- شروق حسن
- 45 Views
ترجمة: شروق حسن
في حوار مع الصحيفة الإيرانية الإصلاحية “ستاره صبح“، السبت 31 مايو/أيار 2025، حذّر مهدي مطهري نيا، المحلل السياسي وخبير الدراسات المستقبلية، من حساسية الجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدا أنها ستكون من أكثر الجولات أهمية منذ انطلاق المحادثات.
الجولة المقبلة من المفاوضات
أوضح مهدي مطهري نيا أن الجولة المقبلة من المفاوضات شديدة الحساسية، واعتبر أن الجولة السادسة ستكون واحدة من أهم الجلسات المشتركة بين المبعوث الخاص للولايات المتحدة ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عراقجي.

ولفت إلى أن الجولة الخامسة كانت من الناحية الإعلامية أعقد فصول المفاوضات، وأنه على الرغم من علم المراقبين بتبادل أحاديث حساسة في تلك الجلسة، فقد جرت محاولة لعدم تسريب أي مضمون إلى الإعلام.
المفاوضات والإعلام
أضاف أن إيران تصرّ على عدم نقل مسائل المفاوضات إلى الإعلام، في حين أن تعميم الأزمات إعلاميا، سواء فيما يتعلق بالأزمات القائمة أو بأزمات تخلقها الحكومة الأمريكية، هو ضمن الأجندة الأساسية لرئيس الأمريكي ترامب.

أشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم سعيها إلى ضخ أجواء من التفاؤل، فإن النظر إلى احتلال السفارة الأمريكية في طهران، ووساطة الجزائر، والملف النووي، يبين أن في جميع هذه الحالات، كانت هناك سوابق تشير إلى أن المحادثات لم تصل إلى نتيجة.
ونوّه إلى أنه استنادا إلى هذه السوابق، يُلاحظ دائما تصعيد إعلامي في البداية، لكن بعد إجراء المفاوضات، تظهر العقد في النهاية، بما يشير إلى أن الخلاف بين إيران وأمريكا قد تفتت إلى درجة أنه يعاني في عمقه من أزمة مفاهيم.
كما اعتبر أن الأداء الإعلامي الحالي للفريق المفاوض يُقيَّم على أنه أفضل من السابق، إذا ما جرى التسليم بوجود أزمة مفاهيم، ورأى أن زمام المبادرة في الميدان الإعلامي لم تعد بيد الأمريكيين بالكامل.
أوضح أن العمليات النفسية والتلاعب بقابلية التأثر لدى المجتمع تجري لصالح سادة الإعلام، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى التفاؤل من أجل التأثير في السوق، غير أن المعالجة الخبرية بدون تشخيص دقيق للظروف والاحتمالات المستقبلية لها تبعات.
ولفت إلى أن مستوى عدم اليقين في فريق ترامب مرتفع للغاية، بسبب امتلاك ترامب وفريقه قابلية تنبؤ ضعيفة جدا.
أروبا والاتفاق النووي
كما ذكّر بالدور السياسي لأوروبا في النزاع النووي بين إيران والغرب، مشيرا إلى أن مفاوضات إيران والولايات المتحدة تتمتع بارتباط إعلامي قوي، في حين أن المحادثات بين طهران والأوروبيين — والتي وصفها بأنها شديدة الأهمية والحساسية — تشهد صمتا إعلاميا.
أكد في ختام حديثه، أن أوروبا، التي لعبت في مرحلة الاتفاق النووي دور الوسيط وكفة التوازن بين إيران وأمريكا، خرجت الآن من موقع الوسيط وتحولت إلى لاعب مُهدِّد، وذلك نتيجة انهيار التعددية السياسية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.