- دنيا ياسر
- 23 Views
ترجمة دنيا ياسر نورالدين
نشر موقع “رجا نيوز” الإخباري الإيراني المحافظ الثلاثاء 6مايو/آيار 2025 تقريرا استعرض فيه أسباب تأجيل زيارة نتنياهو إلى أذربيجان، وسلط الضوء على التوترات السياسية الداخلية في إسرائيل، والاحتجاجات الشعبية، والضغوط الاقتصادية. كما تناول أبعادا إقليمية أبرزها رفض تركيا لعبور طائرته والتهديدات الإيرانية المتصاعدة.
أفاد الموقع بأن الزيارة المقررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أذربيجان، والتي كان من المزمع إجراؤها في بداية مايو 2025، قد تم تأجيلها.
وتابع أن الأسباب الرسمية لهذا التأجيل تعود إلى تطورات إقليمية في كل من غزة وسوريا، بالإضافة إلى ازدحام جدول نتنياهو الأمني والسياسي.
وأضاف أن الأوضاع الداخلية في إسرائيل، بما فيها التوترات السياسية داخل الكنيست والضغوط الشعبية الناتجة عن الأزمات الأمنية والاقتصادية، لعبت دورا أساسيا في اتخاذ هذا القرار.
محاور الزيارة المؤجلة
أشار الموقع إلى أن هذه الزيارة كانت تهدف إلى لقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العاصمة باكو، وركزت محاورها على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتوسيع التبادلات العسكرية، وضمان أمن الطاقة، إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية، لا سيما التوسط مع تركيا حول الملف السوري، وتوسيع نطاق “اتفاقات أبراهام”.
وأردف أن الحكومة الائتلافية بقيادة نتنياهو، والتي تضم حزب الليكود وأحزابا يمينية متشددة مثل “الصهيونية الدينية” و”شاس”، تواجه تحديات داخلية متزايدة.
وأوضح أن الخلافات بين مكونات هذا الائتلاف، خاصة بشأن السياسات الاقتصادية وإدارة الحرب على غزة، فاقمت الضغوط على نتنياهو.
وأضاف أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا مرارا بالانسحاب من الحكومة، مما قد يؤدي إلى انهيارها. كما أشار الموقع إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها كل من بيني غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية”، ويائير لابيد، رئيس حزب “يش عتيد”، لنتنياهو بسبب ما وصفوه بسوء إدارة الحرب في غزة وعدم إحراز تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى.
تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل
أكد الموقع أن التظاهرات الواسعة في تل أبيب والقدس ضد سياسات الحكومة، وخاصةً ما يتعلق بإدارة الحرب على غزة والفشل في تحرير الرهائن، مستمرة، وأن هذه الاحتجاجات تُشكّل ضغطا نفسيا وسياسيا كبيرا على نتنياهو.
وأضاف أن معدلات التضخم المرتفعة وغلاء المعيشة، إلى جانب النفقات العسكرية الناتجة عن حرب غزة، تضع الاقتصاد الإسرائيلي تحت وطأة شديدة. ونقل الموقع عن تقارير رسمية أن العجز في الموازنة العامة قد يصل في عام 2025 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي هذا السياق، أشار الموقع إلى أن نتنياهو فضّل البقاء في إسرائيل لتفادي المزيد من الاضطرابات السياسية في الحكومة، لاسيما في ظل مفاوضات حساسة حول الموازنة، وضغوط المعارضة المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما جعل من تواجده في تل أبيب أمرا ضروريا.
تركيا ترفض عبور طائرة نتنياهو عبر أجوائها
أردف الموقع بأن من بين الأسباب غير المعلنة لتأجيل الزيارة، تقارير تفيد بأن تركيا تراجعت عن موافقتها السابقة على السماح لطائرة نتنياهو بعبور مجالها الجوي.
وأوضح أن هذا الرفض قد يكون نتيجة للانتقادات الدولية المتزايدة ضد السياسات الإسرائيلية، وخاصة عدم التزام تل أبيب بالاتفاقات السابقة مع أنقرة بخصوص الملف السوري.
وأضاف أن الحكومة التركية وصفت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا بأنها “استفزازية وغير مقبولة”، وطالبت بوقفها، وهو ما يعكس تدهور العلاقات الثنائية بين الطرفين.
البُعد الأمني: التهديدات الإيرانية
لفت الموقع إلى أن التهديدات الأمنية المباشرة الموجهة لنتنياهو لعبت دورا في قرار التأجيل، إذ أن قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني وجّهوا تهديدات صريحة لنتنياهو، مؤكدين في تصريحاتهم أن قادة الإحتلال الإسرائيلي هم أهداف مشروعة للمقاومة.
وذكر الموقع أن تلك التصريحات جاءت ردا على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع مرتبطة بإيران في سوريا ولبنان، مع الإشارة إلى أن إيران قد تسعى للرد على اغتيال عدد من قياداتها بعد هجوم 7 أكتوبر، باستهداف نتنياهو شخصيا.
الحساسية الجغرافية لأذربيجان
وفي السياق ذاته، أضاف الموقع أن قرب أذربيجان من الحدود الإيرانية وتاريخ التهديدات الأمنية المتبادلة، دفع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى التوصية بتأجيل الزيارة لتفادي أي مخاطر محتملة على حياة رئيس الوزراء.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن قرار تأجيل زيارة نتنياهو إلى أذربيجان ناتج عن مجموعة معقدة من العوامل: الضغوط الداخلية، التوترات السياسية، التظاهرات الشعبية، الأزمة الاقتصادية، تطورات الحرب في غزة وسوريا، التهديدات الإيرانية،
والرفض التركي لعبور الطائرة. وخلص الموقع إلى أن إسرائيل ستحاول إعادة ترتيب موعد الزيارة في وقت لاحق، لكن يبقى تجاوز الأزمات الداخلية والتعقيدات الإقليمية التحدي الأكبر أمام حكومة نتنياهو.