خبير إيراني في العلاقات الدولية: إسرائيل تؤثر  في قرار أمريكا والكلمة الأخيرة قد تكون لآلية الزناد

ترجمة: شروق حسن

في حوار خاص مع صحيفة فرارو الإيرانية الإصلاحية، الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، قدّم محسن جليلوند، الخبير البارز في الشؤون الدولية وأستاذ العلاقات الدولية، رؤية نقدية حول مسار المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

حوار للصحيفة الإيرانية “فرارو” مع محسن جليلوند، الخبير البارز في الشؤون الدولية وأستاذ العلاقات الدولية.

خفض تخصيب اليورانيوم

قال محسن جليلوند، الخبير البارز ومحلل السياسة الخارجية، في تصريح لموقع «فرارو»، إن الولايات المتحدة دفعت إيران في البداية إلى طاولة المفاوضات، لكنها سرعان ما بدأت في ممارسة الضغوط عليها.

وأضاف أن المبعوث الأمريكي في المرحلة الأولى من المفاوضات، ويتكوف، أبدى استعداد بلاده للتفاوض والاتفاق بشأن التخصيب بنسبة 3.67%، غير أن الموقف الأمريكي تغيّر بعد أن دخلت إيران مرحلة الحوار وأظهرت حسن نية.

وأشار جليلوند إلى أن القوى المتشددة داخل الولايات المتحدة تعتبر أن الحديث عن نسبة التخصيب هذه يُعد نسخة جديدة من الاتفاق النووي المعروف بـ”برجام”، وهو ما أدى إلى تعقيد المسار التفاوضي.

ولفت إلى أن إيران، من جهتها، تملك مطالب لا يمكن تجاوزها، موضحًا أن الطرح الأمريكي بخفض نسبة التخصيب إلى صفر بالمئة غير منطقي. وأضاف أن على المسؤولين الإيرانيين النظر إلى مسألة استمرار أو إلغاء المفاوضات من عدة زوايا حساسة، وهو ما يزيد من تعقيد القضية.

وأوضح أن أي تصريح من كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، سواء بالانسحاب من المفاوضات أو بالتفاؤل بشأن تقدمها، ستكون له تأثيرات مباشرة على الأسواق المالية، حتى وإن كانت مؤقتة، إلا أنها تظل مهمة.

ورأى أن استمرار المفاوضات ينبغي أن يتم وفق هدف واضح ومحدد، وليس بطريقة مفتوحة قد تُفقد المسار التفاوضي اتزانه.

كما تطرّق جليلوند إلى خطاب المرشد الأعلى الإيراني، الذي عبّر فيه عن تشككه في إمكانية التوصل إلى نتيجة واضحة، معتبرًا أن هذا الموقف يحمل دلالة مهمة. 

وأكد أنه بدوره لا يشعر بالتفاؤل حيال الوصول إلى نتيجة، متوقعًا أن تبقى الأمور في حالة ترقب حتى منتصف يوليو/تموز المقبل، وهو الموعد الذي يتزامن مع بدء تفعيل “آلية الزناد” من قبل الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن تلك اللحظة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا.

لا مؤشرات لوجهات نظر معتدلة

وأكد جليلوند أن المفاوضات يجب أن تسفر عن نتائج واضحة في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن المهلة الزمنية المتبقية حتى تفعيل آلية الزناد باتت محدودة.

وأوضح أن آلية الزناد ستنتهي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبالنظر إلى الوقت اللازم للإجراءات الإدارية المرتبطة بها، فإن النتائج يجب أن تتضح بحلول منتصف يوليو/تموز 2025، وهو ما يمنح الأطراف أقل من شهرين لحسم الموقف.

وأشار إلى أن الحلول المطروحة حتى الآن لم تكن فعالة أو قابلة للتنفيذ، موضحًا أن مقترح “التجميد مقابل التجميد”، الذي يقضي بوقف إيران لعمليات التخصيب مقابل وقف العقوبات، لا يحمل أفقًا منطقيًا ولا يعكس رؤية معتدلة.

كما لفت إلى أن من بين العوامل التي لا يمكن تجاهلها في سياق المفاوضات الدور الإسرائيلي، مبينًا أنه رغم التصريحات التي تشير إلى استبعاد إسرائيل من العملية التفاوضية، فإن تأثيرها داخل الولايات المتحدة لا يزال قائمًا، وقد يشكّل عنصرًا حاسمًا في توجيه السياسة الأمريكية.

وختم جليلوند تصريحاته بتأكيد أن طبيعة المفاوضات لا تزال إيجابية، إلا أن نتائجها غير مضمونة. واعتبر أن الملف النووي الإيراني معقّد للغاية، ولا يمكن الوصول إلى حل بسيط بشأنه، مشيرًا إلى أن الخيار الدبلوماسي الوحيد في المرحلة الحالية يتمثل في تجنّب التفاوض بروح عدائية، وضرورة أن ينظر الطرفان إلى بعضهما البعض باعتبارهما طرفين يسعيان إلى نتيجة منطقية عبر الحوار.