إعلام أصولي: وزارة للخارجية أم ملتقى لغير المتخصصين؟

ترجمة: علي زين العابدين برهام

نشر موقع “رجا نيوز” الأصولي المعروف بخطابه الحاد ضد الإصلاحيين، السبت 29 مارس/آذار 2025، تقريرا حول ما سماه ضعف الإدارة في وسائل الإعلام الرسمية، وتساءل: كيف يؤدي تسريب الأخبار السرية في وزارة الخارجية إلى إضعاف الثقة العامة؟

إذ ذكر الموقع أن ضعف إدارة وسائل الإعلام الرسمية جعل حوار وزير الخارجية عباس عراقجي، مع وكالة إرنا لا يتعدى تأكيد الأخبار المتداولة في الفضاء الافتراضي، ما يعكس تراجع الهيمنة الإعلامية للجهات الرسمية وفقدانها لمصداقيتها الإخبارية.

وأضافت أنه في 12 مارس/آذار 2025، بعث دونالد ترامب برسالة إلى إيران تضمنت شروطه المتشددة بشأن الاتفاق النووي. لم تقتصر الرسالة على مضمونها، بل رافقتها حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى تصعيد الضغوط على إيران.

وتابع بأن إعلان ترامب عن الرسالة أدى إلى إثارة جدل عالمي واسع واستقطاب اهتمام الرأي العام الدولي.

وأضاف أنه على الجانب الإيراني، وبعد مراجعة دقيقة لمحتوى الرسالة، تقرر الرد عليها رسميا. لكن المشكلة برزت عندما تسرب خبر الرد عبر أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قبل الإعلان الرسمي من قبل وزارة الخارجية، مما أدى إلى انتشار غير منضبط للمعلومات عبر المنصات غير الرسمية.

وأوضح أن هذا التسريب، الذي يُعد أحد أهم التطورات السياسية في الأيام الأخيرة، كشف عن قصور واضح في أداء المؤسسات الإعلامية الرسمية، مثل إدارة العلاقات العامة بوزارة الخارجية، والمجلس الإعلامي الحكومي، ووكالة إرنا الرسمية، التي وقفت مكتوفة الأيدي أمام تسرب الخبر وفقدت زمام المبادرة الإعلامية.

وأردف أن النتيجة كانت ضربة كبيرة لمصداقية الحكومة ووسائل إعلامها الرسمية. فبدلا من تقديم رواية رسمية قوية، اقتصر حوار وزير الخارجية مع وكالة إرنا على تأكيد ما تم تداوله في الفضاء الافتراضي، وهو ما يُجسد تراجع الهيمنة الإعلامية للجهات الرسمية وتضاؤل قدرتها على توجيه الرأي العام وصناعة الخبر.

وأشار إلى أنه في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المتوترة، تزداد أهمية الإعلام الرسمي والدبلوماسي في الحفاظ على ثقة الرأي العام وإدارة المشهد الإعلامي. ومع ذلك، فإن انتقال مرجعية الأخبار إلى القنوات غير الرسمية والمنصات الفردية لا يضعف فقط مصداقية وسائل الإعلام الحكومية، بل يسهم أيضا في تراجع المكانة الإعلامية للدولة على المستوى الدولي.

وذكر أنه في خضم الحرب الإعلامية المركبة بين إيران والغرب بقيادة الولايات المتحدة، لا يمثل القصور الإعلامي الحكومي سوى جزء من المشكلة، في حين تكمن الأزمة الحقيقية في تسريب المعلومات الحساسة من وزارة الخارجية ونشرها عبر قنوات غير موثوقة. 

وأشار إلى أن هذا الأمر لا يهدد فقط أمن المعلومات، بل قد يؤدي إلى كشف أسرار دبلوماسية حساسة قد تترتب عليها عواقب وخيمة.

واختتم بالقول إنه في ظل هذه الظروف، يبدو من الضروري أن يعيد وزير الخارجية النظر في أداء مستشاريه الإعلاميين، خاصة في ظل الشكوك حول ارتباط بعضهم بمنصات إعلامية مثيرة للجدل مثل “شبه سري” وعلاقتهم بأفراد تم اعتقالهم سابقا لإدارتهم قنوات مشبوهة.