- دنيا ياسر
- 15 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين” الإيرانية المحافظة المحسوبة على مكتب علي لاريجاني، الاثنين 12 مايو/أيار 2025، تقريرا تناولت فيه تحذير رئيس جمعية الأطباء المتخصصين في الأمراض الباطنية بإيران، الدكتور إيرج خسرونيا، من عودة فيروس كورونا بموجة خفيفة في البلاد، مشددا على أن الفيروس لا يزال نشطا ويؤثر على الجهازين التنفسي والهضمي. وأكد أهمية اتخاذ التدابير الوقائية، لا سيما في المدارس والأماكن المغلقة.
تحذيرات صحية مع عودة كورونا
ذكر خسرونيا أنه في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يواجه تبعات جائحة كوفيد-19، تشهد إيران بدورها تقلبات في معدلات الإصابة بهذا الفيروس.
وأضاف قائلا: “الفيروس المنتشر حاليا لا يستهدف فقط الجهاز التنفسي العلوي، بل يصيب أيضا الجهاز الهضمي، ومن هنا تأتي أهمية اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، خصوصا بالنسبة للفئات الحساسة”.
وتابع أن إيران تواجه موجة خفيفة ولكن متواصلة من الإصابات، خلافا للمراحل المضطربة السابقة، إذ لا تشهد المستشفيات ازدحاما حادا من المرضى، إلا أن الزيارات المستمرة إلى المراكز العلاجية تدل على الحضور النشط للفيروس في المجتمع.

أشار الدكتور خسرونيا إلى أن آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران تُظهر ارتفاعا طفيفا في إصابات كورونا خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ارتفعت نسبة الإصابات من نحو 2.5% إلى ما بين 4% و5% من حالات التهابات الجهاز التنفسي لدى المرضى الخارجيين، ما يعكس نمطًا هادئا لكن مستمرا في انتشار الفيروس.
وأضاف أن هذه الموجة، وإن كانت أقل حدة من سابقاتها ولا تُحدث ازدحاما كبيرا في المستشفيات، إلا أن استمرار تسجيل الإصابات يستدعي اليقظة والالتزام المشدد بالبروتوكولات الصحية.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء، أن عددا كبيرا من السكان لم يُصابوا بعد، إلا أن النمط الحالي للإصابات يشير إلى ضرورة بقاء المؤسسات العلاجية في حالة تأهب دائمة.
وأكد أنه رغم أن معدلات الإصابة لا تزال منخفضة حيث تُسجَّل إصابة شخص أو اثنتين من كل مئة إلا أن الفيروس يظل شديد العدوى، وقد يؤدي وجود شخص مصاب في أي تجمع إلى انتقال العدوى إلى الجميع، مما يبرز أهمية الوقاية والانضباط الصحي في هذه المرحلة.

شرارات انتشار الفيروس.. موجة هادئة لكنها مستقرة
أوضح الدكتور إيرج خسرونيا أن الموجة الحالية من فيروس كورونا، ورغم أنها أقل حدة من سابقاتها، فإن الارتفاع التدريجي في أعداد الإصابات، خاصة في البيئات المزدحمة كالمؤسسات التعليمية، يشكل ناقوس خطر، يتطلب تعزيز الإجراءات الوقائية.
وأضاف أن استمرار عمل المدارس والجامعات، ووجود الأفراد في الأماكن المغلقة، يسهم في بقاء سلاسل العدوى نشطة ويزيد من احتمالية تفشي الفيروس. وشدد على ضرورة أن يلتزم الطلاب والطالبات بأقصى درجات الحذر، ليس فقط لحماية أنفسهم، بل أيضا لتقليل خطر نقل العدوى إلى أسرهم ومحيطهم.
وتابع أن الرحلات الربيعية تمثل عاملا إضافيا في انتشار الفيروس خلال هذه الفترة، نظرا إلى ارتفاع احتمالات التعرّض للعدوى في أماكن مثل المطارات، الطائرات، والحافلات وغيرها من وسائل النقل العام.
وأشار إلى تعميم صادر عن وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي، موجّه إلى جامعات العلوم الطبية، يؤكد أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة. وتأتي هذه التوصيات في إطار الجهود الرامية إلى احتواء الفيروس قبل أن تتفاقم الأوضاع الصحية.

الوقاية درع الحماية ضد كورونا
ذكر خسرونيا أن الوعي الجماعي، خاصة لدى الفئات الضعيفة مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، يلعب دورا محوريا في قطع سلسلة الانتقال والحفاظ على الصحة العامة.
وأشار قائلا إن “الاستخدام الصحيح للكمامات، وتعقيم اليدين بشكل منتظم، وتجنب لمس الأسطح الملوثة من الإجراءات التي لطالما أوصينا بها للوقاية من الإصابة. لا يوجد ما يدعو إلى القلق المفرط في الوقت الحالي، ومن البديهي أنه طالما التُزِم بالإجراءات الصحية بالشكل الصحيح، وتم تجنب المصافحة والمعانقة والتقبيل قدر الإمكان، يمكن السيطرة على الوضع”.
كما أنه يُوصى بتجنب زيارة المرضى في هذه الفترة، في حال إصابتهم أو أحد من أقربائهم، لتقليل خطر انتشار الفيروس إلى الحد الأدنى.
وأردف قائلا إن العلاج في هذه المرحلة سهل، وغالبا ما تُستخدم أدوية نزلات البرد، لكن إذا اشتدت الأعراض وتحولت إلى سعال مستمر أو مشاكل في الرئة والتنفس، فزيارة الطبيب أو حتى التوجه إلى المستشفى للعلاج قد تكون ضرورية.

وجه مألوف ولكن خطر.. هل نواجه متحورا جديدا؟
ذكر خسرونيا أن المعلومات الأخيرة لا تشير إلى ظهور متحور جديد حتى الآن، ومن المحتمل أن المتحور المنتشر حاليا في البلاد هو أحد فروع متحور أوميكرون، ولكن تأكيد ذلك يتطلب مزيدا من الدراسات.
وشرح أن الفيروس لا يكتفي باستهداف الجهاز التنفسي العلوي، بل يمتد تأثيره إلى الجهاز الهضمي أيضا. ولهذا فإن الحذر الأقصى للفئات الحساسة، وضمن ذلك مرضى القلب، خصوصا من لديهم أمراض تنفسية، وكبار السن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يُعد أمرا حيويا، ويُستحسن التوجه للطبيب في المراحل الأولى من المرض.
وأضاف أيضا، أن الأعراض العامة للمرض لا تزال شبيهة بالمراحل السابقة، مثل التهاب الحلق والاحتقان، والتعب، والحمى والقشعريرة، وآلام الجسم، والصداع، وسيلان الأنف، وذذالعطس والسعال الجاف. كما تظهر في بعض الحالات أعراض هضمية مثل الغثيان والتقيؤ.
وتابع أنه “بوجه عام، لم تُلاحظ فروقات جوهرية في نوع الأعراض مقارنة بالمتحورات السابقة. كما أن تلقي الجرعة المعززة من اللقاح يساعد في تعزيز مناعة الجسم، بشرط أن تكون اللقاحات سليمة وموثوقة”.