خبيرة سياسية إيرانية: مبادرة الحرب بيد إيران ومحاولات الحوار تعكس ضعف الغرب

Ad 4nxd7tvwfii1zchm151uklalksa5lmzmuyygqrpfl1gs2euno3s2boersfn78nlpi4w3ij prfcson3c85cnzsmdqhwafe7wpb7njekkc5u1j5poglsd3 beo0by7ti3pewhayxg8kakeyh2p3smry70n8bcisp6f6ng

ترجمة : يسرا بشندي

نشرت وكالة أنباء تسنيم الأصولية، السبت 21 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات لإلهام ستاري، الحاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية بتخصص شؤون إيران، والخبيرة في الشؤون الأمريكية، في حوار أجرته معها حول الجرائم الأخيرة التي ارتكبها النظام الإسرائيلي في إيران وتأثيراتها على البنية القيادية والاجتماعية في إيران.

النظام الإسرائيلي ظنّ أن اغتيال العلماء وإثارة سخط الشعب سيحقق أهدافه

أكَّدت ستاري، أن هذا النظام يعتقد – وهذه هي عقيدته – أن اغتيال العلماء سيقوده إلى تحقيق أهدافه، وأوضحت أن هذا الأسلوب قد يبعِدهم أكثر عن غايتهم. وأضافت: في الأساس، كان أحد الأهداف الأولية للنظام هو إثارة الغضب والتذمر في صفوف الشعب، وربما يظنون أن ازدياد عدد الضحايا المدنيين سيساعدهم في تحقيق هذا الهدف.

وتابعت أن ما كشفت عنه أحداث غزة هو أن حياة من لايدينون باليهودية لا تساوي شيئا في نظر الإسرائيليين اليهود، وهذا جزء من تعاليمهم الدينية المزعومة. وأردفت أن اللافت أيضا أنهم حين يضعون هدفا مثل اغتيال عالم معين، لا يأبهون بعدد الأشخاص الآخرين الذين قد يَلقَون حتفهم خلال تنفيذ هذه العملية.

لو تمكّن النظام الإسرائيلي، لما أبقى أتباع الديانات الأخرى أحياء

أفادت ستاري أنه في إحدى عمليات اغتيال العلماء، رأينا أن 60 شخصا آخرين، بينهم 35 امرأة وطفلا، فقدوا حياتهم داخل مبنى واحد. وهذا يدلّ على أننا نواجه نظاما، لو تمكّن، لما أبقى لا مسيحيا ولا مسلما ولا أيّ تابع لأي ديانة أخرى على قيد الحياة، تماما كما حاولوا تاريخيا قتل النبي عيسى المسيح، وارتكبوا مجازر عديدة بحق المسيحيين على مرّ العصور.

الولايات المتحدة تحمل شعور التفوّق والرغبة في النصر الميداني، لكنها تعرف صلابتنا ورفضنا للاستسلام

أشارت ستاري إلى أن الولايات المتحدة، بدافع شعورها بالتفوق، تحب أن تُظهر نفسها على أنها المنتصرة في هذه الحرب، مضيفة أن الولايات المتحدة تتبع نفس الاستراتيجية في مواجهتها مع روسيا والصين، حيث تسعى إلى أن يكون الفهم السائد عالميا هو انتصار الولايات المتحدة، وأن تكون القوة العالمية أحادية الجانب.

وأبرزت أن  الولايات المتحدة تدرك جيدا من هو الشعب الذي تواجهه، وما هو الفكر والمبدأ الذي يقف خلفه، وهي على دراية بعدم خضوعنا واستسلامنا. لكنها، من خلال إمبراطوريتها الإعلامية والدعاية (البروباغندا)، لا تجد حرجا في تصوير هزائمها على أنها انتصارات في أذهان العالم.

وأوردت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت الراهن، يصور هزائمه في ملف السلام بين روسيا وأوكرانيا أو في حرب الرسوم الجمركية، على أنها انتصارات في الرأي العام العالمي. وحتى في نهاية الحرب بين باكستان والهند، أعلن ترامب أن ما تحقق هو إنجاز له، في حين أن وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، صرّح بأن هذا ليس إلا كذبة.

ونوّهت إلى أن إخضاع إيران تحت ضغط الولايات المتحدة قد يُصوَّر في واشنطن كأعظم انتصار تاريخي لها، وهو بالضبط الهدف الذي سخّرت له كل قواها، لكنها في المقابل مطالَبة بأن تتحمّل عواقبه أيضا.


التوقّعات تشير إلى هزيمة الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي

أوضحت ستاري أن توقّعها هو أن تنتهي هذه الحرب بصمود إيران وبفشل الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي في تحقيق أهدافهما. وأكدت أن هذا الكلام لا تقوله بصفتها إيرانية أو بهدف رفع معنويات أبناء وطنها، بل باعتباره تحليلا سياسيا مستقلا.

مبادرة الحرب بيد إيران وأوروبا وترامب يسعيان للحوار معها
أبلغت ستاري أن زمام المبادرة في الحرب يبدو اليوم بيد إيران، وقالت كونوا على يقين أنه لو لم يكن الأمر كذلك، لما شهدنا محاولات ترامب وأوروبا مؤخرا لبدء جولة جديدة من الحوار مع إيران. ولو كانت إيران في موقع ضعف، لاقتصر موقف الولايات المتحدة وأوروبا على مراقبة الأحداث حتى نهايتها على يد النظام الإسرائيلي وحده.

بعد ساعات قليلة من استشهاد قادتنا، تم تعيين بدائلهم

صرَّحت ستاري أن الولايات المتحدة لم تكن تتوقع أن يتم تعيين بدلاء لقادتنا الشهداء بعد ساعات فقط، وأن تبدأ الموجة الأولى من قصفنا الصاروخي في الليلة نفسها. 

وأضافت أن الموجة الرابعة عشرة من القصف، التي دمّرت المباني الرئيسية للاستخبارات والعمليات التابعة لجيش النظام في وسط تل أبيب – والتي كانوا قد أخفوها داخل مناطق سكنية – وقعت بعد أيام فقط من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن منصات إطلاق الصواريخ والقدرات الصاروخية الإيرانية قد دُمّرت.

لكن اليوم، عاد نتنياهو ليصرّح بأن إيران تسعى لإبادتنا!

أخطاء واشنطن وتجميد أوراق المقاومة يمنحان إيران تفوقا يستنزف إسرائيل ويدفع يهودها للهجرة

وفي الختام بيَّنت ستاري أن هناك عدة حسابات خاطئة أخرى من جانب الولايات المتحدة ستُسهم في أن تكون إيران هي المنتصرة في هذا الميدان الجهادي.

أولا، تلاحم الشعب واستمرار الحياة اليومية رغم الحرب، وهو ما جرى خلافا لتوقعات الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي.

ثانيا، العمق الاستراتيجي لإيران، حيث ترون اليوم أن 27 أو 28 محافظة لدينا بعيدة تماما عن ساحة المواجهة.

ثالثا، لم نستخدم بعد قدراتنا الكاملة على امتداد حدودنا الساحلية الجنوبية التي تمتد لـ1500 كيلومتر.

رابعا، نمتلك القدرة على إحداث تأثير مدمّر من خلال استهداف البنى التحتية للطاقة لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا يشكل أحد عناصر ردعنا لاستمرار الحرب.

خامسا، لم نفعّل بعد قوى المقاومة في المنطقة.

سادسا، حتى الآن استخدمنا فقط مخزوننا القديم من الصواريخ، مما يشبه عملية “جرد للمستودعات”، ولم نلجأ بعد إلى استخدام صواريخ “فتاح” و”خرمشهر”، تلك التي قال عنها الشهيد حاجي‌زاده إنه لا يوجد في العالم نظام دفاعي قادر على التصدي لها.

سابعا، إن قدرة إيران على إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى حرب استنزاف، مضيفة أن هذا النوع من الحرب سيكون مرهقا ولا يُحتمل بالنسبة للنظام الإسرائيلي.

ثامنا، الجبهة الداخلية للنظام تعرضت لأضرار كبيرة، ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمر طويلا بالنسبة له.

تاسعا، فرار الإسرائيليين من هذه الأرض، والذي يحدث الآن بكل وسيلة ممكنة، رغم حظر الخروج من إسرائيل، يتعارض تماما مع العقيدة الأساسية للنظام القائمة على هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى داخل فلسطين المحتلة، وهذا أيضا سيؤدي إلى إضعافه.
 

عاشرا، إن إيران منتصرة، لأنها عبر التاريخ، من عهد الأخمينيين وحتى ما بعد الإسلام، وخاصة بعد انتصار الثورة، كانت تملك عقليّة المنتصر، لأنها تعقد عهدها مع الله، وتؤمن بوعوده.