- يسرا شمندي
- 21 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشر موقع فرارو المعتدل تقريرا، الأحد 1 يونيو/حزيران 2025، أفاد فيه بأنه عقب انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما، تتجه الأنظار مرة أخرى نحو مسقط؛ العاصمة التي تأمل، بفضل دورها التاريخي في الوساطات السرية، أن تتمكن من فك عقدة الجمود في الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.
وأضاف أن سلطنة عمان، التي حاولت مرارا تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، تدعو الآن إلى بدء الجولة السادسة من المفاوضات على أمل فتح نافذة جديدة نحو التوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك، تحذر مصادر مقربة من فرق التفاوض وبعض الخبراء من أن هناك عقبات خطيرة وبنيوية لا تزال تعترض طريق المصالحة.
وصرَّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا، خلال مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض، يوم الجمعة 30 مايو/أيار 2025، باحتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران، مؤكدا أن هذا الهدف قابل للتحقق في مستقبل غير بعيد. وشدد ترامب بلهجة حازمة لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي؛ هذا مبدأ بسيط وغير قابل للتفاوض.
وأفاد الموقع بأنه في ظل تزايد الحديث في الأوساط الدبلوماسية عن احتمال إحياء الاتفاق بين طهران وواشنطن، أعلنت إيران مجددا موقفها بشكل صريح لا اتفاق من دون رفع كامل للعقوبات والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.
وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في رسالة نشرها على منصة إكس، على أن إيران تسعى بصدق لإيجاد حل دبلوماسي يضمن مصالح جميع الأطراف، مضيفا لكن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب اتفاقا لا يكتفي برفع جميع العقوبات، بل يضمن أيضا بشكل كامل الحقوق النووية لإيران، بما في ذلك حق التخصيب.
وجَّه المستشار العسكري والنووي البارز للمرشد الأعلى الإيراني علي شامخاني، تحذيرا لافتا في سياق التكهنات حول قرب التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، محذرا من أي أوهام بشأن تدمير القدرات النووية الإيرانية.
وكتب في رسالة نشرها على منصة إكس، أن بعض رؤساء الولايات المتحدة السابقين راودهم حلم القضاء على البنية التحتية النووية لإيران.
وأكد شمخاني وجود خطوط حمراء واضحة لدى إيران، مشددا على قوة منظومتها الدفاعية، وأضاف أن المفاوضات مستمرة، لكن مصالح وكرامة الشعب الإيراني تبقى أولوية فوق كل إكراه أو خضوع.
تبنَّت الخبيرة البارزة في العلاقات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية بطهران عَفیفة عابدي، موقفا حذرا تجاه مسار المحادثات النووية، معتبرة أن احتمال التوصل إلى اتفاق في الجولة المقبلة من المفاوضات لا يزال ضعيفا جدا.
وأكدت عابدي أن المقترح الذي تقدمت به سلطنة عُمان، والذي يخضع حاليا للدراسة في كل من طهران وواشنطن، ويُعد خطوة مهمة، لكنه لا يزال بعيدا عن تحقيق اتفاق نهائي.
وأضافت أنه في أفضل السيناريوهات، قد يحتاج الطرفان إلى عقد جلسة أو أكثر لمراجعة التعديلات المقترحة واستكمالها ضمن إطار المبادرة العُمانية.
وأكدت أن انخفاض مستوى الثقة المتبادلة بين طهران وواشنطن يجعل طريق أي اتفاق جديد أكثر صعوبة، وأنه في حال التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن يكون معقدا من حيث آليات التنفيذ، ذو جدول زمني قصير، ويعتمد على نهج تدريجي خطوة بخطوة.
وفي الختام شددت على الموقف الثابت لإيران، وأفادت بأن إيران لم تكن أبدا تسعى لامتلاك السلاح النووي ولن تسعى لذلك مستقبلا؛ هذا التزام دائم ولا رجعة فيه.
لغز التخصيب: لماذا قررت طهران وواشنطن تأجيل القضية؟
كشف موقع المونيتور الأمريكي في تقرير حديث عن تحركات دبلوماسية جدية بين طهران وواشنطن، مشيرا إلى أن الطرفين اقتربا من التوصل إلى اتفاق مؤقت في الملف النووي؛ اتفاق لم يتم التوصل فيه بعد إلى صيغة نهائية بشأن القضية المحورية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، لكن علامات تشكله باتت واضحة تماما.
ووفقا لمصادر مطلعة على سير المفاوضات، وُصف جو المحادثات بأنه إيجابي، ومن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد قدّمت اقتراحا لتجاوز مؤقت لجانب الجمود في ملف التخصيب.
وتشير هذه المصادر إلى أنه رغم استمرار التخصيب كواحد من أصعب وأكثر نقاط الخلاف حساسية، فقد يكون الطرفان قررا حاليا تخفيض أولوية هذا الموضوع لتجنب انهيار العملية الدبلوماسية والحفاظ على نافذة التفاوض مفتوحة، وتأجيل حسمه إلى مراحل لاحقة.
قدّم مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ، تقييما دقيقا لتطورات ما بعد الجولة الخامسة من مفاوضات روما، مشيرا إلى حدوث تحول مهم في نهج فرق التفاوض. ووفقا له، فإن الطرفين يتجهان الآن نحو التوصل إلى اتفاق إطار عمل؛ اتفاق يسعى، بدلا من حل الخلافات الحساسة بشكل كامل وفوري، إلى إبقاء مسار الحوار مفتوحا من خلال تأجيل ملفات شائكة مثل تخصيب اليورانيوم.
وأفاد عندما أدرك الطرفان بأن الفجوات أعمق مما يمكن سدّه في الأمد القصير، قررا بدلا من المخاطرة بانهيار العملية، التوافق على اتفاق إطار عمل لضمان استمرار مسار المفاوضات.
وفي إطار الجهود المستمرة للحفاظ على مسار المفاوضات، كشف مصدر إقليمي لموقع المونيتور أن سلطنة عمان طرحت اقتراحا وسيطا يقضي بأن تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر؛ وذلك بهدف بناء ثقة متبادلة وفتح مجال دبلوماسي لدفع الحوار قدما.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إيرانيين اثنين، أن طهران تدرس خيارا مشروطا يتمثل في تعليق مؤقت لعملية التخصيب مقابل قبول حق إعادة المعالجة لأغراض سلمية، إلى جانب تحرير جزء من الأصول المالية المجمدة خارج إيران. ويجمع هذان الاقتراحان بين رغبة الأطراف الرئيسية في تحقيق تهدئة تقنية مؤقتة توفر فرصة تنفس دبلوماسي، دون أن تؤدي بالضرورة إلى اتفاق شامل ونهائي.
وردا على التقارير الأخيرة التي تحدثت عن احتمال التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن، وصفت مصادر مطلعة إيرانية هذه الأخبار بأنها غير موثوقة، مؤكدة أن هذه التغطيات تمثل جزءا من استراتيجية الضغط النفسي والإعلامي التي تتبعها الولايات المتحدة ضد إيران.
وأشارت المصادر إلى استمرار النهج المزدوج لواشنطن، وأفادت أنه حتى هذه اللحظة، لم يتخذ الجانب الأمريكي أي إجراء ملموس وجدي يستجيب للمطالب الأساسية لإيران، وخاصة في مجال رفع العقوبات.
كما اعتبرت استمرار فرض العقوبات الجديدة من قبل الولايات المتحدة دليلا واضحا على التناقض الصارخ في مواقف الولايات المتحدة.
ووصفت المصادر الإيرانية، في تقييم صريح، التكهنات الأخيرة حول قرب التوصل إلى اتفاق نووي بأنها جزء من اللعبة الإعلامية المعتادة للغرب؛ وهو سيناريو يهدف، وفقا لهم، إلى خداع الرأي العام وتمهيد الطريق لتوجيه الاتهامات إلى طهران في حال فشل المفاوضات؛ وهو نهج يُعرف في الأدبيات الدبلوماسية بـ لعبة إلقاء اللوم.
تهديدات ترامب ضد نتنياهو؛ لعبة سياسية لزيادة الضغوط على إيران
فسرت مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية تصريحات دونالد ترامب الأخيرة بشأن تحذيره لبنيامين نتانياهو بأنها ليست تغييرا استراتيجيا، بل مجرد مناورة دعائية تخدم لعبته السياسية قبيل التطورات الجديدة في المفاوضات مع إيران. وبحسب محللين في إسرائيل، فإن هذا الموقف يشكل جزءا من جهود البيت الأبيض لإظهار التماسك في السياسة الخارجية الأمريكية.
وكشف موقع “والا” العبري في تقرير له، أن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى أكّد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب خلال مكالمة هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الامتناع عن أي خطوات قد تؤدي إلى تقويض مسار المفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران.
ووفقا لهذا المصدر، دعا ترامب إسرائيل إلى اتباع نهج حذر، مشيرا إلى رغبته في تسوية التوترات مع إيران بطرق سلمية، كما طلب من نتانياهو الامتناع عن إصدار رسائل تهديدية أو تحريضية.
ووصف المحلل السياسي وعضو الكنيست السابق إيتان كابل، في تحليل له تصريحات ترامب الأخيرة بشأن تحذيره لنتنياهو بأنها أقرب إلى عرض دبلوماسي منها إلى تهديد فعلي لإسرائيل. وأكد كابل أن اتصال ترامب بنتنياهو لا يعني وجود شرخ استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، بل يشكّل في جوهره محاولة لإيصال رسالة متعددة الطبقات إلى طهران.
وأكد أن ترامب كان يسعى من خلال هذه الرسالة لتحقيق هدفين: من جهة، إظهار أن الولايات المتحدة لا تزال تمسك بزمام إدارة الأزمات في المنطقة، ومن جهة أخرى، التأكيد على أن الحل الدبلوماسي لأزمة إيران لا يزال أولوية، رغم بقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة.
وبيَّن أن ترامب يريد من خلال هذه المواقف أن يوضح أنه يضغط حتى على أقرب حلفائه لإثبات أن السبيل الوحيد المقبول للخروج من الأزمة هو الحوار والتفاوض.
وذكر أن ترامب يوجه رسالة إلى إيران، مفادها أن القرار النهائي بيد واشنطن، لا تل أبيب. وإسرائيل قد تشعر بالقلق أو تعترض، لكنها في النهاية لا ترسم المسار؛ البيت الأبيض هو من يفعل ذلك.
من منظومات ثاد إلى الرحلات السرية في مطار بن غوريون: كواليس تعاون العسكري بين إسرائيل وأمريكا
حذَّرت مصادر عسكرية إسرائيلية من المخاطر العميقة والتعقيدات العملياتية لأي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وبحسب موقع والا العبري، أوضحت هذه المصادر أن الهجوم على المراكز النووية الإيرانية لا يتطلب فقط تنسيقات واسعة وتجهيزات تقنية متقدمة، بل يستلزم أيضا استعدادا شاملا لمواجهة الردود المحتملة من قبل إيران.
وأفاد موقع فرارو بأن التحدي الأبرز يكمن أمام مثل هذه العملية في تأمين سلامة المقاتلات التي يجب أن تخترق عمق الأراضي الإيرانية، إلى جانب التصدي لترسانة طهران الصاروخية الواسعة والمتنوعة، القادرة على إشعال عدة جبهات في وقت واحد.
وقد شددت مصادر أمنية على أن سلاح الجو الإسرائيلي، رغم تمتعه بسجل ناجح في العمليات بعيدة المدى، إلا أن اختراق وتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصّنة تحت الأرض يُعد مهمة بالغة الصعوبة ومليئة بالمخاطر.
وأوضح أن هذه التحذيرات تأتي في وقت تعود فيه بعض الأوساط السياسية في إسرائيل لطرح الخيار العسكري مجددا كأداة ضغط لكبح البرنامج النووي الإيراني؛ غير أن التقييمات الصادرة عن المؤسسات العسكرية تشير إلى أن تكاليف وتبعات مثل هذا القرار قد تتجاوز كل التوقعات.
وفي سياق النقاشات المتواصلة حول الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن أي تحرك عسكري محتمل لن يتم دون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة.
وبحسب موقع «والا» العبري، أشارت هذه المصادر إلى أن تل أبيب تخشى من أن يؤدي أي هجوم أحادي الجانب إلى إفشال المفاوضات الحساسة الجارية بين واشنطن وطهران، بل ويجعل من إسرائيل الطرف المُلام والمسؤول عن انهيار المسار الدبلوماسي.
وحذّرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن أي عمل عسكري يتم دون تنسيق مع واشنطن قد يؤدي إلى أزمة ثقة خطيرة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي؛ أزمة قد لا تهدد فقط التعاون الاستخباراتي والعملياتي بين الطرفين، بل تُضعف أيضا شرعية إسرائيل الاستراتيجية أمام حلفائها.
وشددت هذه المصادر على ضرورة التزام المستويات السياسية الإسرائيلية الكامل بالتقييمات والملاحظات العسكرية، خاصة في ظل تصاعد التوترات مجددا حول الملف النووي الإيراني.
وقال الموقع إنه منذ تعيين إيال زمير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، شهدت العلاقات العسكرية بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، وخاصة مع القيادة المركزية للجيش الأمريكي سنتكام، تعزيزا غير مسبوق.
وأضاف أن هذا التعاون الاستراتيجي قد تجلّى في تبادل المعلومات، والزيارات الثنائية المنتظمة، ونشر منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية المتقدمة مثل ثاد داخل الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى هبوط طائرات عسكرية أمريكية في مطار بن غوريون لنقل العتاد والقوات.
النتيجة
وأفاد الموقع بأن هذه التقارير تعكس بشكل متكرر نمطا متكررا حيث تظهر الولايات المتحدة كوسيط دبلوماسي، في حين تتولى إسرائيل دور الردع والتهديد. وفي هذا السرد، تسعى واشنطن إلى حلول سلمية للحد من البرنامج النووي الإيراني، لكن تل أبيب تنظر إلى هذه العملية بشك، وتحاول عبر الخطابات الحادة أو حتى التهديد بالعمل العسكري التأثير على معادلات المفاوضات.
وأوضح أن هذا النمط السلوكي لم يتكرر فقط في الفترات السابقة، بل ظهر بشكل واضح أيضا في المفاوضات الحالية بين إيران وإدارة ترامب. ويبدو أن هذا التقسيم للأدوار جزء من استراتيجية معدة مسبقا حيث تحتفظ الولايات المتحدة بوجه دبلوماسي يتيح المجال للمصالحة، بينما تلعب إسرائيل دور الشرطي السيء للضغط على إيران بشكل مضاعف لإجبارها على تقديم تنازلات أو تعديل مواقفها.
وأورد أن الاستراتيجية المشتركة بين بنيامين نتنياهو وترامب تجاه إيران تبدو جزءا من تصميم تكتيكي معقد لإدارة مسار المفاوضات، وليست نتيجة خلاف حقيقي بين الحليفين، حيث تقوم على تقسيم أدوار محسوب بين واشنطن وتل أبيب.
وفي الختام أكد أن هذا النهج المزدوج، أي إبراز التوتر بين الحرب والمفاوضات، يخدم هدفا مجددا في تشكيل الرأي العام، سواء داخل إيران أو على المستوى الدولي، بحيث توضع إيران في موقف دفاعي وتشعر أن السبيل الوحيد للهروب من التهديد العسكري هو القبول باتفاق سريع وتقديم تنازلات.