قاليباف في مرمى نيران المتشددين.. رئاسة البرلمان الإيراني مهددة بثلاثة منافسين في سباق 2025

ترجمة: دنيا ياسر نور الدين 

نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين” الإيرانية المحافظة المحسوبة على مكتب علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، الإثنين 5 مايو/أيار 2025، تقريرا استعرضت فيه ملامح المنافسة على رئاسة البرلمان الإيراني في دورته المقبلة، مع التركيز على موقع محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، المهدد بفعل تحركات التيار المتشدد، كما تناولت أسماء أبرز المرشحين المحتملين، والخلافات السياسية التي قد تؤثر على نتائج انتخابات هيئة الرئاسة.

ثلاثة منافسين محتملين لـ”الرجل الأول في البرلمان” في يونيو 2025

ذكرت الوكالة أنه منذ دخول قاليباف إلى مبنى البرلمان ذي الشكل الهرمي في “بهارستان”، لم تتوقف الشكوك والتساؤلات بشأن وصوله إلى مقعد الرئاسة. ومع ذلك، تمكن الرجل دوما من تجاوز الجدل المحيط به، وترسيخ موقعه على رأس البرلمان، وإنْ كان ذلك أحيانا بأصوات أقل.

اقتراب موعد انتخابات هيئة رئاسة الدورة الثانية

أردفت الوكالة أن أقل من شهر يفصلنا عن موعد انتخابات الدورة الثانية لهيئة رئاسة  البرلمان الإيراني الثاني عشر، إلا أن التحركات الأخيرة داخل أروقة البرلمان تشير إلى أن النواب قد دخلوا فعليا في أجواء السباق الانتخابي على رئاسة الهيئة.

وتابعت موضحةً أن البرلمان ينتخب هيئة رئاسته أربع مرات خلال كل دورة برلمانية، وتُعدّ رئاسة المجلس المحور الأهم في هذا التنافس السنوي

وأشارت إلى أنه حتى الآن لم تُعلَن أسماء المرشحين رسميا، لكن من المؤكد أن قاليباف سيكون من بين الأسماء البارزة المرشحة لرئاسة البرلمان. ومع أن الطريق أمامه لا يبدو شديد الوعورة، إلا أنه لا يخلو من العوائق. فالجدل الدائر حول قاليباف يجعل موقعه الرئاسي هشا، ويخوض كل عام معركة بقاء محفوفة بالتساؤلات.

وأكدت أن فشل قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، في الانسحاب من الانتخابات الرئاسية، وغياب التوافق بينه وبين سعيد جليلي، ممثل المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، خلال اجتماع انتخابي في مشهد، قد يتحول إلى شرارة انتقام المتشددين من “الرجل الأول في البرلمان”.

أداء قاليباف وتعاوناته سبب لنقمة التيار المتشدد

أضافت الوكالة أن تعاونه مع حكومة مسعود بزشكيان، خاصة في أثناء تجميد قانون العفاف والحجاب، وامتناعه عن إبلاغه، إلى جانب دعمه لإلغاء المرحلة الأولى من تصفية الإنترنت، وتسهيل حصول بزشيكان حكومة على الثقة البرلمانية في أغسطس 2024، كل ذلك فّر ذريعة جديدة للمتشددين لمعارضة استمراره في المنصب.

ولفتت إلى أن بعض النواب يعتبرون أسلوب قاليباف في إدارة البرلمان “عسكريا”، ما قد يدفع بعضهم إلى الاصطفاف مع التيار المتشدد والتأثير سلبا على عدد الأصوات التي يحصل عليها.

وأردفت أنه على الرغم من كل ما ذُكر، فإن قاليباف تمكّن منذ بداية وجوده في البرلمان من تجاوز العقبات، والتشبث بمقعد الرئاسة، حتى إنْ كان ذلك بأقل عدد من الأصوات. ورغم أن التيار الأصولي لا يزال يهيمن على البرلمان، فإن الانقسامات داخله، إضافة إلى دعم الإصلاحيين والمستقلين لقاليباف، قد يساعده على الاحتفاظ بمكانته.

المنافسون المحتملون لقاليباف

كشفت الوكالة أن هناك شخصيات برلمانية بدأت تستعد لخوض السباق الرئاسي ضد قاليباف. من أبرزهم محمود نبويان، النائب المعروف بتاريخه الطويل في البرلمان، والذي حصل على أعلى الأصوات في طهران. ورغم أن اسمه طُرح في انتخابات العام الماضي، فإنه لم يترشح حينها، مفضلا التحالف مع قاليباف.

وتابعت موضحةً أن نبويان يُعد من وجوه تيار “جبهة الصمود”، لكنه مؤخرا بات من أبرز منتقدي التشدد، خاصة بعد نشره فيديوهات تناولت قانون الحجاب والمفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، حيث انتقد السلوكيات المتطرفة وأبدى دعمه لقرارات النظام.

أسماء أخرى في دائرة الترشيح

أشارت الوكالة أيضا إلى منوجهر متكي، النائب عن طهران، والذي حصل على 5 أصوات فقط في الدورة السابقة، ما دفعه إلى الصمت السياسي منذ ذلك الحين. ورغم ضعف فرص ترشحه مجددا، فإن اسمه لا يزال مطروحا ضمن الاحتمالات.

وتابعت أنه ورد اسم علاء الدين بروجردي، النائب عن لارستان، الذي دخل عامه الثاني والعشرين في البرلمان، ويُعتبر من الشخصيات المقبولة لدى كل من الأصوليين والمستقلين، ما يعزز من فرصه. وأوضحت الوكالة أنه من المحتمل أن يدخل بروجردي في مفاوضات سياسية مع قاليباف لصالح المستقلين، بحيث يدعمه في الانتخابات مقابل حصولهم على بعض المقاعد داخل هيئة الرئاسة.

اختتمت الوكالة تقريرها، بالإشارة إلى أن الوقت لا يزال مبكرا، وقد تتغير قائمة المرشحين. ويبقى السؤال: هل سينجح قاليباف مرة أخرى، عبر توزيع المناصب، في الإفلات من انتقام “جبهة الصمود”؟ أم أنه سيتمكن من الاحتفاظ بالكرسي دون تقديم تنازلات؟