- شروق حسن
- 19 Views
مع اقتراب الجلسة الثانية للبرلمان الإيراني، تتزايد مساعي عدد من النائبات للترشح لهيئة الرئاسة، في خطوة تهدف إلى كسر الطابع الذكوري المسيطر، بحسب ما ذكرته الوكالة الإيرانية المعتدلة “خبر أونلاين” في تقرير لها يوم الأحد 11 مايو/أيار 2025. وبين مؤيدات لهذا التوجه ومنتقدات له، يحتدم الجدل حول فرص النساء، وحدود التقاليد، وما إذا كانت الكفاءة وحدها تكفي للفوز.

ترشح النساء في البرلمان
قال الموقع الإيراني “خبر أونلاين”، إن الجلسة الثانية للبرلمان الثاني عشر سوف تُعقد خلال الأيام المقبلة، في وقتٍ أظهرت فيه النساء في هذا البرلمان عزما واضحا على الترشح لانتخابات هيئة الرئاسة والمشاركة في تشكيلة الهيئة المؤلفة من 12 عضوا.
لا سيما أن بعض الأنباء الواردة من الجلسة العلنية للبرلمان، والتي حصل عليها الموقع، تفيد بعزم سارا فلاحي وفاطمة مقصودي على الترشح.
وفي هذا السياق، قالت سارا فلاحي، نائبة إيلام في البرلمان، بشأن ترشح النساء في انتخابات هيئة الرئاسة وقرار كتلة النساء، لموقع “خبر أونلاين”، إنه “حتى الآن لم تُعقد جلسة، لكن هناك شخص أو اثنان من الزميلات يرغبن في الترشح، أنا أيضا أنوي المشاركة في الجلسة، لكن ذلك يعتمد على أجواء البرلمان”.
وأشارت إلى الطابع الذكوري المسيطر على هيئة رئاسة البرلمان بقولها: “من الناحية العملية نعم، أما في الخطاب فلا، لكيلا تنجح النساء في الانتخابات، يطرحون فكرة ترشح امرأة واحدة فقط لكي يصوّتوا لها، لكننا جربنا سابقا ترشيح امرأة واحدة ولم تنجح، هم لا يؤمنون بقدرات النساء، وتصويتهم يقوم على العلاقات الشخصية، ليس كل أصحاب الكفاءة دائما من بين الرجال”.
يجب كسر هذا النهج التقليدي
وفي سياق متصل، قالت عالية زماني كياسري، نائبة مدينة ساري في البرلمان، في حديث مع وكالة “خبر أونلاين”، مشيرة إلى قرار تكتل النساء بشأن الترشح لانتخابات هيئة رئاسة البرلمان: “إن الكتلة النسائية ستقدّم مرشحات لانتخابات هيئة الرئاسة، وسيُعقد اجتماع بهذا الشأن داخل التكتل”.
ومن المحتمل أن تترشح واحدة أو أكثر من السيدات لمناصب مختلفة مثل أمانة الهيئة أو العضوية الرقابية، إلا أن الأسماء النهائية لم تُحسم بعد.
وأشارت إلى احتمال مشاركتها الشخصية في هذه الانتخابات، وقالت: “لقد وضعت خطة للترشح، وسأشارك في الانتخابات في حال توافرت الظروف المناسبة”.
وبخصوص الانتقادات الموجهة إلى الطابع الذكوري لهيئة رئاسة البرلمان، قالت نائبة ساري إنه كما يترشح عدد كبير من الرجال، يجب أن تترشح جميع النساء أيضا.
الطابع الذكوري لهيئة الرئاسة
ورغم أن عالية زماني كياسري كانت قد أكدت أيضا الطابع التقليدي لهيئة رئاسة البرلمان، فإن بهشيد برخُوردار، النائبة الزرادشتية الوحيدة في البرلمان، رفضت هذا الرأي.
وفي حديث لها مع وكالة “خبر أونلاين”، أشارت النائبة إلى قرار تكتل النساء، مؤكدة أنه “لا يزال من غير الواضح من سيترشح لهيئة الرئاسة، ومن المرجح أن يتضح هذا الأمر بدءا من الغد، أعتقد أننا سنشهد أكثر من مرشحة واحدة في هذه الانتخابات، لكن الأسماء لم تُعلن بعد”.
وفي ما يتعلق بالحديث عن الطابع الذكوري لهيئة الرئاسة، تابعت بالقول: “لا أعتقد أن ذكورية الفضاء هي العامل الرئيسي، ولا يوجد فرق بين المرأة والرجل، ما يحدد الأمر هو الكفاءة، وجهود الأفراد في السعي للمشاركة في هذه الانتخابات، ربما تكون قلة عدد النساء سببا في هذا التصور، لكن لا يمكن القول إن هناك نية لجعل الأمر ذكوريا”.
كما ردّت برخُوردار على بعض المزاعم التي تفيد بأنه طُرح أن تترشح امرأة واحدة فقط ليُمنح لها التصويت، قائلة: “لستُ على علم بهذا الموضوع”.
حفلات “هادفة” لجمع الأصوات؟
وتابع الموقع بالقول: “ومع اقتراب انعقاد الجلسة الثانية للبرلمان، يسعى بعض النواب إلى كسب تأييد زملائهم من خلال تنظيم حفلات خاصة وتقديم الهدايا لأعضاء البرلمان الآخرين، بهدف الحصول على أصواتهم للوصول إلى عضوية هيئة الرئاسة المكوّنة من 12 شخصا”.
قضيةٌ أكدتها سارا فلاحي، نائبة ساري، في حديثها مع وكالة “خبر أونلاين”، إذ قالت: «بعض الزملاء قدموا حلويات محلية لزملائهم؛ ربما من باب الأدب والزمالة، لكنني حتى الآن لم أرَ شيئا واضحا ومألوفا بهذا الخصوص”.
وأضافت أن إحدى النائبات نظّمت جلسة للنساء بمناسبة يوم المرأة؛ ربما لم تكن نيتها انتخابية، لكن ذلك أثار هذا الانطباع، حاليا، إذا قدّم أي نائبٍ هدية بمناسبة ما، فسيُفهم الأمر على أنه مرتبط بانتخابات هيئة الرئاسة، ينبغي إنهاء هذه الممارسات، ويجب على هيئة الرقابة على سلوك النواب أن تتدخل».
وفي حين طرحت فلاحي هذا الادعاء، نفت بهشيد برخُوردار، نائبة الزرادشتيين، الشائعات المتعلقة بتوزيع الهدايا أو الحلويات أو تنظيم حفلات من قبل بعض المرشحين، قائلة: “لم ألاحظ شخصيا أي حالة من هذا القبيل”.
من جهتها، نفت أيضا عالية زماني كياسري، في ردّها على الشائعات ذاتها لوكالة “خبر أونلاين”، قائلة: “لم أشهد مثل هذه الأمور شخصيا، ولم أرَ علاقة مباشرة بين مثل هذه السلوكيات والانتخابات”.