- يسرا شمندي
- 9 Views
نشر موقع خبر أونلاين المعتدل، الأحد 11 مايو/أيار 2025، تقريرا أفاد فيه بأن الدبلوماسيين في مسقط، عاصمة سلطنة عمان التي طالما لعبت دور الوسيط في توترات الشرق الأوسط، يستعدون للجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. ومع ذلك، أشعلت تصريحات الممثل الخاص لدونالد ترامب، ستيف فيتكوف، الأجواء، حيث قال: “يجب على إيران أن تفكك جميع منشآت التخصيب التابعة لها،وضمن ذلك نطنز وفوردو وأصفهان”.

وأضاف الموقع أن “هذا الموقف، الذي استُكمل بمنشور على منصة إكس، دعا إلى الوقف الكامل لبرنامج التخصيب الإيراني. وفي ردّه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: التخصيب حق طبيعي لإيران، وبرنامجنا النووي سلمي تماما”.
وتابع الموقع أن هذا التبادل الحاد زاد من تعقيد أجواء المفاوضات قبل انطلاق الجولة الجديدة. وتُعقد الجولة الرابعة من المفاوضات في وقت لم يقترب فيه الطرفان من التوصل إلى اتفاق، رغم ثلاث جولات من المحادثات في عُمان.
وأفاد بأن ذلك يأتي في وقت تُجرى فيه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، وقد بدأت في البداية بشكل غير مباشر، لكن في الجولة الأولى بتاريخ 11 أبريل/نيسان 2025، أجرى وِيتكوف وعراقجي محادثة مباشرة استمرت 45 دقيقة، وقد وصفت البيت الأبيض هذه المحادثات بأنها إيجابية وبنّاءة للغاية، إلا أن الخلافات العميقة حالت دون إحراز تقدم.
وذكر أن تصريحات ويتكوف الأخيرة تُجسّد، الصادرة في 7 مايو/أيار 2025، والتي دعا فيها إلى تفكيك منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، تشددا متزايدا في الموقف الأمريكي تجاه إيران، غير أن هذه التصريحات تتناقض مع ما أدلى به في وقت سابق على قناة فوكس نيوز بتاريخ 3 مايو/أيار 2025، حيث صرّح بأن إيران لا تحتاج إلى تخصيب يتجاوز نسبة 3.67%.
وأكّد أن تصريحات ويتكوف، التي رافقها دعم من المتحدث باسم البيت الأبيض وتهديدات عسكرية من ترامب، أدت إلى تراجع ثقة إيران بالمفاوضات، وذكرت صحيفة الغارديان أن هذه المفاوضات تخضع لضغوط داخلية في كلا البلدين: ففي إيران، يطالب الرأي العام والمسؤولون بالحفاظ على برنامج التخصيب، بينما في الولايات المتحدة، يطالب الجمهوريون وإسرائيل بوقف كامل للبرنامج النووي الإيراني.
وصرّح الموقع بانه في الوقت ذاته، تحلّل “يورونيوز” أن وساطة سلطنة عُمان، التي خلقت في الجولات السابقة بيئة ودية، تواجه تحديات أكبر في هذه الجولة، كما أفادت “سبوتنيك” بأن روسيا والصين، حليفتي إيران، تدعمان المفاوضات، لكنهما انتقدتا المواقف غير البنّاءة من الولايات المتحدة.
ومن جهة أخرى، أشارت “تايمز إسرائيل” إلى أن إسرائيل، التي تطالب بتطبيق نموذج ليبيا تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، قد رحبت بموقف ويتكوف المتشدد، لكنها أبدت قلقها من عدم التنسيق مع واشنطن.
النقاط الرئيسية للاختلاف بين إيران والولايات المتحدة:
تخصيب اليورانيوم
وأورد الموقع أن الولايات المتحدة تطالب بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم وتفكيك المنشآت النووية الرئيسية بإيران، وفي 7 مايو/أيار 2025 صرح ويتكوف في مقابلة مع موقع بريتبارت الأمريكي قائلا: يجب أن لا يكون هناك برنامج لتخصيب اليورانيوم في إيران، ويتماشى هذا الموقف مع تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض في 3 مايو/أيار 2025، الذي أكد أن إيران يجب أن لا تمتلك سلاحا نوويا.
ومن جهتها، تعتبر إيران التخصيب حقا طبيعيا لها، وفي هذا السياق، أكد عباس عراقجي قائلا: Yن إيران، وفقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لها الحق في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة، ومن جانبها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 8 مايو/أيار 2025K أن هذا الخلاف يعد أكبر عائق أمام تقدم المفاوضات.
التحقق والمراقبة
وبيّن أن الولايات المتحدة تؤكد ضرورة إنشاء نظام تحقق صارم. وفي مقابلة له مع قناة فوكس نيوز، صرح ويتكوف في تصريحاته الأخيرة قائلا: المفاوضات تتعلق بالتحقق من الأبعاد العسكرية للبرنامج الإيراني، ومن جهة أخرى، تعتبر إيران عمليات المراقبة الواسعة تدخلا غير مرغوب فيه.
ونقل عن عراقجي قوله: نحن مستعدون لبناء الثقة، ولكن يجب ألا تعيق عمليات المراقبة تطور تقنيتنا، وفي الوقت نفسه، طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي يوجد مديرها العام رافائيل غروسي في طهران، بالحصول على وصول أكبر إلى المنشآت الإيرانية.
القضايا الإقليمية والصاروخية
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع نطاق المفاوضات لتشمل البرنامج الصاروخي والأنشطة الإقليمية لإيران، وفي تصريح له لـ”فوكس نيوز”، قال ويتكوف: إن المفاوضات تشمل الصواريخ التي تمتلكها إيران في مخزونها، من جانبها، تعتبر إيران هذا الموضوع خارج إطار المفاوضات”، وفي هذا السياق، أفاد راديو فرنسا الدولي بأن ربط القضايا الصاروخية بالبرنامج النووي قد يزيد من خطر الوصول إلى طريق مسدود.
النقاط المحتملة للتوافق بين إيران والولايات المتحدة
رغم الاختلافات، هناك بعض النقاط للتوافق المحتمل:
حدود تخصيب بنسبة 3.67%:
أفاد الموقع بأن تصريحات ويتكوف الأولية في قناة فوكس نيوز، التي اعتبرت تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% مقبولا، أظهرت مرونة محدودة من الولايات المتحدة، وأكدت يورونيوز في تحليل لها، أن إيران قد توافق على الحفاظ على تخصيب محدود تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما كان الحال في الاتفاق النووي.
وفي هذا السياق، قال رافائيل غروسي بطهران في 19 مايو/أيار 2024: نحن في مرحلة حساسة وقد يكون هناك اتفاق محتمل.
خفض العقوبات مقابل الرقابة
وفي ضوء ذلك أكّد الموقع أن إيران تطالب برفع العقوبات الاقتصادية، وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها أن الولايات المتحدة قد تخفض بعض العقوبات مقابل مراقبة موسعة، كما أكد عراقجي هذا الموقف قائلا: إنّ رفع العقوبات شرط أساسي لأي اتفاق.
قد تواجه المفاوضات طريقا مسدودا
ذكر الموقع أن المفاوضات إذا وصلت إلى طريق مسدود، فمن المحتمل أن يكون ذلك حول مسألة تخصيب اليورانيوم، وقد تم تسليط الضوء على هذا التحليل في نيويورك تايمز من خلال تأكيد أن إصرار الولايات المتحدة على وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، يتعارض مع موقف إيران الذي يعتبر هذا الحق غير قابل للتفاوض، كما كانت صحيفة الغارديان قد حذرت في وقت سابق، من أن هذا الخلاف قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وأضاف أنه في حين أن تصريحات ويتكوف التي طالب فيها بإغلاق منشآت نطنز، وفردو، وأصفهان تمثل خطا أحمر بالنسبة لإيران، وأكد عراقجي في هذا السياق قائلا: نحن مستعدون لبناء الثقة، لكن توقف التخصيب أمر مستحيل.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” في 19 مايو/أيار 2024، أن إسرائيل، التي تدعم هذا الموقف، قد تسعى إلى دفع الولايات المتحدة للضغط على المفاوضات؛ مما قد يؤدي إلى الوصول إلى طريق مسدود.
وأشار الموقع إلى أنه في الوقت الذي تواجه فيه محاولات الولايات المتحدة لإدراج البرنامج الصاروخي الإيراني في المفاوضات مقاومة من طهران، أفادت إذاعة فرنسا الدولية بأن هذه القضية قد تعرقل سير المفاوضات وتخرجها عن مسارها.
وتابع أن الدور الرابع من المفاوضات يبدأ بين إيران والولايات المتحدة في جو مشحون بالتوتر، حيث إن التصريحات القاسية لويتكوف بشأن إغلاق منشآت التخصيب والرد الحازم لعراقجي حول سلمية البرنامج النووي الإيراني قد أضعفت الثقة بين الطرفين.
وأوضح أيضا أن المفاوضات تحولت إلى اختبار دبلوماسي نتيجة للاختلافات حول التخصيب، والتحقق، والقضايا الإقليمية، ورغم وجود نقاط محتملة للتوافق مثل التخصيب المحدود، وتخفيض العقوبات، فإن إصرار الولايات المتحدة على توقف كامل للتخصيب أو إدراج القضايا الصاروخية قد يؤدي إلى طريق مسدود في المفاوضات.
وفي الختام صرّح الموقع بأن الخبراء السياسيين يعتقدون أن أكثر السيناريوهات تفاؤلا في نهاية المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة سيكون التوصل إلى اتفاق مؤقت حول النقاط المشتركة.