نائب سابق في البرلمان الإيراني: المتشددون في الداخل يهددون الأمن القومي ويعرقلون مسار التفاوض

في حوار خاص أجرته صحيفة ستاره صبح الإصلاحية، السبت 10 مايو/أيار 2025، مع النائب السابق في البرلمان الإيراني، غلامعلي جعفرزاده إيماني آبادي، تحدّث بصراحة عن العوائق التي تعترض مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على دور المتشددين في الداخل والخارج في تقويض جهود التفاهم.

إلى نص الحوار:

ما دلالة الفجوة الكبيرة بين الجولتين الثالثة والرابعة من محادثات إيران وأمريكا؟ وما العوامل المؤثرة في مسار ونتائج المفاوضات؟


كان تأخير انعقاد الجولة الرابعة بسبب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، وخلال هذه الفترة، شهد البيت الأبيض تطورات.  المتشددون داخل الولايات المتحدة، الذين يتغذون من إسرائيل، ويتبنون في الواقع مواقف مماثلة لمواقف المتشددين في الداخل، بذلوا جهودًا جدية لإضعاف موقف إيران في المفاوضات.

إذا نظرتم إلى مواقف المعارضين في الداخل، يمكن ملاحظة أن نفس الطاقة والإرادة والنظرة التي يتبناها المعارضون في الخارج تجاه المفاوضات، يشترك فيها المتشددون في الداخل. المعارضون للمفاوضات في الداخل يرددون الكلام نفسه الذي يُقال عبر الإذاعات والتلفزيونات في الخارج. مطالبهم بشأن العلاقات بين إيران وأمريكا تشبه قرارات إسرائيل بشأن إيران.

لقد ألحق المتشددون أضرارًا من خلال تفسيرات غير واقعية وانتقادات موجهة للاتفاق النووي وفريق الدبلوماسية في حكومة حسن روحاني. في الواقع، ألحقوا الضرر بالبلاد، وفي كل مرة يُطرح فيها الحديث عن التفاوض، أغلقوا طريق إحياء العلاقات باستخدام مختلف الأساليب غير الشريفة.
اليوم، لم تعد المفاوضات قضية هذه الحكومة أو تلك، أو هذا التيار أو ذاك، بل إنّ أوضاع البلاد حرجة، وفي الوضع الراهن فإن التفاوض والتوصل إلى اتفاق هو مسألة تتعلق بالأمن القومي. لا يمكن توقّع شيء من المعارضين في الخارج، ولكن المتشددين في الداخل يخلّون بالأمن القومي.

هل هناك احتمال لانهيار مسار المفاوضات تحت تأثير جهود المتشددين؟ وما العوامل التي تهدد عملية التفاوض؟


إذا كان رفض الحوار مع أمريكا مطروحًا بشكل قطعي بسبب الخلفية التاريخية للخلافات بين البلدين، فيجب تذكير هذه المجموعة بأن الظلم الذي ألحقه الروس بإيران والإيرانيون على مرّ التاريخ كان أكبر وأثقل بكثير من أخطاء أمريكا.

 فهل ينبغي أن نقطع علاقاتنا مع روسيا إذًا؟

في عالم السياسة، المعيار هو المصالح الوطنية، ولا وجود لصديق أو عدو دائم. جميع دول العالم تضبط أهداف سياستها الخارجية بناءً على مصالحها الوطنية،
ونحن أيضًا يجب أن نولي الاقتصاد اهتماما، البلاد اليوم تتضرر بسبب المشاكل الاقتصادية، ارتفاع مستوى السخط يشكّل تهديدًا.
ولا يستطيع تجاهل هذا التهديد إلا أولئك الذين لا تعنيهم بقاء الثورة والنظام، وإلا فإن الغيورين على الوطن حذّروا من ذلك منذ وقت طويل.

هل يعني استئناف المتشددين هجماتهم على الفريق المفاوض أن السياسات العليا في إيران تجاه المفاوضات قد تغيّرت في منتصف الطريق؟


مقر قيادة المتشددين في يد أنصار جليلي، وأتباع جبهة بايداري، وصحيفة كيهان. وفي الفترة التي تلت صدور الإذن بإجراء المفاوضات من أعلى المراجع في النظام، لم يكن أشخاص مثل السيد حسين شريعتمداري أو السادة ثابتي، رسائي وكوجك‌زاده في حالة من الخمول، بل استمروا في تكرار أعمالهم التخريبية السابقة من خلال تهديد المؤيدين وتحفيز المعارضين.

الطبيعة الحقيقية لهذا التيار أصبحت واضحة للشعب، لكن مجموعة من الأشخاص الذين يُستفَزّون من قبل هؤلاء بدافع الجهل، يمارسون التطرف ويقومون بتصرفات فردية، قد أضاعوا العديد من الفرص في الفترات السابقة وتركوا أثرًا سلبيًا على القرارات الكبرى.

أخطاء هذه المجموعة مسجّلة في التاريخ. وقد أظهر 16 مليون شخص من خلال تصويتهم لمسعود بزشكيان ماذا يريدون من السياسة الخارجية، إذا كنا نعتبر أنفسنا نظامًا شعبيا، فإن مطالب الشعب واضحة.