- محمود شعبان
- 11 Views
ترجمة: شروق حسن
قال جلال ساداتيان، المحلل السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق في بريطانيا، في حوار له مع موقع “فرارو” يوم الثلاثاء 17يونيو/حزيران 2025 إن اتخاذ قرار الخروج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) في التوقيت الحالي قد يكون ضارا بمصالح إيران ويخدم أهداف الغرب، مؤكدا ضرورة الحذر والابتعاد عن الانفعالات في مثل هذه القضايا الحساسة، كما اعتبر ساداتيان أن الطريق نحو التفاوض لا يزال مفتوحا، محذرا من الانجرار إلى خيارات متطرفة قبل اتضاح مآلات الحرب الجارية وتفاعلات الأطراف الغربية معها.
جلال ساداتيان، المحلل السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق في بريطانيا، أجاب في حوار مع موقع “فرارو” عن هذه الأسئلة:
الاستراتيجيات النووية الجديدة
قال جلال ساداتيان لـ”فرارو” أنه عندما تم نشر هذا الخبر غير المؤكد، أو بعبارة أخرى هذه الإشاعة، بشأن تصويت البرلمان الإيراني على الخروج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، أظهرتُ نفس رد الفعل الذي أظهره الآن بعد نفيه.
من وجهة نظري، فإن الخروج من معاهدة NPT يمكن أن يكون ضارا لإيران إلى درجة أنه سيصبّ في مصلحة الغرب، ويتحول إلى أداة للضغط الأشد على إيران.
اتخاذ القرار في مثل هذه القضايا يتم مباشرة وبحساسية عالية من قبل مجلس صيانة الدستور، ومجلس الأمن القومي، ومسؤولي وزارة الخارجية، ولا يمكن اتخاذ قرار بهذا الحجم استنادا إلى انفعالات واهتمامات مرحلية.
إذا تم اتخاذ هذا القرار في توقيت غير مناسب، فإنه سيكون لصالح إسرائيل ويضر بمصالح البلاد، علينا أن نتخذ مواقفنا بمنطق، لا بعاطفة، مخاطر اتخاذ قرارات انفعالية من هذا النوع، خاصة من قبل مؤسسات مهمة مثل البرلمان، قد تكون أكبر مما يُتصوَّر.
وأضاف أن من غير المحتمل أن يتم اتخاذ هذا القرار في الوقت الراهن، والاحتمال الأكبر هو أن تتخذ إيران قراراتها بشأن استراتيجياتها النووية الجديدة بعد اتضاح نتيجة الحرب، أو أن تدرج في جدول أعمالها برنامجا للخروج المحتمل من معاهدة NPT.
نتيجة الحرب وطبيعة ردود أفعال الغرب اللاحقة تؤثر بشكل كبير على قرارات إيران.
في الآونة الأخيرة، أعلن وزير الخارجية الألماني، ممثلا عن الترويكا، استعداده للحوار النووي مع إيران.
لذلك، يجب توضيح السبب الذي جعل الأوروبيين، الذين ألغوا الحوار مع إيران قبل يومين فقط من الهجوم على إيران، يتحولون الآن إلى مدافعين عن إجراء هذا الحوار.
ربما كان السيناريو في أذهانهم هو إجبار إيران على التفاوض في ظروف صعبة بعد الهجوم، لكن بما أن إيران أيضا قد ردّت بردود قوية على الهجمات الإسرائيلية، فقد أدركوا الآن أن الوقت أصبح مناسبا للحوار مع إيران.

طريق التفاوض لم يُغلق بعد
وقال هذا الدبلوماسي الإيراني المخضرم في سياق حديثه أن الجزء الكبير مما يحدث خلال الهجوم الإسرائيلي على إيران ناجم عن أعمال تخريبية نفذها عناصر هذا الكيان، وليس نتيجة لقدراتهم العسكرية أو لقوة مقاتلاتهم. لذا فإن كلًّا من إسرائيل والولايات المتحدة والأوروبيين يدركون أنه لولا دعمهم لإسرائيل، لكانت الحرب قد انتهت بسرعة بالقضاء على نتنياهو.
أضاف: ” لقد أظهرت إسرائيل، من خلال الاغتيالات الأولى ومحاولاتها لاغتيالات لاحقة، أنها تعوّل كثيرا على الأعمال التخريبية. وقد سارع قادتنا العسكريون إلى محاولة السيطرة على الوضع والرد بالمثل على إسرائيل، وقد نجحوا إلى حد كبير، لذلك، فإن الوضع بالنسبة للأوروبيين والأمريكيين، الذين يراقبون هذه الأحداث، بات مختلفا إلى حد كبير عمّا كانوا يتوقعونه في البداية.»
وأضاف أن ترامب أعلن استعداده للعودة إلى المفاوضات، وكل هذه الأمور تُظهر أن الخروج من معاهدة NPT قد يكون قرارا متسرعا في ظل الظروف الحالية، بعد أن أظهر الطرف الغربي ردود أفعاله الأخيرة.
ربما كان الأمريكيون يتصورون أن إيران ستتخذ رد فعل مشابها لما فعلته بعد اغتيال الشهيد سليماني، وتنتظر فترة قبل الانتقام.
أضاف:” لكننا رأينا هذه المرة أن إيران ردّت بسرعة ودخلت في حالة تعبئة عسكرية. وستتواصل الهجمات الثقيلة من جانب إيران، وقد تمكنت حتى الآن من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية إلى حد كبير، ومع كل هذا، أعتقد أن طريق التفاوض قد لا يكون قد أُغلق تماما بعد، لدينا دائما وقت للخروج من معاهدة NPT، ولكن علينا الآن أن نتخذ قراراتنا بحذر شديد”.