- دنيا ياسر
- 5 Views
تناولت صحيفة “همشهري” الإيرانية الأصولية، في تقرير لها الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025، الاتهامات الأمريكية لإيران بطلب شحنات كبيرة من مواد تصنيع الصواريخ من الصين، مما يثير مخاوف بشأن تطوير برنامجها العسكري. ويرد التقرير بموقف إيراني رسمي يؤكد قانونية هذه الأنشطة ضمن حق الدفاع المشروع والتعاون التجاري مع الصين.
ذكرت الصحيفة أن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نشرت في تقرير لها، أن إيران طلبت آلاف الأطنان من المواد الخام المستخدمة في إنتاج الصواريخ الباليستية من الصين، وذلك في الوقت الذي تخوض فيه طهران مفاوضات مع الولايات المتحدة حول مستقبل برنامجها النووي.

شحنات من “أمونيوم بيركلورات” في طريقها إلى إيران
أشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، إلى أن شحنات من مادة أمونيوم بيركلورات من المتوقع أن تصل إلى إيران خلال الأشهر المقبلة. وتُعد هذه المادة من المكونات الرئيسية التي يمكن أن تُستخدم في تزويد مئات الصواريخ الباليستية بالوقود. وأردفت المصادر أن جزءا من هذه المواد قد يتم إرسالها إلى الجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة.
وتابعت أن إيران، في ظل خوضها مفاوضات شاقة مع إدارة ترامب بشأن برنامجها النووي، تسعى في الوقت ذاته إلى تعزيز قدراتها العسكرية. وقد أكدت طهران مرارا استمرارها في عمليات التخصيب، معتبرة ذلك جزءا من سيادتها الوطنية.
ترامب يُحذّر: الوقت ينفد وعلى إيران اتخاذ القرار
أضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه ناقش ملف المفاوضات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب: “الوقت ينفد، وعلى إيران أن تتخذ قرارا بشأن برنامجها النووي التسليحي”.
وتابعت أن شركة إيرانية تُدعى بیشكامان تجارت رفیع نوین هي من قامت خلال الأشهر الماضية بطلب المواد الصاروخية من شركة صينية مقرها هونغ كونغ تُدعى Lion Commodities Holding. وأوضحت أن مدير الشركة الصينية، نلسون باربا، لم يرد على طلبات التعليق، كما لم تُفلح محاولات التواصل مع الشركة الإيرانية.
نفي صيني وموقف غامض من الجانب الإيراني
ذكرت الصحيفة أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من بعثة إيران في الأمم المتحدة، بينما صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأن بكين لا علم لديها بأي عقد من هذا النوع. وأضاف: “الصين تفرض دائما رقابة صارمة على الصادرات ذات الاستخدام المزدوج، وذلك بموجب قوانينها الداخلية والتزاماتها الدولية”.
إيران من أكبر حائزي برنامج صواريخ باليستية في المنطقة
أردفت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أقرّوا بأن إيران تمتلك أحد أكبر برامج الصواريخ الباليستية في المنطقة، ولفتوا إلى أن مادة أمونيوم بيركلورات، المعروفة أيضا بأنها تستخدم في تصنيع الألعاب النارية، تُعتبر مكونا رئيسيا في وقود الصواريخ الصلبة الأكثر تقدما التي تطورها طهران.

الرد الإيراني على الاتهامات الغربية
ذكرت الصحيفة أن إيران تعتبر هذه الاتهامات تجاهلا واضحا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وتسعى بعض الأطراف من خلالها إلى تصوير الإجراءات الدفاعية التقليدية لإيران وكأنها خارجة عن الإطار المشروع.
وأضافت أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تضمن لكل دولة مستقلة الحق في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المحتملة. وترى إيران أن من حقها، شأنها شأن أي دولة أخرى، أن تطوّر أنظمة ردع تتماشى مع احتياجاتها الأمنية الوطنية، بما في ذلك إنتاج الصواريخ التقليدية أو تأمين المواد اللازمة لها. وبالتالي، فإن هذه الأنشطة لا تُعد خرقا لأي التزام دولي بل تُعتبر مشروعة ضمن الأطر القانونية المعترف بها عالميا.

البرنامج الصاروخي الإيراني غير قابل للتفاوض
أكدت الصحيفة أن إيران لطالما أعلنت أن قدراتها الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي، غير قابلة للتفاوض، إذ ترى فيها عنصرا ردعيا محضا. وترى طهران أن أي محاولة لتقييد هذا البرنامج تُعد مساسا بحقها المشروع في الدفاع، لا سيما في مواجهة التهديدات الخارجية وعلى رأسها إسرائيل، وكذلك السياسات التدخلية لبعض الدول في المنطقة.
وأوضحت أن التبادلات التجارية والصناعية بين إيران والصين، وضمن ذلك استيراد المواد الكيميائية أو الصناعية، تتم ضمن إطار العلاقات الاقتصادية المشروعة بين الدولتين، ولا تتعارض مع أي لوائح أو قوانين دولية. كما أن بكين أكدت في عدة مناسبات أن أنشطتها تتماشى كليا مع التزاماتها الدولية وقوانينها الخاصة بمراقبة صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج.
واعتبرت أن الاتهامات المتكررة حول إرسال إيران تجهيزات عسكرية إلى فصائل المقاومة في المنطقة ما هي إلا جزء من مشروع “إيرانهراسی”، الذي يهدف إلى تبرير التدخلات العسكرية غير القانونية لبعض القوى الأجنبية. وشددت طهران على أن دعمها للمقاومة يقتصر على الجوانب السياسية والدبلوماسية، ولم يتم حتى الآن تقديم أي دليل موثوق على إرسال صواريخ من إيران إلى تلك الجماعات.
إيران ترفض العقوبات وتؤكد حقها في التجارة والتنمية
ذكرت الصحيفة أن العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة على شركات وأفراد إيرانيين أو صينيين تفتقر إلى الشرعية الدولية، وتتعارض مع مبادئ التجارة الحرة وحق الدول في التنمية والسيادة. وأشارت إلى أن عمليات احتجاز السفن في المياه الدولية بذريعة نقل مواد كيميائية مشروعة تُعد انتهاكا صارخا لقوانين الملاحة البحرية ولحصانة السفن التجارية.
دعوات إيرانية للاستقرار في مواجهة التدخلات الأجنبية
اختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى أن إيران تؤكد دوما سعيها لتحقيق الاستقرار والأمن الدائم في منطقة غرب آسيا. وترى طهران أن تصاعد التوترات نتيجة مباشرة للتدخلات الخارجية، والوجود العسكري الأجنبي، والممارسات العدوانية من جانب إسرائيل. ولهذا، ترى إيران أن تعزيز قدراتها الدفاعية، وكذلك دعم حلفائها الإقليميين، أمر لا مفر منه من أجل الحفاظ على التوازن والردع.
وتابعت ان المواقف المعلنة أنها، رغم التزامها بتعهداتها الدولية، تحتفظ بحقها القانوني والمشروع في تطوير قدراتها الدفاعية، ولن تسمح بأن تُعيق التقارير المغرضة أو الاتهامات السياسية مسار تطورها العسكري واستقلالها في هذا المجال.