- شروق حسن
- 35 Views
ترجمة: شروق حسن
اتهمت صحيفة “جوان” الإيرانية الأصولیة، في تقرير لها يوم السبت 31 مايو/أيار 2025، وكالة “رويترز” البريطانية بتعمُّد نشر أخبار كاذبة ومفبركة حول المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، معتبرة أن عمل وزارة الخارجية الإيرانية بات ينحصر في “تكذيب الأكاذيب”.
كتبت الصحيفة الإيرانية “جوان”، أن “عمل وزارة الخارجية الإيرانية أصبح يتمثل في تكذيب أكاذيب وكالة “رويترز”، الوكالة الإخبارية البريطانية التي جعلت من الكذب جزءا لا يمكن إنكاره من تاريخها.
فمن خبر وفاة المرشد الأعلى بإيران الذي نشرته قبل عدة أعوام، إلى يومنا هذا، حيث يتم تكذيب كل خبر لها حول الاتفاق من قبل وزارة الخارجية الإيرانية، أو يتبيّن لاحقا حتى من الجانب الأمريكي أنه غير صحيح”.
وأضافت أن المتحدث باسم وزارة الخارجية نفى يوم الجمعة 30 مايو/أيار 2025 مرتين أخبارا مختلقة نشرتها “رويترز” بشأن قضايا تتعلق بإيران؛ مرة بشأن محتوى رسالة السعودية إلى إيران في موضوع الاتفاق مع الولايات المتحدة، ومرة أخرى بشأن التوقف الكامل لعملية تخصيب اليورانيوم.
وتابعت أن “رويترز” ادعت أن وزير الدفاع السعودي طلب من المسؤولين الإيرانيين، خلال زيارته لإيران، أن يأخذوا بعين الاعتبار التفاوض مع الولايات المتحدة لتفادي هجوم إسرائيلي محتمل.
كما ذكرت أن الوكالة نقلت عن مصدرين إيرانيين قولهم إنه في حال اعتراف أمريكا بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض غير عسكرية، فقد توافق طهران على وقف مؤقت لأنشطة التخصيب النووي، وقد تم نفي هذين الخبرين.
وأشارت إلى أن الغرب يبدو وكأنه يدير المفاوضات عبر وسائل الإعلام، لأنه يدرك أهمية هذا المسار، وفي ظل هذا الوضع، فإن قول وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن “طريق الاتفاق يمرّ عبر طاولة التفاوض لا عبر وسائل الإعلام”، لا يبدو كافيا ولا يُجدي نفعا.
ولفتت إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية لا يجب أن تقتصر على كونها جهازا للتكذيب فقط.
وقد اقترحت الصحيفة سابقا أن يشكّل وزير الخارجية بنفسه مجموعة مع رؤساء تحرير الصحف الكبرى لتوجيه التغطية الإعلامية للمفاوضات، غير أن تجاهل هذا الاقتراح أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن، حيث باتت معظم تحركات الوزير والوزارة في مواجهة الأخبار الجديدة مجرد ردود فعل لا أفعالا.
وتابعت الصحيفة بالقول إن “الناس باتوا يسمعون الأخبار الأجنبية عشرات المرات أكثر من الأخبار المحلية، ويبنون تحليلاتهم استنادا إلى تلك المصادر.
وإنّ “الكذب البريطاني” أدى دوره في التاريخ مع عامة الناس، والآن، مع أن بريطانيا تبدو خارج دائرة المفاوضات، فإن هذه الأكاذيب ستزداد حدّة، وعلى وزارة الخارجية أن تُطلق منبرا آخر غير منبر التكذيب فقط”.
رسالة السعودية إلى إيران
ذكرت الصحيفة أن وكالة “رويترز” البريطانية نشرت في تقارير، أحدها يشير إلى رسالة السعودية إلى إيران بشأن المفاوضات النووية، معلومات كان جميعها يصبّ في تأييد المطالب الأمريكية من إيران.

وأضافت أن صحيفة “وول ستريت جورنال” أيضا تحدثت عن خطة أمريكية لتقديم ورقة شروط إلى إيران، جميع هذه الأخبار، التي تم نفيها من قبل الجهاز الدبلوماسي الإيراني، كانت تصبّ في اتجاه واحد، وهو استهداف مسألة تخصيب اليورانيوم في إيران.
وتابعت أن تخصيب اليورانيوم يعدّ من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، ويمكن القول بثقة إنّه بعد عدة جولات تفاوضية، كان من الأسباب الرئيسة لعدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين هو الموقف الأمريكي المتعارض.
وأشارت إلى أن متابعة الأمريكيين لهذا الموضوع عبر القنوات الإعلامية قد أصبحت الآن واضحة من خلال سلسلة من الأخبار الكاذبة التي نُشرت.
ولفتت إلى أنه ليس من الخطأ وصف وكالة “رويترز” البريطانية بأنها “رأس الحربة في صناعة الأخبار المتعلقة بالمفاوضات النووية الإيرانية”.
فقد ادعت هذه الوكالة الغربية في أحد تقاريرها، ونقلت عن مصادر مطلعة، أن “وزير الدفاع السعودي، خلال زيارته إلى طهران، كان يحمل رسالة عاجلة من الملك سلمان إلى قادة إيران، مفادها ضرورة أخذ عرض دونالد ترامب للتفاوض حول الاتفاق النووي على محمل الجد، لأن هذه الفرصة قد تقي من خطر الحرب مع إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، صرّح يوم الجمعة ردا على سؤال لوكالة فارس قائلا: “خبر فبركة رويترز بشأن محتوى رسالة السعودية إلى إيران هو خبر كاذب”.
وقف مؤقت لأنشطة التخصيب النووي
وأضافت أن “رويترز” في تقرير آخر، نقلا عن مصدرين إيرانيين، زعمت أن “إيران قد توافق على وقف مؤقت لأنشطة التخصيب النووي إذا ما اعترفت الولايات المتحدة بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض غير عسكرية”.
وتابعت أن “رويترز” ادعت كذلك، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن “التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران وأمريكا حول البرنامج النووي الإيراني قبل صيف هذا العام هو أمر غير ممكن من الناحية الفنية، نظرا لتعقيدات الاتفاق المحتمل”.
وتابعت الصحيفة بالقول إن هذه الوكالة نقلت عن مسؤول إيراني رفيع مشارك في المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة، قوله إن “التوصل إلى اتفاق سياسي ممكن إذا تخلّت واشنطن عن مطلب التخصيب الصفري”.
الاتفاق النووي
كتبت الصحيفة الإيرانية “جوان”، أن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تولّت بدورها سلسلة من الأخبار المفبركة، وادّعت مؤخرا، نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع، أن واشنطن تعمل على إعداد “ورقة شروط” لتقديمها إلى إيران، وتتضمن هذه الورقة وقفا كاملا لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وأضافت أن هذا المسؤول الأمريكي حذّر قائلا: “إذا لم تقبل إيران بهذه الشروط، فلن يكون يوما جيدا بالنسبة للإيرانيين”.
وتابعت أن تقرير هذه الصحيفة الأمريكية أشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ بعد قرارا حول كيفية تقييد أنشطة التخصيب في إيران.
وتأتي أخبار “رويترز” وتقارير هذه الصحيفة الأمريكية في وقت لم تُظهر فيه إيران أي إشارة للموافقة على المطالب الأمريكية، مما يكشف عن محاولة لفرض وجهة نظر الرئيس الأمريكي الذي يسعى، في أقصر وقت ممكن، إلى التوصل إلى اتفاق، ولو كان هشا وغير مرغوب فيه، ليُسجّل هذا “الإنجاز” باسمه.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، علّق على هذه المواقف يوم الخميس 29 مايو/آيار عبر شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، قائلا: “وسائل الإعلام ما زالت تتكهن باتفاق وشيك بين إيران والولايات المتحدة، لست متأكدا من أننا بلغنا هذه المرحلة بالفعل”.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني شدّد على أن إيران تسعى بصدق إلى حل دبلوماسي يضمن مصالح جميع الأطراف، وكتب: “وهذا يتطلب اتفاقا يؤدي إلى رفع كل العقوبات، ويحقق الحقوق النووية لإيران، بما في ذلك التخصيب”.
وتابعت الصحيفة بالقول إن عراقجي أضاف: “أما بخصوص آخر خبر مفبرك ضد الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة؛ فإن الاستخدام السياسي لاسم إيران لمهاجمة المعارضين الداخليين في أمريكا، لا يعدو كونه عملا عديم القيمة حتى بالنسبة لإسرائيل”.
حصول اتفاق جديد بين طهران وواشنطن
كتبت الصحيفة الإيرانية “جوان”، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني تضمنت أيضا إشارة إلى أقوال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 28 مايو/آيار 2025.
وأضافت أن ترامب، في لقاء مع الصحفيين، وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان قد حذّر رئيس وزراء الكيان الصهيوني من القيام بأي إجراء قد يُعرقل المفاوضات، قال: “أريد أن أكون صادقا، نعم، لقد فعلت ذلك، قلت لنتنياهو إننا نقترب من اتفاق وحل، وإن إيران تريد التوصل إلى اتفاق”.
وتابعت أن ترامب، وفي معرض حديثه عن أقواله لنتنياهو، كرر مزاعمه المعتادة، وفي الوقت نفسه أبدى رغبته في الوصول إلى اتفاق مع إيران، وقال: “هذا لم يكن تحذيرا. قلت له إن مثل هذا الإجراء غير مناسب، لدينا مفاوضات جيدة جدا، يمكننا أن نصل إلى وثيقة قوية جدا ونحلّ القضية، من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأسابيع المقبلة”.
وأشارت إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد أن نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل من هذا الاتصال، وذكرت أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من احتمال أن تُقدِم “إسرائيل” على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية دون إشعار مسبق، ما قد يحرم الولايات المتحدة من فرصة إقناع نتنياهو بالعدول عن مثل هذا العمل.
ولفتت إلى أن موقع GZERO التحليلي، وفي تقرير له حول الوضع الحالي للرئيس الأمريكي، كتب: “ترامب يواجه اليوم المشكلة ذاتها التي واجهها باراك أوباما قبل عقد من الزمان”.
وختمت الصحيفة بالقول إن الموقع أضاف أن الرئيس الأمريكي يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران، فيما لا يُخفي نتنياهو امتعاضه من احتمال حصول اتفاق جديد بين طهران وواشنطن.