نائب سابق في البرلمان الإيراني: رغم الأزمة داخل التيار الأصولي قاليباف الأقرب للاحتفاظ برئاسة البرلمان

في ظل اقتراب موعد انتخابات هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، تسلط الصحيفة الإصلاحية “آرمان ملي” الضوء على المشهد السياسي المتوتر داخل البرلمان، والحوار الذي أجرته الصحيفة يوم السبت 10 مايو/أيار 2025 مع المحلل السياسي والنائب السابق جواد آرين‌منش، يكشف عن الانقسامات الحادة داخل التيار الأصولي.

قالت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” إن  البرلمان الإيراني يستعد تدريجيا لانتخابات هيئة رئاسة جديدة، وعلى الرغم من أن جميع التوقعات تشير إلى إعادة انتخاب محمد باقر قاليباف الرئيس الحالي للبرلمان فإنه لا بدّ في هذا السياق من الإشارة إلى الخلافات داخل التيار الأصولي، حيث تتزايد الانقسامات في هذا المعسكر يوما بعد يوم.

حيث قال جواد آرين‌منش، المحلل في الشؤون السياسية والنائب السابق بالبرلمان الإيراني، في معرض تقييمه لانتخابات هيئة رئاسة المجلس، أنه عادةً ما كان الحال في الدورات السابقة على هذا النحو، فحين يتم انتخاب شخص رئيسا للبرلمان في السنة الأولى، يتمكن من الحفاظ على موقعه حتى نهاية الدورة، وإن كانت هناك حالات واجه فيها رئيس البرلمان بعض التحديات خلال سنوات ولايته، إلا أنه في النهاية استمر في منصبه كرئيس.

 ومن هذا المنطلق، من المرجح أن يُعاد انتخاب قاليباف رئيسا للمجلس في هذه الدورة أيضا، لأن القوى المعتدلة وبعض الإصلاحيين الحاضرين في المجلس ما زالوا يقدّمون له الدعم.

وتابع آرين‌منش، أنه في سياق إشارته إلى سيناريو التيار المتشدد فإن تيار جبهة بايداري المتشدد لم يكن يمتلك في أي وقت مضى، شخصية قادرة على الترشح لمنصب رئيس البرلمان.

أضاف: “المتشددون أدّوا دائما دور الأقلية المعارضة لرئيس البرلمان، ويبدو أنهم في هذه الدورة يتخذون الموقف نفسه، لكن من غير المرجح أن يمتلك هذا التيار الأصوات الكافية لإحداث تغيير في موقع رئيس البرلمان.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المتشددين قد يتمكنون من إدخال تغييرات في مناصب نواب الرئيس وتركيبة الهيئة الأخرى، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على أداء قاليباف، علينا انتظار إعلان المرشحين النهائيين لنتمكن من تقييم السيناريوهات القادمة”. 

وإذا ما تمكن المتشددون على حد وصفه، من دخول المنافسة بخطة مدروسة، فقد ينجحون في الحصول على بعض الامتيازات من هيئة الرئاسة، مما سيمكّنهم من تعزيز تحركاتهم مستقبلا على حد وصفه.

وأوضح المحلل السياسي الإيراني، في معرض رده على سؤال حول نظرة المجتمع إلى انتخابات هيئة رئاسة البرلمان، أنه بسبب تصاعد الضغوط الاقتصادية والمشاكل المعيشية، لم تعد هذه الانتخابات تحظى بأي أهمية لدى المجتمع، وكذلك الحال في ما يتعلق بالحكومة الحالية، إذ إن المواطنين لم يعودوا يتابعون الوعود والمواقف.

وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة والبرامج التي تعمل الحكومة على تنفيذها، ينبغي الإشارة إلى تزايد الفجوة بين الشعب والحكومة.وقال إن “المسؤولين خلال الدورات الأخيرة قد أقروا كثيرا من القوانين المتعلقة بالموازنات والخطط التنموية وغيرها، لكنها لم تنجح في التخفيف من حدة الفقر والفساد، لهذا السبب، لا تعني تركيبة هيئة رئاسة البرلمان شيئا بالنسبة للمجتمع”.

وتابعت الصحيفة بالقول إنّ جواد نيك‌بين، نائب كاشمر، توقّع في مقابلة مع موقع “خبر أونلاين” الإيراني الإصلاحي أن يُعاد انتخاب قاليباف رئيسا للمجلس بأغلبية كبيرة من الأصوات.

قاليباف خيار مطروح 

في سياق حديثه عن مواقف المجلس إزاء انتخابات الشهر القادم، صرّح النائب بالقول إنه في ما يتعلق برئاسة قاليباف، يُعدّ هو الخيار المطروح.

 أمّا في ما يخصّ نواب الرئيس، فقد قال المحلل السياسي الإيراني، إن هناك 6 أو 7 مرشحين حتى الآن، غير أنّ تكتل الثورة لم يتوصل بعد إلى توافق نهائي.  كما يوجد عدد كبير من المرشحين لمناصب أمناء المجلس والمراقبين، مما يجعل المنافسة شديدة.

 أما بالنسبة لنواب الرئيس، فيُتوقع أن يترشح السادة ذو النور، وحاجي بابايي، ونيكزاد، ومنادي، مصري، وحاجي‌دليگاني. وفي ما يخص الأمناء والمراقبين، فإن عددهم كبير، مشيرا الى أنه ” من الممكن أن لا يدخل تكتل الثورة على خطّ هذا الموضوع، ولكن في حال دخوله، فثمة سابقة أن بعض المرشحين الذين لم يحظوا بدعم التكتل، عادوا وترشحوا مجددا في الجلسة العامة”.

وقالت الصحيفة ، إن البعض يقول إن بعض الشخصيات السياسية والمعارضين لقاليباف قد لا يساندونه، ما قد يؤثر سلبا على عدد الأصوات التي يحصل عليها، لكنني أؤكد أنه سيتم انتخابه بأغلبية كبيرة جدا”.