عودة مثيرة للجدل.. بابك زنجاني يدخل مجددا ساحة الاقتصاد بمشاريع ضخمة تحت أنظار القضاء

تناول موقع “فرارو” الإيراني الإصلاحي، في تقرير له الجمعة 2  مايو/أيار 2025، عودة رجل الأعمال الإيراني المعروف بابك زنجاني إلى المشهد الاقتصادي من خلال استثمارات ضخمة في قطاعي السيارات والنقل، رغم ماضيه القضائي. كما يتناول الموقع الموقف الرسمي من نشاطاته ودلالات تصريحات مسؤولي القضاء بشأنها.

أفاد الموقع بأن تساؤلات عديدة أُثيرت في الأيام الماضية، حول الدور الجديد الذي قد يلعبه بابك زنجاني، رجل الأعمال الإيراني المدان سابقا، بعد أن ظهرت مؤشرات على استعداده لاستخدام رأس ماله وعلاقاته لحل بعض الإشكالات الاقتصادية. وأوضح أن مراجعة ثلاث تصريحات رسمية حديثة قد تساعد في الوصول إلى إجابة لهذا السؤال.

صفقة ضخمة 

تابع الموقع أن أنباء متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت أن إحدى الشركات التابعة للهولدينغ المنسوب إلى بابك زنجاني، هي من بين المشترين المحتملين لحصة تبلغ 42% من أسهم شركة “سايبا” الشهيرة لصناعة السيارات.

وأضاف أن مذكرة تفاهم بقيمة 610 ألف مليار  ريال كانت قد وُقعت مؤخرا بين إحدى شركات هذا الهولدينغ ووزارة الطرق والتنمية العمرانية، بحضور فرزانه صادق مالواجرد.

نشاطات اقتصادية رغم الغموض القانوني

أشار الموقع إلى أن زنجاني بدأ الترويج لنشاطاته الاقتصادية الجديدة منذ عدة أشهر، حتى قبل أن تتضح حالته القانونية بدقة.

وأضاف أن المتحدث باسم السلطة القضائية، أصغر جهانغير، صرّح خلال مؤتمر صحفي عقد هذا الأسبوع، بأن زنجاني يتمتع بإجازة مؤقتة من السجن، بعد أن قضى أكثر من 11 عاما من عقوبته دون الاستفادة من أي مرخصة، وقد أعاد الأموال التي كان مطالبا بها. وأكد جهانغير أن المرخصة تخضع لرقابة الجهات المختصة.

وأوضح أن جهانغير صرّح بوضوح أن زنجاني، كأي شخص آخر، يحق له ممارسة نشاط اقتصادي في إطار القوانين ما لم ينتهكها، مشيرًا إلى أن المسؤولية في هذا الشأن تقع على عاتق المؤسسات المعنية.

تفاصيل بيع أسهم “سايبا”

أفاد الموقع بأن وفقا للإعلانات الرسمية وبناء على المادة 28  من تعليمات الحوكمة، والمادة 5  من خطة التنمية السابعة، أعلنت أربع شركات كبرى تابعة لمجموعة “سايبا” نيتها بيع 42%من أسهم شركة “خودروسازي سايبا” تحت رمز بورصة “خسابا” بشكل تراكمي وكتلة واحدة. 

وأضاف أن الشركات المعنية، منها “مجموعة استثمار سايبا” و”استثمار رنا” و”استثمار موظفي سايبا”، ستنفذ عملية البيع بشكل أصيل ووكالة مع الالتزام التام بالقوانين.

من هم المشترون المحتملون؟

أكد الموقع أن من بين الجهات التي تم تداول اسمها كمشتر محتمل لهذه الحصة، شركة “كرمان موتور”، و”المجموعة الصناعية انتخاب”، والهولدينغ المنسوب إلى زنجاني. وأشار إلى أن النقاشات في وسائل التواصل الاجتماعي لا تدور فقط حول عملية الشراء، بل تتركز أكثر حول مصدر الأموال التي يُعتقد أن الهولدينغ سيستخدمها في هذه الصفقة.

هل عاد زنجاني من بوابة الاقتصاد؟

أوضح الموقع أن شهرة زنجاني لا تعود فقط لكونه رجل أعمال، بل بسبب محاكمته البارزة وسجنه السابق. وأكد أنه بحسب تصريحات مدير إحدى شركات السكك الحديدية التابعة له، فإن رؤوس أموال زنجاني من الخارج بدأت بالعودة إلى إيران، بهدف توظيفها في مشاريع وطنية. وأشار إلى أن زنجاني لا يظهر كمالك رسمي أو مساهم، لكن الأموال التي تُستخدم تابعة له.

وتابع أن العديد من المستخدمين تساءلوا إن كانت هذه الأموال تعود لنشاطات أدين زنجاني بسببها سابقا، وهو ما يثير علامات استفهام جديدة حول شرعية هذه العودة.

موقف السلطة القضائية من تحركات زنجاني

نقل الموقع عن بيان صدر من مكتب المتحدث باسم القضاء الإيراني، أن زنجاني، مثل غيره من المدانين الذين أبدوا ندمهم وتعاونهم، حصل على فرصة لإجراء “إجراءات تعويضية” بإشراف ومرافقة الجهات المختصة، وفقا للمادة 114 من قانون العقوبات الإسلامي.

وأكد أن الهولدينغ المنسوب لزنجاني وقع مؤخرا اتفاقية في مجال تجديد وتحديث جزء من أسطول السكك الحديدية في البلاد.

كما أشار إلى أن الإعلانات التي ينشرها زنجاني تركّز على قضايا الترانزيت والنقل البري والجوي، مما يعكس اهتمامه المتزايد بهذه المجالات.

وأضاف الموقع أن زنجاني نشر مؤخرا تغريدة أعلن فيها عن مشروع مشترك مع الصين وأفغانستان، حيث كتب: “افتتحت الصين اليوم أول خط سكك حديدية لها مع أفغانستان.”

وتابع أن شركة “دات وان ريل” ستفتتح في الأسابيع القادمة طريق ترانزيت لقطاراتها من ميناء أميرآباد وسرخس الإيراني إلى “روزنك” داخل الأراضي الأفغانية. دات وان لا تعترف بالحدود في ربط الصداقات وتسهيل التجارة بين البلدين.