- يارا حلمي
- 20 Views
نشرت وكالة الأنباء الرسمية “تسنيم“، الأحد 4 مايو/أيار 2025، تقريرا تناولت فيه أهمية ميناء تشابهار الاستراتيجية في تعزيز التجارة الداخلية والخارجية لإيران، وتطوير الممرات الترابطية الدولية، إضافة إلى دوره في تأمين استمرارية التجارة البحرية وتعويض اختلالات ميناء شهيد رجائي بعد الحادث الأخير.
ميناء تشابهار
ذكرت الوكالة أن ميناء تشابهار، الواقع في جنوب شرقي إيران ويعد الميناء الوحيد الموجه نحو المحيطات في البلاد، يحتل مكانة خاصة في الاستراتيجيات الاقتصادية والتجارية الإيرانية.
وتابعت أن ميناء تشابهار يشهد أهمية كبيرة ليس فقط داخل إيران ولكن أيضا على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويملك هذا الميناء القدرة على أن يصبح مركزا ترانزيتا وتجاريا دوليا، ويعد جزءا أساسيا في تطوير التجارة الداخلية والخارجية لإيران وتنشيط الممرات الداخلية والدولية للبلاد.
الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية
وأضافت أنه بسبب موقعه على شاطئ بحر عمان وارتباطه بالمياه الدولية المفتوحة، يلعب ميناء تشابهار دورا مهما كجسر بين إيران ودول آسيا الوسطى وجنوب آسيا وشبه القارة الهندية، وهذا الموقع الجغرافي المتميز يعزز من القدرة التنافسية للميناء في التجارة الإقليمية والدولية.

وأوضحت أنه بفضل الاتصال المباشر بالمياه الحرة، يمكن لإيران التواصل التجاري المباشر مع جيرانها مثل الهند وأفغانستان ودول آسيا الوسطى، مما يعزز الأهمية الاستراتيجية لميناء تشابهار.
دور ميناء تشابهار في التجارة الداخلية
وأشارت إلى أن ميناء تشابهار يعد أحد العوامل الرئيسة في تطوير التجارة الداخلية بين محافظات جنوب شرقي إيران وبقية أنحاء البلاد، كما تساهم البنية التحتية للطريق والميناء في تسهيل نقل السلع المصدرة والواردة، فضلا عن تطوير المناطق المحرومة والأقل تطورا في سيستان وبلوشستان.
وأكدت أن زيادة سعة النقل عبر ميناء تشابهار تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتطوير الصناعات المحلية.
الأهمية الدولية ودوره في الممرات الترابطية
أفادت الوكالة بأن ميناء تشابهار يعتبر بوابة تجارية هامة قادرة على لعب دور رئيسي في الممرات التجارية الدولية، ويعتبر هذا الميناء مركزا لنقل البضائع بين دول آسيا الوسطى وجنوب آسيا، واستفادت إيران من السكك الحديدية والطرق الترابطية زادت من سعة النقل والتبادل التجاري، مما جعلها واحدة من الطرق الرئيسية للتجارة الإقليمية.
ولفتت إلى أن الاتفاقيات الثلاثية بين إيران والهند وأفغانستان لإنشاء ممر ترانزيت بين تشابهار وزاهدان وميليك وزرنح، تشهد أهمية هذا الميناء في تعزيز التعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وعبر هذا الممر، يمكن لأفغانستان ودول آسيا الوسطى الوصول إلى المياه المفتوحة، مما يقلل من المشكلات المرتبطة بالاعتماد على طرق محدودة أو غير آمنة.
كما أوردت أن استخدام إمكانيات ميناء تشابهار إلى أقصى حد لا يعزز التجارة فحسب، بل يؤثر أيضا في تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية لإيران مع دول المنطقة وغيرها من القوى المؤثرة مثل الهند وروسيا، وتسهم هذه التفاعلات في بناء بنية تحتية مناسبة للمشاركات الاقتصادية وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة.
آثار التنمية والمزايا الاقتصادية لميناء تشابهار
وتابعت أن نمو الصادرات والواردات: يساهم ميناء تشابهار في توفير بيئة ملائمة لتصدير السلع الإيرانية إلى الأسواق الناشئة واستيراد المواد الخام، مما يعزز من حركة التجارة والإنتاج.
وأضافت أن خلق فرص العمل: من خلال تطوير البنية التحتية المينائية والطرقية والسكك الحديدية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، يساعد هذا الميناء في خلق فرص عمل متعددة وزيادة دخل السكان المحليين.
وأوضحت أن زيادة القدرة التنافسية الإقليمية: يشكل ميناء تشابهار منافسا هاما لباقي الموانئ في المنطقة مثل ميناء جوادار في باكستان، مما يقوي موقع إيران في المعادلات الاقتصادية الإقليمية.
وأشارت إلى أنه بناء على ذلك، يعد دور ميناء تشابهار الاستراتيجي في تطوير التجارة الداخلية والخارجية لإيران وتنشيط الممرات الداخلية والدولية ذا أهمية كبيرة.
وأكدت أن الميناء لا يعمل فقط كجسر تجاري بين اقتصاد إيران وباقي اقتصادات المنطقة، بل من خلال الاستثمارات الأساسية، والتعاون الإقليمي، وفرص التنمية المتاحة، يمكن أن يساهم في تعزيز الاقتصاد، وزيادة الصادرات، وخلق فرص العمل، وتعزيز مكانة إيران على المستوى الدولي.
استعداد الميناء لتعويض اختلالات ميناء شهيد رجائي
ذكرت الوكالة أنه بعد الانفجار الكبير الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في 6 مايو/أيار 2025، أعلن محافظ سيستان وبلوشستان أن ميناء تشابهار، باعتباره الميناء الوحيد الموجه نحو المحيطات في إيران ويملك قدرة تفريغ وتحميل تصل إلى 8.5 مليون طن، جاهز تماما لتعويض الاختلالات التي حدثت في ميناء شهيد رجائي.
وتابعت أن هذا الأمر يعكس الأهمية الاستراتيجية لميناء تشابهار في إدارة الأزمات وضمان استمرارية التجارة البحرية للبلاد.
وأضافت أنه في الوقت نفسه، أعلن ميناء تشابهار عن استعداده الكامل للقيام بعمليات تفريغ وتحميل البضائع التي تأثرت بسبب الاختلالات في ميناء شهيد رجائي، مما يساهم في الحفاظ على سلاسة تدفق التجارة وتقليل الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الحادث، مما يبرز مرة أخرى أهمية القدرات الأساسية لميناء تشابهار.
وأوضحت أنه في الواقع، أظهر الحادث الأخير أن تطوير الاستفادة المثلى من إمكانيات ميناء تشابهار يمكن أن يساعد في تقليل الاعتماد على ميناء واحد مثل ميناء شهيد رجائي، ويمنع ظهور اختناقات تجارية، ويمكن أن يعمل ميناء تشابهار كداعم رئيسي لبقية الموانئ الجنوبية للبلاد، وفي حالات الطوارئ، يساهم في منع توقف سلاسل الإمداد للسلع.