5 رجال دين يخلفون علي خامنئي في حال اغتياله.. من هم؟

Ad 4nxdjpeiwb0sddvgiqif3ll2vioj5 pxslcydzrkagypktqwkhv5ngiphtxxz 5kzzxsrevttcclq4uv 1hvtrss2w5ovr7f1 afrjtihtljyrti gz0uduxojg5qqh85keriutahswkeyykhwdvirkpf7kcvgjjf8mw

كتب: ربيع السعدني 

بعد استهداف إسرائيل اليوم منشآت نووية أو باليستية، من قبيل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ومواقع نطنز وأصفهان وفوردو “النووية” في طهران، بأمر ودعم مباشر من الولايات المتحدة لأول مرة منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ازدادت التكهّنات بشأن أهداف إسرائيل الفعلية التي لا تقتصر على تقويض القدرات الذرية والباليستية لإيران، بل تتخطّاها لتشمل أيضا إطاحة المرشد علي خامنئي.

في خضم الحرب المتصاعدة مع إسرائيل وتهديدات الاغتيال التي تطارد مرشدها الأعلى، علي خامنئي، تتحضر إيران لسيناريو انتقال السلطة الأكثر حساسية في تاريخها، من مخبأ سري، عيّن خامنئي ثلاثة من كبار رجال الدين كخلفاء محتملين، في خطوة تكشف عن لحظة حرجة تواجهها طهران مع هجمات إسرائيلية غير مسبوقة وتهديدات أمريكية تلوح في الأفق، تتكاتف إيران داخليا لمواجهة التحديات، بينما تستعد لمستقبل قد يغير وجه نظامها.

لم تُكشف أسماء المرشحين لخلافته، لكن في حال وفاة المرشد الأعلى أو اغتياله، يُكلَّف مجلس الخبراء- وهو هيئة مؤلفة من 88 رجل دين- باختيار خليفة له، ولم تُجرَ هذه العملية إلا مرة واحدة منذ الثورة عام 1979، عندما انتُخب خامنئي مرشدا أعلى عام 1989، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن خامنئي يريد انتقالا “سريعا ومنظما” للسلطة في حال وفاته؛ تجنبا للفوضى في ظل الحرب.

خامنئي يرسم خريطة الخلافة

في ظل تهديدات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف خامنئي بـ”هدف سهل”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رأى أن استهدافه قد يوقف الصراع، اختار المرشد الأعلى، البالغ 86 عاما، ثلاثة رجال دين كمرشحين لخلافته، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز”. 

يمنح الدستور الإيراني مجلس خبراء القيادة، المؤلف من 88 رجل دين، صلاحية اختيار المرشد الأعلى، هذه العملية، التي استُخدمت مرة واحدة عام 1989 لتعيين خامنئي خلفا للخميني، قد تستغرق أشهرا في الظروف العادية لكن خامنئي، المختبئ خوفا من الاغتيال، أمر المجلس بالاختيار السريع من قائمته المختصرة، في خطوة تعكس إدراكه لخطورة اللحظة.

الحرب وتداعياتها

منذ 13 يونيو/حزيران 2025، شنت إسرائيل هجمات مكثفة على إيران، وصفت بأنها الأعنف منذ حرب العراق-إيران في الثمانينات استهدفت الغارات قواعد عسكرية، منشآت نووية مثل نطنز وفوردو، وبنية تحتية حيوية، إلى جانب اغتيال قادة بارزين مثل حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، وعلماء نوويين وأسفرت الهجمات عن مقتل 224 شخصا، معظمهم مدنيون، وإصابة الآلاف.

وردت إيران بعملية “الوعد الصادق 3″، مستهدفة مواقع إسرائيلية، بما في ذلك مستشفى سوروكا في بئر السبع ومصفاة نفط في حيفا، مما أثار إدانات دولية وكشف مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان، عن “خرق أمني هائل”، حيث فشلت إيران في كشف تسلل عملاء إسرائيليين، الذين جمعوا أسلحة لأشهر قبل الهجوم.

إجراءات أمنية غير مسبوقة

خوفا من الاغتيال، علّق خامنئي الاتصالات الإلكترونية، متعاملا عبر وسطاء موثوقين، أمرت وزارة الاستخبارات المسؤولين بالتوقف عن استخدام الهواتف، والبقاء في ملاجئ تحت الأرض كما أغلقت إيران الإنترنت تقريبا، وحظرت المكالمات الدولية، لتعطيل عملاء إسرائيليين مشتبه بهم، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي مهلة حتى 22 يونيو/حزيران 2025 لتسليم المتعاونين مع إسرائيل، مهددا بالإعدام لمن يُكتشف لاحقا.

أصبحت طهران مدينة شبه خالية بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء أحياء مكتظة وأقامت القوات الأمنية نقاط تفتيش، بينما تظهر مقاطع فيديو شوارع خالية من حركة المرور، هذه الإجراءات عززت حالة الطوارئ، لكنها كشفت عن هشاشة الأمن الداخلي.

وحدة في وجه الأزمة

عكس توقعات إسرائيل، أثارت الهجمات انتعاشا قوميا في إيران، توحدت الفصائل السياسية، التي كانت متخاصمة، خلف خامنئي، كما قال محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي.

وعبر إيرانيون، ومن ضمنهم منتقدو الحكومة، عن تضامنهم على وسائل التواصل، حيث كتب سعيد عزت اللهي، لاعب كرة قدم: “تراب إيران خطنا الأحمر”، كما فتحت الفنادق وقاعات الأفراح أبوابها للنازحين، وقدم علماء نفس جلسات علاجية مجانية، وقلّص المواطنون شراء الخبز لضمان حصص عادلة للجميع، فيما تطوع آخرون لمساعدة المعاقين وكبار السن، يقول رضا، رجل أعمال نازح: “نحن خائفون، لكننا متضامنون، هذا هجوم على إيران”.

وقال محرر الشؤون الأمنية في واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس، إن “مناقشة مصير المرشد الإيراني الاعلى في وسائل الاعلام أمر مثير للقلق، وهو شيء لم نكن نتخيله يحدث قبل عقدين من الزمن”.

أبرز 5 مرشحين 

وفي سياق متصل، توقع الدكتور فاضل اليونس، باحث في العلاقات الدولية والأمن الدولي، متخصص في السياسة الأمريكية والشرق الأوسط، أبرز خمسة مرشحين لخلافة المرشد الإيراني عبر حسابه على منصة إكس،  وهم:

  • مجتبى خامنئي: نجل المرشد، الذي يسيطر على شبكة نفوذ في الحرس الثوري وفيلق القدس، لكنه يواجه معارضة التوريث من رجال الدين.
  • علي رضا أعرافي: رئيس الحوزات العلمية، وهو مرجع ديني صاعد يحظى بثقة خامنئي، لكنه يفتقر إلى دعم عسكري.
  • علي أصغر حجازي: مسؤول استخبارات مكتب خامنئي، يدير الأمن من الظل، لكنه تنقصه الشرعية الدينية والشعبية.
  • محمد محمدي كلبايكاني: مدير مكتب المرشد الإيراني منذ 30 عاما، يعرف أسرار النظام، لكنه يفتقر إلى الكاريزما والدعم العسكري.
  • مجلس الخبراء: قد يلجأ إلى تشكيل “مجلس قيادة” إذا تصاعدت الخلافات بين الأجنحة العسكرية والدينية في إيران.

صراع نفوذ في إيران

في النهاية، الخلافة في إيران لن تكون مجرد اختيار شخص، بل هي صراع نفوذ بين الحرس الثوري والحوزة العلمية في قُم، وسط تحديات إقليمية ودولية.

وتعكس خطوة خامنئي إدراكا لضعف النظام أمام الضربات الإسرائيلية والتهديدات الأمريكية، كما قال الخبير الإيراني ولي نصر: “الأولوية هي الحفاظ على الدولة”، لكن يبقى السؤال المصيري: هل ستحافظ إيران على استقرارها إذا اغتيل خامنئي؟ وهل يمكن للخلفاء الثلاثة مواجهة تحديات الحرب والضغوط الداخلية؟

في لحظة مصيرية، تستعد إيران لمستقبل غامض بلا خامنئي، بينما تواجه حربا وجودية، خطوة تعيين الخلفاء تكشف عن نظام يقاتل للبقاء، مدعوما بوحدة وطنية نادرة، لكن مع تصاعد التهديدات الخارجية وهشاشة الأمن الداخلي، يبقى السؤال: هل ينجح النظام في الحفاظ على إرث مرشدهم خامنئي، أم تكون هذه الحرب بداية تحول جذري في إيران؟