- يسرا شمندي
- 10 Views
ترجمة: يسرا شمندي
أجرى موقع خبر أونلاين المعتدل، في 12 مايو/أيار 2025، حوارا مع أستاذ الحوزة العلمية في قم، محسن غرويّان، حول تحول بعض رجال الدين الشباب إلى “بلوغرز” على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، حيث يمارسون الرياضة ويعرضون صورهم في وضعيات رياضية، وأحيانا يديرون حسابات زوجاتهم، مما يعكس حياتهم الشخصية بشكل منتقى عبر هذه المنصات. وفي ما يلي نص الحوار الكامل مع محسن غرويّان:
ما رأيك في توجّه بعض رجال الدين الشباب نحو أسلوب حياة مختلف أشبه بحياة المدوّنين (البلوغرز)؟ وهل يمكن اعتبارهم جيل التقنية من رجال الدين؟
هناك عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار. فطلاب العلوم الدينية الشباب أصبحوا طلبة في عصر الحداثة، والعصر الجديد، وعصر التكنولوجيا، ولذلك فإن نمط حياتهم يتشكل بما يتناسب مع مقتضيات الزمان والمكان. إنهم، مثل باقي الشباب، يتأثرون بعصر الإعلام والاتصالات، وهذا ليس بأيديهم، فهم بشكل لا إرادي خاضعون لتأثير ظروف العصر والبيئة.
هؤلاء الشباب أيضا يسعون من خلال هذا المسار لأداء دور اجتماعي والتأثير في المجتمع. واليوم، تلعب التكنولوجيا والإعلام الدور الأبرز في التبليغ، كما أن جمهور المتلقين في الفضاء الافتراضي اتسع، وأصبح عالمي النطاق.
الطالب الديني اليوم يستطيع أن يكون له جمهور من خلال هاتفه المحمول. ومن هذه الزاوية، يسعى الطلاب الجدد إلى الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، رغم أن هذه الأدوات لم تكن تُستخدم في السابق لنشر الأفكار الدينية. وأضاف أن من بين دوافع هؤلاء الطلاب أيضا رغبتهم في تكوين دائرة من المتابعين الذين يتأثرون بأفكارهم.
إنهم، على أي حال، يحبون أن يكون لهم أتباع فكريون يؤثرون فيهم، لكن ينبغي أن يضعوا في اعتبارهم أهمية الحفاظ على التقاليد الدينية واحترام العلماء السابقين. ويجب أن يكون في ارتداء الملابس، والحركات، وأسلوب الحياة ما لا يثير الانزعاج أو يتعارض مع توقعات الناس.
إن أساتذة الأخلاق كانوا يعلّمونهم أنّه من غير اللائق لطالب العلم أن يتناول طعاما كالشطيرة في الشارع وهو مرتدٍ زيّ رجال الدين. وفي الواقع، إن تناول الشطيرة ليس مشكلة، ولكن لا ينبغي القيام بذلك في الأماكن العامة؛ لأنه يتنافى مع آداب زيّ طلبة العلوم الدينية. كما أن الناس لا يحبون هذه التصرفات من الطلبة الدينيين أثناء ارتدائهم للزي الرسمي.
كما أن بعض الحركات الرياضية أيضا تعتبر غير لائقة بالنسبة لزيّ رجال الدين، لذا يجب على الطلبة الشباب أن يراعوا ذلك حتى لا تتجاوز تصرفاتهم حدود توقعات الناس.
ما هو رد فعل الحوزة العلمية على تحول رجال الدين إلى بلوجرز؟
هذا الموضوع يعتمد على سلوك الطلاب والمواضيع التي يعرضونها. وليست هناك قاعدة محددة لهذا الموضوع، ويتم تقديم بعض التوصيات الأخلاقية للطلاب حول الحفاظ على مكانة وروحانية الزي الديني، مثل نوع الملابس، والطريقة التي يتحركون بها في الشارع، ونوع السيارة التي يقودونها.
إن البعض يقول إن هذا الزي يرتبط بكبار أهل العرفان والعلم والأخلاق والحكمة، وعلى الطلاب الشبان أن يراعوا مكانته. ولا يمكن لأحد في الحوزة تحديد التفاصيل الدقيقة للمصاديق، لكن تُقدَّم توصيات عامة في هذا الشأن.
إذا قام طالب بعرض تصرفات بارزة وواضحة تتعارض مع شأن الروحانية والأخلاق، تتعامل معه المحكمة الخاصة بالروحانية، حيث يتم توجيه التحذيرات والتنبيهات له.
آية الله غرويان، هل تعتقد أن الفجوة بين رجال الدين والشعب قد زادت أم انخفضت؟
الفجوة بين الناس ورجال الدين قد اتسعت، وإن ثقة الناس بهم قد تراجعت. وبالطبع، لا يقصد جميع رجال الدين، بل إن تصرفات بعض رجال الدين الحكوميين والرسميين ساهمت في هذا التراجع. ولذلك، يرى أن ثقة الناس برجال الدين تتجه نحو الضعف، وهو أمر بالغ الخطورة.
وضع حياة طلبة الدين الجدد ليس جيدا. حيث يعيش الطلبة العاديون براتب يتراوح بين 7 و8 ملايين ريال إيراني شهريا (نحو 58 إلى 67 دولارا أمريكيا)، ويعد مستوى الرواتب والمساعدات المالية لهم منخفضا. ومع ذلك، فقد تضاءلت ثقة الناس، بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبها بعض الشخصيات البارزة في الوسط الديني، مما أدى إلى تراجع ثقتهم.
ما هو الحل لهذه المشكلة؟
هذه مسألة صعبة للغاية، حيث يربط الناس المشاكل مثل التضخم، والغلاء، والفقر، ونقص الموارد، وانقطاع الكهرباء بالحكومة والدولة الإسلامية، ولهم الحق في ذلك. كما يقول الناس إن الحكومة كانت تحت يدكم لمدة 40 عاما. وبالطبع كان هناك غير حوزويين في رأس السلطة أيضا، ولكن الناس ينسبون العجز في إدارة الدولة إلى رجال الدين.
إن استعادة هذه الثقة تتطلب وقتا طويلا وهو أمر صعب، ولكن يجب أن يبدأ من مكان ما. والقضاء له دور مهم في محاربة الفساد داخل الحكومة والدولة.
وفي النهاية، أورد غرويان في جلسة خاصة، أن أحد كبار العلماء في الحوزة العلمية في قم جوادي آملي، كان له تعبير جميل. حيث قال: إذا استطعنا أن نجد 500 شخص في إيران مثل عالم الدين محمد تقي بهجت، فإن ثقة الناس برجال الدين والحوزات ستعود. بمعنى أن أشخاصا مثل بهجت، الذين هم علماء وزهاد، يجب أن يكونوا بين الناس لإعادة ثقتهم.