الإصلاحي عباس عبدي يرد على الجدل حول رسالته إلى محمد خاتمي

كتبت: آية السيد

تفاعل الكاتب والمحلل الإيراني الإصلاحي عباس عبدي مع الانتقادات التي طالته جراء إرساله رسالة إلى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وأشار إلى أن هدفه كان مناقشة القضايا الأساسية والنقد البناء.

وقد كتب عباس عبدي يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول 2024 أنه بعد نشر الرسالة التي كتبها قبل أسبوعين (27 أغسطس/ آب 2024) إلى السيد محمد خاتمي (الرئيس الإيراني الأسبق) كانت ردود الأفعال متنوعة إلى حد ما، إذ تقبلها البعض ورفضها آخرون.

وقال عبدي في تعليقه على الانتقادات: “في البداية أود أن أوضح أن أي نص نقرأه بغرض النقد يجب أن يكون له نقطة محورية ينبغي التركيز عليها، فالانشغال بالقضايا الهامشية أو الدوافع الشخصية وغيرها يدل على ضعف في قراءة الرسالة أو عدم القدرة على الإجابة”.

وأضاف عباس عبدي: “وضحت هذا الأمر بالتفصيل في مقالي بعنوان “كيفية التعامل مع النقد” التي كتبتها ونشرتها في 2 سبتمبر / أيلول. بالطبع معظم الانتقادات التي رأيتها كانت تتناول الموضوع كما أنها حققت أحد أهداف النقد وهو إشراك المجتمع بالموضوع ومناقشة القضية”.

ثم تطرق عباس عبدي في رده إلى الانتقادات التي طرحها البعض حول رسالته إلى محمد خاتمي كما يلي: 

1ـ قالوا إنني لا أملك معلومات كافية عن الأمور الداخلية لجبهة الإصلاحيين: هذه ملاحظة صحيحة تمامًا، لكنها لا علاقة لها بنقدي؛ لأن ما كتبته كان بصفتي مواطنًا يراقب نتائج هذه الجبهة، وليس آلياتها الداخلية.

2- تساءلوا لماذا كانت الرسالة موجهة إلى السيد خاتمي وليس إلى التيار الإصلاحي؟ في رأيي يبدو أن بعض أصدقاء الجبهة ليس لديهم اهتمام كبير بسماع هذه الانتقادات، وإذا سمعوها فإنها لا تعني لهم الكثير.

3- انتقد البعض توقيت كتابة ونشر الرسالة: في هذا السياق يجب القول إن هذا هو أفضل توقيت؛ لأننا في وضع سياسي جديد وإذا كان نقدي صحيحا فيجب اتخاذ إجراءات عاجلة حتى لا تترسخ المواقف الحالية. 

4ـ قال البعض إن معارضي الإصلاحات يستغلون هذه الانتقادات: لا أملك أي رد على هذا الاعتراض سوى أن هذا الاستدلال مشابه تمامًا لاستدلال معارضي الإصلاحات، ولا يمكن لأي إصلاحي عاقل وصادق يؤمن بالحوار والشفافية في المجال العام أن يستخدم مثل هذا الاستدلال.

6- أحد النقاط الرئيسية في نقدي هو أن مطالب المجتمع أكثر راديكالية من مطالب الإصلاحيين مما يجعلهم يعتبرون الإصلاحيين مستمرين فقط، فلماذا أعتبر لغة الجبهة راديكالية؟ الإجابة هي أن السبب في اعتبار الإصلاحيين مستمرين ليس لأن مطالبهم أقل حدة من الأصوليين بل لأنهم غير قادرين على تحقيق حتى الحد الأدنى من شعاراتهم. 

7 ـ في الدفاع عن التعبير الراديكالي يقال إن عدم قدرة الإصلاحيين على إحداث التغيير تقلل من قيمة حضورهم إلى الحفاظ على الوضع القائم: هذه الفكرة صحيحة لكن تطبيقها معقد.

8 ـ بعض الأصدقاء يرون أن الجبهة الإصلاحية كان لها دور حاسم في الانتخابات واتخذت قرارات صحيحة: أرى أن دورهم كان محدودًا نسبيًا مقارنة بتوقعاتي، إذا كان لديهم دور مهم لما كانوا ليصبحوا منتقدين بل كان يجب أن يتحملوا مسؤولية النتائج. 

9 ـ إحدى الانتقادات المهمة التي لم يُجاب عليها بشكل كافٍ هي غياب تحليل شامل وجديد لظروف البلاد، والذي يجب أن يكون متناسقًا ومستمرا بين الإصلاحيين دون إحداث لبس أو تناقض: تحليلاتهم الحالية مجزأة وتركز على الأحداث اليومية دون وجود خط واضح وهذا يؤدي إلى إخفاء الخلافات بدلا من معالجتها.

10 ـ الانتقادات الموجهة لرسالتي تعكس توقعات غير واقعية دون مراعاة التغيرات الزمنية، مما يؤدي إلى جمود سياسي وتنظيمي، كما لو أن النقد لم يُفهم بشكل صحيح في بعض الحالات، ويستخدم كأداة للهجوم بدلا من التصحيح، وهناك أيضا رغبة لدى بعض الأصدقاء في التركيز على الماضي بدلا من التفكير في المستقبل، مما يعوق الابتكار والتقدم.

11 ـ النقد الذي تم طرحه يعتبر تغيير الاستراتيجيات استجابة للظروف: لكن هذا ليس دقيقا حيث إن التكيف مع الظروف مختلف عن التبعية للوقت. يجب إيجاد توازن بين الثبات والتغيير في السياسات عبر الحوار والنقد، كما أن الجبهة تميل نحو الإصلاحية وليس الراديكالية ويجب تحديد هذا بوضوح، كما أن النقاد انتقدوا عدم الاهتمام بكيفية تعامل الحكومة مع الأحزاب وهو نقد غير مبرر حيث يتعين على الأحزاب إيجاد حلول لمشاكلها بدلا من انتظار الحكومة. 

جدير بالذكر أن عباس عبدي قد سبق أن أرسل رسالة إلى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ، طالبه فيها بضرورة انتهاج مسارات جديدة للتعامل مع إدارة الدولة في إيران وعدم تبني نفس السياسات القديمة.