- دنيا ياسر
- 9 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
تناول موقع “فرارو” الإخباري الإيراني الإصلاحي في تقرير له، الأحد 27 أبريل/نيسان 2025، تصريحات مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، من بينهم عباس عراقجي وماركو روبيو، حول تطورات المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وسط تصاعد الخلافات الفنية والسياسية بشأن برنامج إيران النووي.
ذكر الموقع أن الولايات المتحدة وإيران دخلتا الجولة الثالثة من مفاوضاتهما النووية، حيث وصلت المحادثات إلى مرحلة أكثر تعقيدا وفنية. تطالب الولايات المتحدة بوقف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم، مع استيراد الوقود النووي من مصادر أجنبية، فيما تصر إيران على حقها في التخصيب.
وتابع أن المفاوضات تواجه تحديات فنية وسياسية، بينما تمارس كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضغوطا على طهران للحد من برنامجها النووي. كما طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إسرائيل وقف الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية مؤقتا.
ذكر الموقع نقلا عن شبكة “سي إن إن”، بدأت الولايات المتحدة وإيران الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بينهما. وبحسب الخبراء، دخلت المفاوضات خلال عطلة نهاية الأسبوع مرحلة أكثر صعوبة وتعقيدا فنيا، حيث طرحت واشنطن شروطها بشكل صريح.
وأضاف أن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أعلن أن الولايات المتحدة لا تعتقد أنه ينبغي لإيران تخصيب المواد النووية بشكل مستقل، بل يجب عليها استيراد الوقود النووي اللازم لبرنامجها المدني من مصادر أجنبية. من جانبها، أكدت إيران مرارا أن حقها في تخصيب اليورانيوم بموجب المعاهدات الدولية غير قابل للتفاوض ويُعد من المبادئ الأساسية لسياستها النووية.
وتابع أنه على الرغم من تهديدات الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ هجمات عسكرية مشتركة مع إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن كلا الطرفين وصف جولات المفاوضات السابقة بأنها إيجابية.
مع ذلك، دخلت مفاوضات الجولة الثالثة مرحلة أكثر صعوبة، حيث تتركز المحادثات الآن على التفاصيل الفنية للبرنامج النووي الإيراني، وهو مجال لا تزال الخلافات العميقة قائمة فيه بين طهران وواشنطن.
لماذا تبقى مواقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني متناقضة؟
ذكر الموقع أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني بما يشمل الجزء المتعلق بالطاقة المدنية، أو أنها ستسمح باستمرار البرنامج المدني بشرط وقف إيران لأنشطة التخصيب المحلية.
وتابع أنه في هذا الشهر (أبريل/نيسان 2025)، صرح ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب في المفاوضات مع إيران، بأن إيران ليست بحاجة لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز متطلبات برنامج نووي مدني.
ومع ذلك، امتنع ويتكوف عن الدعوة إلى الوقف الكامل للتخصيب أو تفكيك البرنامج النووي برمته. لكن بعد يوم واحد فقط، غيّر ويتكوف موقفه عبر بيان نشره على منصة “إكس”، مؤكدا أن أي اتفاق نهائي مع إيران يجب أن يتضمن “وقف وإزالة برنامج التخصيب والتسلح النووي الإيراني”. بالتزامن مع ذلك، دعا بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأمريكي، علنا إلى التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني.
ذكر الموقع أنه في السياق ذاته، أوضح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في مقابلة مع مجلة “فري برس”، أن إيران يمكنها أن تمتلك برنامجا نوويا مدنيا، بشرط أن تستورد الوقود النووي من مصادر أجنبية ولا يُسمح لها بإنتاجه داخليا. وقال روبيو: “إذا أرادوا، فهناك طريق لتحقيق برنامج نووي سلمي ومدني”.
وتابع أنه إذا أصروا على التخصيب، فإن إيران ستكون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك برنامج تسليح نووي ومع ذلك تصر على التخصيب، وهذا في نظري قد يسبب مشكلة”.

هل يمكن لإيران الاستمرار في تخصيب اليورانيوم دون قيود؟
أضاف الموقع أن معظم الدول التي تخصب اليورانيوم داخليا تمتلك برامج تسليح نووي، إلا أن هناك دولا لا تفعل ذلك. ووفقا للجمعية العالمية للطاقة النووية، تقوم البرازيل بتخصيب جزء من احتياجاتها من اليورانيوم لبرنامجها للطاقة داخليا. كما يدير اتحاد “أورينكو” البريطاني-الألماني-الهولندي منشآت تخصيب في ألمانيا وهولندا، وهما دولتان لا تمتلكان أسلحة نووية. وتعد هذه الدول، مثل إيران، أعضاء في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وضمان الاستخدام السلمي للتقنية النووية.
وتابع الموقع أنه في الأسبوع الماضي، صرح كريس رايت، وزير الطاقة الأمريكي، في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، بأن الرياض وواشنطن على وشك التوصل إلى اتفاق قد يسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم. وقال رايت: “المسألة الأساسية هي كيفية التحكم في التكنولوجيا الحساسة. هل توجد طرق للسماح بالتخصيب داخل المملكة العربية السعودية؟ نعم”.
إيران تصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم وتتهم إدارة ترامب بإرسال رسائل متناقضة.
أضاف الموقع أنه بحسب ما أفادت به شبكة “برس تي في” الحكومية، أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني وممثل بلاده في المفاوضات النووية، تعليقا على هذه التطورات: “برنامج التخصيب الإيراني قضية حقيقية وجادة. نحن مستعدون لبناء الثقة لمعالجة المخاوف المحتملة، ولكن مسألة التخصيب غير قابلة للتفاوض”.
وتابع أن طهران في المفاوضات النووية حددت لنفسها “خطوط حمراء” بوضوح، والتي تشمل “اللغة التهديدية” الصادرة عن إدارة ترامب و”المطالب المفرطة” بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتابع أن وسائل الإعلام الإيرانية أفادت بأن على الولايات المتحدة الامتناع عن إثارة القضايا المتعلقة بالصناعات الدفاعية الإيرانية، والتي يُحتمل أن تشير إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني؛ وهو البرنامج الذي تعتبره حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط تهديدا للأمن الإقليمي. وفي الوقت نفسه، دخلت أعلى مستويات القيادة الإيرانية المفاوضات بحذر ودقة شديدين.
أشار الموقع إلى أن إيران تسعى إلى تقديم الاتفاق النووي المحتمل كفرصة مربحة للولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تحدث عباس عراقجي هذا الأسبوع عن إمكانية مشاركة الشركات الأمريكية في برنامج الطاقة النووية الإيراني، متعهدا بوجود “عشرات المليارات من الدولارات من العقود المحتملة” في هذا المجال. وبالتزامن مع المفاوضات رفيعة المستوى بين عراقجي وويتكوف، ستبدأ الفرق الفنية من الجانبين عملها على تفاصيل اتفاق محتمل.
محادثات فنية معقدة
ذكر الموقع أن تريتا بارسي، نائب المدير التنفيذي لمعهد كوينسي في واشنطن العاصمة، قال إن المحادثات الفنية بين إيران والولايات المتحدة ستكون “تحديا”، حيث ستتناول قضايا لم يتم التفاوض بشأنها في اتفاق عام 2015. وأكد قائلا: “هذا العمل يتطلب خبرة فنية لضمان أن تكون الأفكار المختلفة قابلة للتنفيذ العملي”.
وتابع أنه إضافة إلى موضوع التخصيب، حذر بارسي من أن إدخال قضايا مثل “الحبوب السامة” إلى المفاوضات، مثل الطلب على تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، قد يزيد من تعقيد المفاوضات ويجعلها أكثر صعوبة.
نتنياهو وترامب: استراتيجية مشتركة أم صراعات خفية؟
أردف الموقع أنه عند انسحابه من الاتفاق النووي في عام 2018، هاجم دونالد ترامب بشدةٍ القيد الزمني لعشر سنوات الذي تضمنه الاتفاق، بحجة أن إيران حتى لو التزمت تماما بتعهداتها، فإنها ستكون قادرة بعد انتهاء الاتفاق على الاقتراب بسرعة من القدرة على تصنيع سلاح نووي.
وأشار تريتا بارسي إلى هذا التحدي موضحا أن هناك فرصا محتملة لتمديد الجداول الزمنية للقيود، إلا أنه حذر من أن “أي محاولة لفرض قيود دائمة بدون تاريخ انتهاء ستكون على الأرجح محكومة بالفشل، وربما يكون هذا الفشل مخططًا له مسبقا”.
ذكر الموقع أن إسرائيل تُعتبر من أكثر الداعمين لوجهة النظر التي ترى أن إيران يجب أن تفكك برنامجها النووي بالكامل لضمان عدم امتلاكها سلاحا نوويا مستقبلا. وكانت مصادر مطلعة قد صرحت سابقا لشبكة “سي إن إن” بأن خبر بدء المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران “لم يكن موضع ترحيب” لدى إسرائيل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بنيامين نتنياهو قد تم إطلاعه مسبقا أو التشاور معه بشأن هذه المفاوضات.
التوافق الوحيد الذي يعتبره نتنياهو مقبولا هو اتفاق من نوع “النموذج الليبي”
اختتم الموقع تقريره، بأن صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت أن دونالد ترامب طلب من إسرائيل الامتناع مؤقتا عن شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية لإتاحة الفرصة لاستمرار المفاوضات مع طهران. ولم ينفِ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صحة هذا التقرير، واكتفى بالتصريح بأن الإجراءات الإسرائيلية ساهمت حتى الآن في تأخير البرنامج النووي الإيراني.
وتابع أنه من جانبه، علّق ترامب على هذا التقرير قائلا: “أنا لا أقول إنني قد أثنيت (إسرائيل)”، مستدركا: “لكني لست في عجلة من أمري للقيام بذلك، لأنني أعتقد أن إيران لديها فرصة لأن تصبح دولة عظيمة وتعيش بدون موت ودمار”.