- يسرا شمندي
- 19 Views
نشرت وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية المحافظة المحسوبة على مكتب علي لاريجاني، تقريرا السبت 31 مايو/أيار 2025، تقريرا ذكرت فيه أبرز تعليقات الناشط السياسي الأصولي عباس سليمي نمين، إذ ذكر أن هناك تزايدا في الضغوط خلال الأيام الأخيرة من قِبل مجموعة من النواب وبعض السياسيين خارج البرلمان لإحداث تغييرات في التشكيلة الوزارية لحكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان .
ونققلت الوكالة عن نيمين قوله إنه من جهة، يرى بعض أنصار بزشکیان أن رئيس الحكومة يجب أن يتجه نحو اختيار قوى إصلاحية، ومن جهة أخرى، يسعى معارضو الحكومة إلى استجواب وزيري الطرق والإسكان والطاقة.
وعلَّق على إصرار بعض السياسيين على إجراء تغييرات في التشكيلة الوزارية لحكومة بزشكيان، بقوله: “ما يُطرح من قِبل معارضي الحكومة هو، بطبيعة الحال، مسألة الاستجواب. ومن وجهة نظري، فإن تعديل وإصلاح التشكيلة الوزارية في الظروف الراهنة يجب أن يستند إلى منطق أقوى، وإلا فإنه سيثير حساسيات”.
وأضاف أن أنصار بزشكيان الذين يتحدثون عن تغيير الوزراء، ليس لديهم طروحات جديرة بالاهتمام، وكل ما يريدونه هو اختيار أشخاص من داخل حزبهم.
وتابع بقوله: “نحن نشهد نوعا من الشمولية من قِبل أولئك الذين يقولون إن الوزراء يجب أن يكونوا من دائرتهم المقربة. أما الجماعات التي تُصرّ على الاستجواب، فليست لديهم أيضا حجج قوية. فقد قالوا مؤخرا إن أحد الوزراء قام برحلة مكلفة إلى جزيرة كيش جنوب إيران، لكن هذا الادعاء لا يمكن الأخذ به كثيرا، فجميع الوزارات تمتلك مرافق ترفيهية، سواء في جنوب إيران أو شمالها، وعادة ما يستخدم الجميع، بمن فيهم الوزير، هذه الإمكانيات”.
وجود وزير سيئ أفضل من عدم وجود وزير
ذكر سليمي نمين أنه لم يسمع حتى الآن حديثا ذا قيمة من أولئك الذين يطرحون موضوع الاستجواب. ومن الأفضل في الظروف الراهنة أن نحافظ على الهدوء. فقد تم استجواب وزير واحد حتى الآن، ولم نتمكن من تعيين بديل له بعد. فالتنسيق بين البرلمان والحكومة يتطلب ذهابا وإيابا كثيرا، وقد أدى ذلك إلى إبقاء وزارة مهمة وفعالة في حالة تعليق.
وأفاد بأنه في ظل هذه الظروف، فإن إبقاء الوزارة معلقة ليس أمرا منطقيا أبدا، ووجود وزير سيئ أفضل من عدم وجود وزير على الإطلاق.
وتحدث عن الطابع السياسي لاستجواب وزير الطرق والإسكان قائلا: “لن أدخل في هذه المسألة، لأنني لا أتحدث عن شخص بعينه. لا أرى في الأمر قدرا كبيرا من العقلانية، ولا يمكننا أن نُضعف هذه المناصب في الحكومة أو نجعلها غير مستقرة. هذا الأمر غير منطقي ويفتقر إلى العقلانية”.
“الاستجواب ليس الورقة الأخيرة بيد البرلمان للإصلاح”
أكَّد سلّيمي نمين بشأن ضرورة تغيير حكومة بزشكيان وتولي أشخاص أكفاء المناصب أن “ذلك قد يكون صحيحا ولا أنفيه، لكنه يستغرق وقتا. وعندما تُعزل وزير وتُعيَّن بديل له، يستغرق هذا الوزير الجديد من عدة أشهر إلى سنة ليتمكن من التأقلم، والتعرف على الوزارة، وتغيير نوابه بما يتناسب معه”.
وأوضح أن “هذا الأمر يحتاج إلى وقت، وليس من الممكن أن نرغب في تعزيز إدارة الوزارة ثم يتحقق ذلك فورا. لذلك، يمكن للبرلمان أن يستخدم أوراقا أخرى لتعزيز الوزارة. بمعنى إذا رأينا أن هناك وزيرا يعاني من قصور أو ضعف، فهناك طرق أخرى لتقوية الوزارة، ويجب على البرلمان أن يبذل بعض الجهد لتعزيز تلك الوزارة.”
وبيَّن أن الاستجواب ليس الورقة الأخيرة لدى البرلمان للإصلاح، ومن الخطأ أن يتم اللجوء مباشرة إلى الاستجواب.
الضغط على رئيس الجمهورية لإحداث تغييرات في الحكومة يؤدي إلى إضعافها
قال سليمي نمين إن هناك أحيانا وزراء يواجهون مشكلات خاصة، لكن الأدلة المقدمة غير منطقية، ويمكن تعزيز الوزارة بطرق أخرى تحقق نتائج أفضل.
وصرّح بشأن الضغط على رئيس الجمهورية لإجراء تغييرات في حكومة بزشكيان، بأن هذا الضغط يُضعف الحكومة، فعندما يدافع الجميع عن الحكومة، تعمل الحكومة بقوة أكبر وتكتسب ثقة أكبر بالنفس. أما إذا وُضعت الحكومة تحت الضغط، فإن ذلك يُضعفها ويُحبط معنويات الوزراء.
وفي النهاية أقرَّ بأن الحكومة إذا شعرت بأن جميع الأطراف السياسية تدعمها، فستكون لديها قدرة إدارية أقوى. لكن عندما تشعر بأن ليس الجميع يدافع عنها، فإنها تتجنب المخاطرة وتكتفي بالقيام بالأعمال الروتينية. وهذه الأجواء لا تشجع الإدارة على المخاطرة اللازمة لتطوير إيران.