لم تؤدِ إلى أي نتائج ملموسة، مما يعكس فشل النهج الأمريكي في فرض شروطه.

ووجّه رسالة مباشرة إلى واشنطن قائلا: لا تقولوا لن نسمح لإيران بالتخصيب، فهذا كلام فارغ. الجمهورية الإسلامية لا تنتظر إذن أحد، في إشارة إلى تمسك إيران بحقها في تطوير برنامجها النووي.

وأضاف أن تخصيب اليورانيوم ليس مجرد مسألة فنية أو تفاوضية، بل هو حق سيادي يرتبط بفخر الأمة الإيرانية وجذورها الحضارية العريقة.

تخصيب اليورانيوم إنجاز لا يمكن التنازل عنه

أردف ولاية‌مدار، أن تخصيب اليورانيوم هو أحد أعلى مستويات العلوم الحديثة التي تمتلكها قلة من الدول في العالم، وتُعد إيران من بينها.

وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بجهود النخب الإيرانية رغم الحصار الشامل والعقوبات، ويجب الدفاع عنه باعتباره رمزا للفخر الوطني.

وأكد أن تخصيب اليورانيوم له استخدامات متعددة تتعدى الجانب العسكري، مثل الطب النووي، والزراعة، والصناعة، وتوليد الطاقة وتابع: “إذا تخلينا عن هذا الإنجاز، نكون قد ظلمنا علماءنا وأوقفنا نمو العقول الوطنية، مما قد يؤدي إلى تراجع كل القدرات العلمية الأخرى”.

“لن نقبل بأي كونسورتيوم خارج حدودنا”

وعن الحديث عن تشكيل كونسورتيوم نووي إقليمي، صرّح ولاية‌مدار بأن إيران منفتحة على التعاون النووي مع دول الجوار التي تتقاسم معها المصالح، لكن أي كونسورتيوم محتمل يجب أن يكون داخل الأراضي الإيرانية.

وأضاف أن جميع مقومات المشروع من علم وتكنولوجيا وتصميم أساسي هي ثمرة جهود وطنية خالصة، مشددا على أن من حق إيران أن تحتضن هذا الكيان على أراضيها دون شراكة أو تبعية لأي طرف خارجي.

وفي معرض حديثه عن مصير المفاوضات النووية، قال عضو لجنة الأمن القومي إن الولايات المتحدة لديها سجل طويل من نقض العهود والسلوك العدواني وغير القانوني على مدى 47 سنة.

جاء في التصريحات أن التمسك بقوة المنطق يظل خيارا أساسيا في التعامل مع التحديات، مؤكدا في الوقت ذاته على عدم الخشية من خوض التفاوض متى ما توفرت النية الصادقة من الطرف الآخر. 

لا مجال لتصعيد العقوبات أكثر مما هو قائم

واختتم ولاية‌مدار حديثه بالقول، إن التهديد بزيادة العقوبات لا يخيف الإيرانيين، لأن العدو قد استخدم كل أدواته الممكنة حتى الآن.

وتابع قائلا: “يجب أن يدرك شعبنا أن ما فُرض علينا من عقوبات يمثل أقصى درجات الضغوط، ولم يتبقّ ما يمكن أن يزيد الأوضاع سوءا. في المقابل، فإن الأمريكيين هم من يقفون اليوم أمام مأزق حقيقي، وهم بأمسّ الحاجة إلى هذه المفاوضات كفرصة للنجاة من مستنقع الفشل الذي تورطوا فيه”.