أنباء عن صفقة إيرانية للسودان: مسيرات مقابل قاعدة بحرية بالبحر الأحمر

كتبت / يسرا شمندي

رفض الجيش السوداني عرضًا من إيران لتزويده بمسيرات مقابل منح طهران إذنًا بإنشاء قاعدة بحرية دائمة على البحر الأحمر. وعرضت إيران إمداد الجيش بسفينة حربية قادرة على حمل مروحيات ومسيرات إذا وافق على إنشاء القاعدة العسكرية لطهران على البحر الأحمر، وذلك وفق تقارير صحفية أمريكية.

وقد أثار إرسال إيران طائرات مسيّرة للجيش السوداني قلق العديد من الدول حول العالم بشأن إيجاد طهران أرضية لها في البلد الذي يعيش صراعًا على السلطة منذ أكثر من عام. السودان وإيران ينفيان ادّعاء طلب طهران بخصوص بناء القاعدة البحرية.

وبناءً على ما جاء في وكالة ألف للأخبار التحليلية بتاريخ 28 أبريل/ نيسان 2024، أنه في إشارة إلى توسع نفوذ إيران في منطقة غرب آسيا، حذر مركز الأبحاث الأمريكي (AFPC) البيت الأبيض من أن الولايات المتحدة يجب ألا تسمح لإيران بامتلاك قاعدة في البحر الأحمر.

ووفقًا لوكالة أنباء إيران، كتب مجلس السياسة الخارجية الأمريكي (AFPC) في تحليل أجرته إميلي ميليكين: أن العلامات الأخيرة على جهود طهران لزيادة نفوذها وحتى إنشاء قاعدة بحرية في السودان جعلت الولايات المتحدة قلقة بشأن أهداف طهران في البحر الأحمر.

استشهد مركز الأبحاث الأمريكي بتقرير في صحيفة وول ستريت جورنال في شهر مارس، أن ضابط مخابرات سوداني ادعى أن طهران طلبت إنشاء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر مقابل حاملة طائرات هليكوبتر للقوات المسلحة السودانية.

ويضيف الكاتب معربًا عن قلقه العميق بشأن هذه القضية، أن إيران ستستخدم مثل هذه القاعدة لنشر السفن الحربية وجمع المعلومات الاستخباراتية، مما يسمح لطهران بتعزيز سيطرتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، وفي الوقت نفسه، من الواضح أنه سيحقق فوائد استراتيجية مهمة لإيران.

الفائدة الأولى هي أن الانتشار العسكري الإيراني الدائم في السودان يعزز مكانة طهران كلاعب رئيسي في البلاد، مما يسمح لها بالتنافس مع المنافسين الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين تتدخلان منذ فترة طويلة في شؤون السودان، وإذا انتصرت القوات المسلحة السودانية في الحرب الأهلية الحالية، فإن موقف إيران سيزداد تعزيزا وسيزداد وصول طهران إلى مناجمها وصناعاتها.

وتأتي الفائدة الثانية في سياق العمليات البحرية الإيرانية، مما يمهد الطريق للوجود المتكرر للبحرية الإيرانية على طول ممر باب المندب المائي الرئيسي والبحر الأحمر، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإيران الاستفادة من المعلومات التي جمعتها من هذه القاعدة.

ثالثًا، هذه الإجراءات هي جزء من جهود إيران الأوسع لتعزيز علاقاتها مع السودان والقارة الأفريقية ككل، ومن علامات ذلك زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى عدة عواصم أفريقية العام الماضي، والتي حاولت تعزيز الوجود الإيراني في القارة وسط توترات مع الغرب.

وعلى الرغم من أن هذا المركز البحثي الأمريكي يحاول إثارة الشكوك حول فعالية هذا النهج، إلا أنه في النهاية ينص على أن تعميق علاقات إيران مع الجيش السوداني قد تتم مناقشته مرة أخرى في المستقبل، فلقد شقت الطائرات الإيرانية المتقدمة بالفعل طريقها إلى المنطقة، وقد يتم استخدامها في السودان في المستقبل القريب، كما فعلت في سوريا واليمن، على أي حال، يتم متابعة خطط إيران للسودان، ولهذا السبب، يجب على واشنطن الانتباه إليها باستمرار.

الجيش السوداني ينفي 

وبحسب ما جاء في موقع راديو فردا بتاريخ 26 أبريل/ نيسان 2024 “نفى” اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين في السودان التقارير التي تفيد بأن إيران تقدم مساعدات عسكرية للخرطوم لاستخدامها في الصراعات الداخلية في البلاد.

كما وصف عضو المجلس السيادي السوداني اللواء إبراهيم جابر، ووزير خارجية حكومة الخرطوم علي صادق، يوم الأحد 26 مارس، تقارير وسائل الإعلام الغربية والإقليمية حول نقل الأسلحة الإيرانية إلى السودان بأنها غير صحيحة.

وقد أثار استئناف العلاقات بين طهران والخرطوم مؤخرًا تكهنات حول مستقبل التعاون وتأثيره المحتمل على التطورات الإقليمية، خاصة في ظل اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني والقوات المنافسة لحكومة الخرطوم.

وفي مقابلة مع موقع “سودان تربيون”، قال اللواء إبراهيم جابر، إن بلاده تولي أهمية للعلاقات الدولية لكنها لم تستخدمها لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وأضاف أن معظم دول الخليج استأنفت أيضا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران التي قطعت أو توترت لبعض الوقت، كما أن علاقات الخرطوم مع إيران “لن تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل” وأنها ستواصل عملية التطبيع إذا رأت ذلك في مصلحتها.

كما قال علي صادق للموقع إن استعادة بلاده للعلاقات مع إيران ليست ضد أي دولة أو قوة إقليمية أو دولية،

وصرَّح قائلاً: “لا يوجَد اتفاق لتلقي مساعدة عسكرية من إيران، وقد وافق البلدان الآن فقط على إعادة فتح سفارتيهما “.

وقال مستشار الاستخبارات للقيادة العسكرية السودانية أحمد حسن محمد، لصحيفة “وول ستريت جورنال”: إن إيران تحاول الضغط على السودان للسماح لها بإنشاء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر في السودان وتزويد السودان بالمساعدات العسكرية، بما في ذلك الطائرات الانتحارية المُسَيَّرة، مقابل استخدامها في المعركة بين الخرطوم وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو”، ولكنه أكَّد أن السودان “رفض العرض الإيراني”.

ووفقا لما جاء في تقرير نشرته وكالة أنباء إيسنا بتاريخ 5 مارس/ آذار 2024، رفض المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله يوم الاثنين تمامًا تقرير صحيفة وول ستريت جورنال بأن إيران طلبت من السودان بناء قاعدة بحرية دائمة في البحر الأحمر مقابل سفينة حربية، وفي مقابلة مع وكالة العالم العربي للأنباء، أكد أن التقرير غير صحيح تمامًا وبعيد عن الحقيقة.

كما أشار نبيل عبد الله إلى أن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن شخص كمستشار أمني لرئيس السودان وذكرت اسم هذا الشخص، بينما لا يوجد مثل هذا الشخص في رئاسة السودان.

وفي وقت سابق، قال علي صادق في مقابلة مع وكالة سبوتنيك للأنباء إن إيران لم تتصل أَبَدًا بالسودان لبناء قاعدة بحرية في البلاد، وفي هذا السياق، أعلن علي صادق أن تقرير صحيفة وول ستريت جورنال غير صحيح، ولم تطلب إيران أَبَدًا من السودان بناء قاعدة بحرية في البلاد، وتابع: “حتى خلال زيارته الأخيرة إلى إيران، لم تُثَار هذه القضية.

وطبقاً لتقرير جاء في صحيفة همشهري بتاريخ 5 مارس/ آذار قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني: حول ادعاء صحيفة وول ستريت جورنال: “لقد جاءت الشمس بسبب الشمس”، وتعني هذه العبارة أن وجود الشمس بحد ذاته هو سبب وجودها ولا يحتاج إلى أي سبب آخر، وأكَّد أن وزير خارجية السودان قد نفى ذاك الادعاء، كما ورد في الأخبار، وشدَّد كنعاني أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة وله دوافع وأهداف سياسية.