- ربيع السعدني
- 2 Views
يُعد تلوث الهواء في طهران وكرمانشاه أزمة بيئية وصحية متفاقمة تهدد حياة الملايين، حيث وصل مؤشر جودة الهواء في طهران إلى 111، مما يجعله غير صحي للفئات الحساسة، مع تزايد أيام الهواء غير الصحي مقارنة بالعام الماضي.
الغبار الناعم، الناتج عن الأنشطة البشرية وتغير المناخ، يخنق المدن الإيرانية، مسببا أمراضا تنفسية حادة، حيث استقبلت مستشفيات كرمانشاه 371 مريضا منذ بداية العام، تتفاقم التحديات مع جفاف الأراضي الرطبة ومصادر خارجية للغبار، بينما تُكلف هذه الأزمة إيران خسائر اقتصادية تتجاوز 12 مليار دولار سنويا، وتودي بحياة نحو 50 ألف شخص.
جودة الهواء في طهران، التي وصل مؤشرها إلى 111، تعتبر في حالة غير صحية للفئات الحساسة في المجتمع، وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، فإن متوسط جودة الهواء في طهران حاليا في حالة غير صحية للفئات الحساسة بمؤشر 111 وفي هذه الحالة، يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الرئة وكبار السن والأطفال تقليل الأنشطة الخارجية الطويلة أو الشاقة.
منذ بداية العام الجاري، شهدت طهران 36 يوماً من الهواء المقبول، و6 أيام من الهواء النظيف، و5 أيام من الهواء غير الصحي للفئات الحساسة، وهو ما يمثل انخفاضاً قدره 6 أيام في عدد الأيام المقبولة وزيادة قدرها 5 أيام في عدد الأيام غير الصحية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

هواء طهران غير صحي
وفقًا لمؤشر جودة الهواء (AQI)، تكون جودة الهواء “مقبولة” عندما يكون رقم المؤشر بين 51 و100؛ ولكن إذا كان المؤشر بين 101 و150، فإن الهواء سيكون في ظروف “غير صحية للمجموعات الحساسة”.
وبالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمخطط ألوان شركة مراقبة جودة الهواء، تشير المحطات الخضراء إلى ظروف “نظيفة”، وتشير المحطات الصفراء إلى ظروف “مقبولة”، وتشير المحطات البرتقالية إلى “غير صحية للمجموعات الحساسة”، وتشير المحطات الحمراء إلى ظروف “غير صحية”، وتشير المحطات الأرجوانية إلى ظروف “غير صحية للغاية”.
وبحسب شركة مراقبة جودة الهواء في طهران، فإن متوسط جودة الهواء في العاصمة حاليا (7 مايو/أيار 2025) في حالة غير صحية للفئات الحساسة، ووفقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” بلغ مؤشر تلوث الهواء في العاصمة خلال الـ24 ساعة الماضية “جسيمات عالقة أصغر من 2.5 ميكرون” بمتوسط 98، وكانت جودة الهواء بالعاصمة في ظروف مقبولة.
ويبلغ مؤشر الملوث حاليًا “الجسيمات الدقيقة أقل من 2.5 ميكرون” بمعدل 111، كما أن جودة الهواء في حالة غير صحية للمجموعات الحساسة وفي ظل هذه الظروف، يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الرئة، وكبار السن، والأطفال تقليل الأنشطة الخارجية الطويلة أو الشاقة في طهران.

الجسيمات الدقيقة تخطف أنفاس الناس!
أدت الزيادة الكبيرة في الغبار الناعم في السنوات الأخيرة إلى انخفاض جودة الهواء في كرمانشاه وكردستان وطهران بشكل كبير ويعتبر تهديدًا خطيرًا لصحة المواطنين واقتصاد المنطقة، وبحسب وكالة تسنيم للأنباء فإن الغبار الناعم يعد أحد التحديات البيئية والصحية في العديد من مناطق العالم، خاصة في إيران، وتشير الجسيمات الدقيقة إلى الجسيمات العالقة التي تنشأ في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية وتغير المناخ ويمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الإنسان والبيئة والاقتصاد الإقليمي.
وفي هذا الصدد؛ قال كاجال حبيب زاده، نائب مدير البيئة البشرية في المديرية العامة لحماية البيئة في إقليم كردستان: “بناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها من مركز مراقبة الهواء في المدينة تم الإبلاغ عن ما بين 300 إلى 500 جسيم معلق بقطر 2.5 ميكرون، مما يشير إلى حالة تلوث هواء حادة للغاية”، وأضاف لوكالة أنباء “إيسنا“: “في الوقت الحالي، هناك مدينتان في كردستان في ظروف خطيرة وحرجة، وأربع من مدنها في ظروف غير صحية وطارئة للغاية، وتشهد محافظة كردستان هي الأخرى ظاهرة غبارية شديدة جداً بسبب وصول كتل غبارية من العراق وسوريا”.
في السنوات الأخيرة، تسبب تزايد الغبار الناعم في محافظة كرمانشاه، خاصة خلال موسم الجفاف، في إثارة قلق كبير لدى السكان والمسؤولين حتى وصل الوضع الصحي وجودة الهواء في العديد من مدن المحافظة إلى “أزمة” ولا تؤثر هذه الظاهرة على جودة الهواء فحسب، بل قد تؤدي أيضا إلى أمراض الجهاز التنفسي ومشاكل صحية أخرى، كما يمكن للغبار الناعم أن يؤثر سلبا على الزراعة وموارد المياه، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وزيادة التكاليف الطبية.
المصدر الرئيسي للغبار الدقيق في محافظة كرمانشاه يقع خارج حدود إيران ومع ذلك، فإن بعض الأراضي الرطبة والسراب الموجودة في هذه المحافظة الإيرانية معرضة أيضا لأن تصبح مصادر للغبار الدقيق، ويجب على المسؤولين اتخاذ خطوات لتحديدها ومنع جفافها.

تلوث الهواء يكلف البلاد 12 مليار دولار
وقال وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي محمد رضا ظفرقندي، “إن قضية تلوث الهواء تعد من التحديات الصحية العامة الخطيرة في البلاد والتي لا يمكننا أن نتجاهلها”. وبحسب الدراسات المقدمة للحكومة والتي تمت مناقشتها في عروض متخصصة، فإن حوالي 50 ألف مواطن لدينا يموتون سنويا بسبب عواقب تلوث الهواء.
إن هذه القضية مكلفة للغاية ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل من الناحية الاقتصادية أيضا وتشير التقديرات إلى أن إجمالي التكاليف المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن الأمراض والعلاج والوفيات والعواقب الاجتماعية تسبب أضراراً للبلاد تزيد عن 12 مليار دولار سنوياً.
توصيات صحية عاجلة
وعلى الجانب الآخر أوصى مدير الصحة البيئية والمهنية في مركز صحة إقليم كردستان كمال إبراهيمي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي أن يأخذوا تلوث الهواء على محمل الجد وحدد التوصيات الصحية في الظروف التي يتراوح فيها مؤشر تلوث الهواء بين 101 و150.
وأكد على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي والربو أن يتجنبوا التمارين الشاقة وإذا شعروا بأعراض مثل ضيق التنفس والسعال والصفير وألم الصدر، وعليهم اتباع خطة العلاج الخاصة بهم واستشارة الطبيب إذا لم يكن هناك تحسن.
وأكد إبراهيمي على ضرورة استخدام الأغطية المناسبة للأطعمة الجاهزة للأكل وتنظيف الطعام قبل وضعه في الثلاجة لمنع التلوث، مضيفاً: “كما ينصح بتنظيف المنزل يومياً باستخدام قطعة قماش مبللة لإزالة الغبار”.

وأضاف إبراهيمي، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الحساسة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة المزمنة، وكبار السن، والنساء الحوامل: يجب على هؤلاء الأشخاص تجنب الأنشطة الخارجية، وإذا أجبروا على البقاء في الهواء الطلق لبضع ساعات، فيجب عليهم استخدام قناع مناسب. ومع ذلك، إذا شعرت بعدم الراحة أثناء ارتداء القناع، فيمكنك إزالته لبعض الوقت وإعادة استخدامه.
كما يجب على كبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي والذين يعانون من صعوبة في التنفس استشارة طبيبهم قبل استخدام القناع.