الإعلام الغربي عن إيران: اعتقال وجلد النساء الإيرانيات، وأبرز تصريحات بزشكيان

كتبت: ميرنا محمود 

تنوعت التقارير التي نُشرت في الإعلام الغربي حول إيران، يوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، ما بين رغبة إيران في الدخول في مفاوضات حول برنامجها النووي، وما بين مطالبة السعودية بتصعيد الضغوط على إيران في ظل تهديد الحوثيين المتنامي.

نستعرض في هذا التقرير أبرز ما جاء في الصحف الغربية حول إيران:

معاقبة بالجلد بسبب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي..“إيران تراقب نشاطات النساء على الإنترنت بعد الاحتجاجات”

وفقا للتقرير الصادر عن موقع “BBC” في 16 سبتمبر/أيلول 2024، كشفت نساء إيرانيات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن تعرضهن للمراقبة من قبل السلطات الإيرانية عبر الإنترنت، مما أدى إلى اعتقالهن وتهديدهن والاعتداء عليهن.

وتأتي هذه المراقبة المكثفة في أعقاب الاحتجاجات النسائية الواسعة النطاق التي شهدتها إيران بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، في الحجز تحت التعذيب، وذلك بعد اعتقالها بسبب عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.

اعتقال امرأة إيرانية بسبب نشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي

نشرت “أليف”، مثل العديد من النساء المستلهمة من الاحتجاجات، صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر شعرها يتدفق بحرية في الأماكن العامة. كانت هذه خطوة بسيطة للتضامن مع الحركة المناهضة للإجبار على ارتداء الحجاب. وقالت: “لم أكن مهتمة بما يكفي لإخفاء هويتي أو مكان التقاط الصورة. أردت أن أقول: نحن موجودات”.

لكن السلطات، التي كانت تحاول قمع الاحتجاجات، رصدت الصورة واعتقلت أليف.

وتقول إنه تم وضع غصّ على عينيها وكُبلت بأصفاد ونُقلت إلى مكان غير معروف، حيث بقيت في الحبس الانفرادي لمدة أسبوعين تقريبا. كما تم استجوابها عدة مرات.

اعتقال وتعذيب امرأة إيرانية بسبب نشاطها المناهض للحجاب

تقول أليف إن المحققين حاولوا إجبارها على الاعتراف خلال أحد الاستجوابات. تم إجبارها على تسليم هاتفها إلى حراس ملثمين، الذين قاموا بالاطلاع على منشوراتها وصورها بوسائل التواصل الاجتماعي. أظهرت الصور أنها شاركت في الاحتجاجات وأن قوات الأمن أطلقت عليها الرصاص ببندقية الخرطوش. كما اتُهمت أليف بالعمل لصالح الولايات المتحدة.

واتُهمت أليف، من بين أمور أخرى، بـ “الظهور في الأماكن العامة بدون حجاب” و”الترويج للفساد والزنا”!

وقد وجدت أليف مذنبة، ورغم أنها حصلت على حكم بالسجن مع وقف التنفيذ، فإنها تلقت أيضا 50 جلدة. وقالت: “أخبرني ضابط ذكر بأن أخلع معطفي وأستلقي. كان يحمل سوطا جلديا أسود وبدأ في ضرب جسدي بأكمله. كان الأمر مؤلما للغاية، لكنني لم أرغب في إظهار الضعف”.

وكانت قصتها مشابهة لقصة امرأتين ورجل آخر تحدثنا إليهم في إيران. أخبرونا جميعا بأنهم احتُجزوا واستُدعوا إلى المحكمة بتهمة “الدعاية ضد الدولة”. وتلقوا جميعا أحكاما بالسجن مع وقف التنفيذ. وتلقت أليف حكما بالسجن مع وقف التنفيذ، إضافة إلى الجلد.

اعتقال وتعذيب النساء الإيرانيات بسبب نشاطهن على الإنترنت

كشفت نساء إيرانيات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن تعرضهن للمراقبة من قبل السلطات الإيرانية عبر الإنترنت، مما أدى إلى اعتقالهن وتهديدهن والاعتداء عليهن.

وتأتي هذه المراقبة المكثفة في أعقاب الاحتجاجات النسائية الواسعة النطاق التي شهدتها إيران بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في الحجز تحت التعذيب، وذلك بعد اعتقالها بسبب عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.

الاعتقال والتعذيب

تم اعتقال العديد من النساء الإيرانيات بسبب نشر محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدى القيود المفروضة على الحجاب.

تعرضت النساء المعتقلات للتعذيب والاعتداءات الجسدية والنفسية.

تم إجبار النساء على الاعتراف بتهم ملفقة، مثل “الدعاية ضد الدولة”.

ظروف السجن

تم احتجاز العديد من النساء في سجن إيفين، وهو سجن سيئ السمعة في إيران.

تعرضت النساء لظروف سيئة للغاية في السجن، وضمن ذلك الاكتظاظ والنظافة السيئة والحد من الوصول إلى المرافق الأساسية.

تقول كوسار افتخاري إن السلطات الإيرانية قامت بتفتيش حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تم اعتقالها واتهامها بجرائم مثل “الدعاية ضد الدولة” و”إهانة المعتقدات المقدسة” و”إزعاج الرأي العام” و”السب والقدح”.

بعد شهر من وفاة مهسا أميني، تم إطلاق النار على كوسار في منطقة الأعضاء التناسلية من قبل ضابط بقوات مكافحة الشغب باستخدام بندقية الرصاص الملون. وبعد لحظات، أطلق النار عليها مرة أخرى، هذه المرة في العين “مع ابتسامة على وجهه”. سمعت على الفور عينها اليمنى تنفجر وأصبحت عمياء.

تم تصوير الحادثة المروعة ونشرها على إنستغرام. وعلى الرغم من إصابتها والصدمة التي تعرضت لها، أصبحت كوسار أكثر نشاطا عبر الإنترنت، مما جعلها هدفا رئيسيا للمراقبة المكثفة.

تقول كوسار افتخاري إن السلطات الإيرانية استخدمت مئات من منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وضمن ذلك الصور التي تظهرها بدون حجاب، كدليل ضدها خلال محاكمتها.

وقد حُكم على كوسار بالسجن لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر. كما تم منعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية لمدة خمس سنوات.

ولكن لتجنب السجن، فرّت كوسار إلى ألمانيا، حيث تدافع الآن عن حقوق النساء الإيرانيات على المستوى العام. وفي وقت سابق من هذا العام، تحدثت إلى بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن إيران (FFMI) عن تجربتها وما أطلقت عليه “جرائم ضد الإنسانية”.

وقالت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة لـBBC: “لا ينبغي أن يسجن أي شخص بسبب منشور سلمي عبر الإنترنت”.

وقد قدمنا هذه الادعاءات التي قدمها الأشخاص الخمسة الذين تحدثنا إليهم إلى الحكومة الإيرانية، لكنها لم تستجب. سبق أن نفى قائد قوات مكافحة الشغب الإيرانية أن قواته تطلق النار عمدا على المتظاهرين في الوجه.

إيران تراقب المواطنين عبر الإنترنت لقمع الاحتجاجات

قامت السلطات الإيرانية على مدار سنوات، بتضييق الخناق على الاحتجاجات والأنشطة التي تعتبرها “تخريبية”، وذلك من خلال زيادة سيطرتها على حياة الناس عبر الإنترنت.

وقد قامت السلطات الإيرانية بإغلاق الإنترنت عدة مرات، كما استخدمت تقنيات التصيد الاحتيالي لاختراق هواتف المواطنين والوصول إلى بياناتهم الشخصية.

وتم حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي الغربية مثل إنستغرام وإكس وتليغرام، لكن العديد من الإيرانيين تجاوزوا هذه القيود باستخدام أدوات مثل الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)، التي تساعدهم على إخفاء موقعهم.

وانتشرت الموجة الأخيرة من الاحتجاجات بشكل رئيسي عبر هذه المنصات، وتم توثيقها عليها. ولكن نتيجة للمراقبة، تم اعتقال عشرات الآلاف من المتظاهرين خلال الأشهر الأولى من الاحتجاجات.

وتقول ماهسا عليمرداني، الباحثة بمنظمة الحقوق والحريات “المادة 19”: “إن معظم المتظاهرين ينتمون إلى جيل زد، ولديهم بصمة رقمية كبيرة، مما جعل “تتبع أنشطة المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر أجهزتهم قبل وأثناء الاحتجاز” أمرا سهلا.

وقد طورت السلطات أيضا أدوات لمساعدتها، مثل تطبيق يسمى “ناظر”، والذي يسمح للشرطة والمتطوعين الذين تم فحصهم من قبل الحكومة بالإبلاغ عن النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب.

كما قامت إيران بتأميم جزء من الإنترنت وحفزت استخدامه من خلال جعل الوصول إليه أرخص من الوصول إلى الإنترنت العالمي. ولكن استخدام الإنترنت يعني تسليم البيانات الشخصية إلى الحكومة.

ذكرى مهسا أميني: إرث مقاومة مستمر

بعد مرور عامين على وفاة مهسا أميني، لا تزال حركة “امرأة، حياة، حرية” تشكل مصدر إلهام لكثيرين في إيران، حيث تستمر مقاومتها الرقمية في تحدي السلطات.

وتقول “أليف”: “نحن نتحدث الآن بشكل متكرر في دوائر عائلتنا وأصدقائنا عن تجربتنا في حركة ‘امرأة، حياة، حرية’. إنها مثل بذور زهرة، حتى لو ذبلت الزهرة أو جفت، فإن بذورها تستمر في الازدهار في مكان آخر”.

إيران: كيف تُستغَل التقاليد والقانون لقتل النساء

وفقا للتقرير الصادر عن موقع “DW” في 16 سبتمبر/أيلول 2024، في ظل الصدمة التي أحدثتها وفاة مهسا أميني، تتجاهل الأنظار جرائم قتل النساء بدعوى “الشرف” التي تشكل ظاهرة متفشية في إيران.

تعتبر قضية حقوق المرأة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضايا الشائكة التي تثير غضب الرأي العام، كما أظهرت الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، في سبتمبرج/أيلول 2022.

ولكن، وعلى الرغم من الصدمة التي أحدثتها وفاة أميني، فإن جرائم قتل النساء بدعوى “الشرف” أو لأسباب أخرى، على يد أزواجهن أو آبائهن أو إخوتهن، لا تحظى بالاهتمام الكافي من وسائل الإعلام الإيرانية أو الدولية.

ووفقا لمنظمة “وقف قتل النساء في إيران”، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، فقد وقع أكثر من 150 جريمة قتل بحق النساء في إيران العام الماضي.

وتعرف المنظمة “قتل النساء” بأنه قتل بدافع “جنسي”، والذي قد يشمل “الرغبة في ممارسة السلطة على النساء أو منعهن أو معاقبتهن على سلوك نسائي غير مقبول اجتماعيا”، وكذلك “الافتراضات المتعلقة بالحق في امتلاك النساء والفتيات، والمتعة، أو الرغبات السادية تجاه النساء”.

تؤكد منظمة “وقف قتل النساء في إيران” أن أكثر من ربع جرائم قتل النساء في البلاد العام الماضي تم تبريرها بحجة “الشرف”، في حين تم تصنيف ما يقرب من النصف على أنها “خلافات عائلية”، مما يكشف عن محاولات لتبرير جرائم قتل النساء وتقليل خطورتها.

جرائم شرف داخل العائلة

في ما يتعلق بـ”جرائم الشرف”، تقول المنظمة غير الحكومية إن مرتكبيها “عادة ما يكونون من الذكور في الأسرة الذين – أحيانا بدعم من الأمهات – يقتلون أنثى أخرى في الأسرة بسبب أفعال يُزعم أنها تتعارض مع التقاليد المجتمعية أو التفسيرات الخاطئة للمطالب الدينية أو سمعة الأسرة”.

وأضافت المنظمة على موقعها الإلكتروني أن “هذه الأفعال قد تشمل ما يُعتبر انتهاكات جنسية أو سلوكية أو حالات الزنا والاغتصاب”.

ويحذر نشطاء حقوق الإنسان في إيران من أن العديد من حالات “جرائم الشرف” لا يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام، مما يرجح أن تكون الأعداد الفعلية أكبر بكثير مما هو معروف للجمهور.

عجز الرجال المتشبثين بالتقاليد عن الانسجام مع نمط الحياة الحديث

في حديث إلى DW، قال عالم اجتماع من جامعة طهران إن “الانتقال من التقليد إلى العصر الحديث” هو أحد الأسباب الرئيسية وراء العنف القاتل.

وأضاف الباحث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن “عدد الجامعات ارتفع في التسعينيات، وحتى النساء انتقلن من العاصمة طهران إلى المدن الصغيرة. وقد نقلن معهن إلى تلك المدن قيمهن المتغيرة، بما في ذلك (الأفكار غير الدينية وحرية اختيار الملابس)”.

وتابع قائلاً إن “تزايد أهمية الشبكات الاجتماعية والافتراضية تسارع هذه التغيرات. بدأت ظاهرة (جرائم الشرف) هنا، مع عدم قدرة الرجال على التكيف مع هذه التغيرات الثقافية والانتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع علماني حر”.

يشير العديد من علماء النفس إلى أن الأطفال الذين يشاهدون العنف داخل عائلاتهم أثناء نموهم أكثر عرضة لنقل هذا العنف إلى الجيل التالي. وبالمثل، يمكن أيضًا اعتبار قمع الجمهورية الإسلامية للنساء الرافضات لارتداء الحجاب باعتباره تشجيعًا للرجال التقليديين على ارتكاب أعمال عنف ضد زوجاتهم أو أخواتهم.

قتل الزوجات بسبب “الزنا” قانوني بموجب المادة 630

يُستند القانون الإيراني إلى قواعد وممارسات الشريعة الإسلامية. غالبا ما تمنح تلك القواعد الآباء والأزواج السلطة لتحديد ما إذا كان يجب على الأشخاص الذين يقتلون نساء في عائلاتهم دفع الثمن عن الجريمة وكيفية ذلك، مما يسمح بالعقوبات المخففة إذا كان أولئك الذين يقررون العقوبة متورطين في القتل أو يوافقون عليه.

وحذرت ناشطات، من بينهن الحائزة جائزة نوبل السجينة نرجس محمدي، منذ فترة طويلة، من أن القوانين التي ينفذها النظام تنتهك حقوق المرأة وتعرضها للعنف المحتمل المميت.

ولعل أفظع القوانين القانونية هي المادة 630 من قانون العقوبات، التي تنص على: “كلما رأى رجل زوجته تزنى مع رجل وعلم بأن الزوجة قد وافقت على ذلك، يمكنه قتل كليهما في الوقت نفسه، وإذا كانت المرأة بريئة، فلا يمكنه إلا قتل الرجل”.

انتقد المحامي وخبير حقوق الإنسان سعيد دهقان القانون في مقابلة مع  DW.

قال إنه “وفقا لهذه المقالة، فإن هذا النوع من (جرائم الشرف) غير قابل للعقاب، ويستخدم القضاة المشرفون عادة عبارة (وجود دافع مشرف للحفاظ على الشرف) أثناء محاكمة هذه الجرائم”.

ويحذر دهقان من أن حق المرأة في الحياة يكون دائمًا في خطر في ظل النظام الإسلامي. ويؤكد أن الحكومة هي التي تمنح الرجال الأسلحة لتهديد النساء.

ويقول دهقان إنه طالما أمر الدستور الإيراني بأن “جميع القوانين في جميع المجالات” يجب أن تستند إلى الشريعة وأعرافها، فلا ينبغي توقع انخفاض عدد جرائم قتل الإناث.

السعودية تطالب بتصعيد الضغوط على إيران في ظل تهديد الحوثيين المتنامي

وفقا للتقرير الصادر عن موقع “The Guardian” في 15 سبتمبر/أيلول 2024، وصف دبلوماسي الهجمات الغربية المحدودة بأنها غير كافية لوقف تدفق الأسلحة إلى الجماعة في اليمن.

أثار ادعاء جماعة الحوثي اليمنية الحصول على صواريخ تفوق سرعة الصوت قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية مخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تدعو فيه السعودية إلى اتخاذ إجراءات أكثر قوة من “الضربات المحدودة” لوقف إمدادات الأسلحة إلى هذه الجماعة.

تتهم السعودية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة، وضمن ذلك تلك المستخدمة في الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري وتضرر الاقتصاد المصري بسبب تعطيل قناة السويس.

في صنعاء، العاصمة الحوثية، حيث يدبر المتمردون هجماتهم على السفن، احتفل قادة الحوثيين يوم الأحد بالهجوم المزعوم على إسرائيل، الذي سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن غوريون الدولي، باعتباره اختراقا محليا وأكدوا أن هذه التكنولوجيا تم تطويرها بفضل جهود المهندسين اليمنيين. ووعدوا بشن المزيد من الهجمات. وقبل الهجوم، كان الحوثيون قد أصدروا تحذيرات من نوع ما من الهجوم على إسرائيل.

لم تخترق الصواريخ الحوثية السابقة الأجواء الإسرائيلية إلى عمق كبير، حيث كان الوحيد الذي تم الإبلاغ عن اصطدامه بالأراضي الإسرائيلية هو سقوطه في منطقة مفتوحة بالقرب من ميناء إيلات على البحر الأحمر في شهر مارس/آذار. وأدى هجوم بطائرة بدون طيار إيرانية الصنع على تل أبيب في شهر يوليو/تموز إلى مقتل شخص واحد وإصابة 10 آخرين.

استخدمت إسرائيل دفاعاتها الصاروخية “أرو” و”آيرون دوم” ضد الصاروخ الحوثي يوم الأحد، لكن لم يتم تحديد بعدُ ما إذا كانت أي من المحاولات المتعددة لاعتراضه قد نجحت.

قد يكون الحوثيون، وهي جماعة شيعية تسيطر على صنعاء منذ عام 2014، قد استخدموا نوع Qadr F  من صاروخ Qadr-110 أو Ghadr-110 الإيراني متوسط المدى الذي يبلغ عمره 20 عامًا.

تُتهم إيران مرارا وتكرارا، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة، بتزويد الحوثيين بالأسلحة في البداية لاستخدامها في محاربة الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية ومقرها عدن. وعلى الرغم من حملة القصف المكثفة التي شنها السعوديون عام 2016، فقد ثبت أن الحوثيين لا يمكن إزاحتهم، بل شنوا هجمات بطائرات بدون طيار داخل السعودية.

هناك وقف لإطلاق النار داخل اليمن، لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى البلاد، هانس غروندبرغ، قال لمجلس الأمن الدولي إن خطر العودة إلى الحرب الأهلية الكاملة لا يزال قائماً.

أعرب تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات والدبلوماسي السعودي السابق، عن خيبة أمل المملكة من الطريقة التي تساعد بها إيران الحوثيين. وفي حديثه في تشاتهام هاوس في لندن يوم الجمعة، دعا إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الدولية لمنع مثل هذه المساعدة، وقال إن “الضربات المحدودة” التي شنها الأسطولان الأمريكي والبريطاني على مواقع الحوثيين في البحر الأحمر يجب أن تكون أكثر فعالية.

قال: “لقد شهدنا نشر الأساطيل الأوروبية والأمريكية على طول ساحل البحر الأحمر، ويمكن فعل المزيد هناك لاعتراض إمدادات الأسلحة التي تأتي إلى الحوثيين من إيران”. “إن الضغط على إيران من قبل المجتمع الدولي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على ما يمكن للحوثيين فعله في إطلاق هذه الصواريخ والطائرات بدون طيار لضرب التجارة الدولية”.

ادعى فيصل أنه من خلال استمرار التدخل في الدول العربية مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن فلسطين، لم تفي طهران بجانبها من الصفقة الدبلوماسية المبرمة بين إيران والسعودية في الصين قبل عامين.

ويؤكد أن الحوثيين يسيطرون الآن على العالم رهينة في مدخل باب المندب للبحر الأحمر، ومع ذلك، لا تُظهر إيران أنها تستطيع فعل شيء هناك إذا أرادت، وكانت المملكة تتوقع من إيران أن تكون أكثر استعدادًا لإظهار ليس لنا فقط، بل للآخرين أيضا، أنها يمكن أن تكون عاملا إيجابيا في تأمين الاستقرار وإزالة الخلافات ليس فقط مع السعودية ولكن معنا جميعًا.

وقال إنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكان الإيرانيين السيطرة على الحوثيين، والعالم في ورطة إذا لم يستطع.

لم تنضم السعودية إلى الهجمات العسكرية الأمريكية لأنها تقول إنها كانت تتبع مسارا دبلوماسيا لتشكيل حكومة وطنية في اليمن.

أكد قائد الأسطول الخامس الأمريكي في الشرق الأوسط، نائب الأميرال جورج ويكوف، أن القصف العشوائي الذي قامت به الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مواقع الحوثيين على طول ساحل اليمن لم يؤد بعد إلى عودة الشحن التجاري.

تسببت الهجمات في انخفاض حركة السفن عبر البحر الأحمر بنسبة 50%، مما دفع شركات الشحن إلى البدء في توجيه السفن حول إفريقيا، مما أضاف 11000 ميل بحري ومليون دولار في تكاليف الوقود إلى الرحلات.

استمرت الهجمات الحوثية على الرغم من الضربات المتعددة ضد مواقع على ساحل اليمن من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة.

رئيس الجمهورية الإيرانية يؤكد رغبة بلاده في الدخول في مفاوضات حول برنامجها النووي

إيران ترفض التخصيب النووي عالي الدرجة، وتحمّل الولايات المتحدة المسؤولية

وفقا للتقرير الصادر عن موقع “AP News” في 16 سبتمبر/أيلول 2024، أصر الرئيس الإيراني الجديد، مسعود پزشکیان، يوم الإثنين، على أن طهران لا تسعى إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من المستوى العسكري، لكن الولايات المتحدة أجبرتها على ذلك بسحبها من الاتفاق النووي.

جاءت تصريحات پزشکیان، ردا على سؤال من وكالة أسوشيتد برس خلال مؤتمره الصحفي الأول، لتؤكد وعدا انتخابيا كان قد تعهد به للعمل على رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى حرية المناورة التي سيحظى بها پزشکیان، ولا من سيكون في البيت الأبيض العام المقبل.

وقال بزشكيان: “أظن أننا قلنا مرات عديدة، إننا لا نريد القيام بذلك على الإطلاق. نريد حل احتياجاتنا التقنية والعلمية، ولا نسعى إلى الأسلحة النووية. لقد التزمنا بالاتفاق النووي. ونحن ما زلنا نبحث عن الحفاظ على تلك الاتفاقات. لقد مزقوها، وأجبرونا على القيام بشيء ما”.

إيران تهدد بوقف التزاماتها النووية إذا لم تستمر الدول الأخرى

أضاف بزشكیان: “إذا لم يستمروا، فلن نستمر”.

جاءت تصريحات يزشكیان في الوقت الذي تقوم فيه إيران بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء تصل إلى 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة فقط من المستويات العسكرية 90%. لطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي، لكن الدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن إيران كانت لديها برنامج نووي عسكري حتى عام 2003.

موقف إيران من التفاوض مع الولايات المتحدة

أشار المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي (85 عاما)، إلى إمكانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أخبر الحكومة المدنية سابقا، بأنه “لا ضرر” في التعامل مع “عدوها”. وقد جرت محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بوساطة من عمان وقطر، وهما من وسطاء واشنطن في الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بإيران. وكان وزير الخارجية الجديد لدى بزشكیان، عباس عراقجي، متورطا أيضا في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015.

وردا على سؤال حول ما إذا كان سيلتقي أو يتحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أو من سيفوز بالانتخابات في نوفمبر، قال بزشكیان إن واشنطن يجب أن تعود إلى الاتفاق النووي أولا، ثم “سنتحدث، لا يوجد نزاع”.

قال بزشكیان: “لقد أغلقوا جميع الطرق أمامنا. يجب عليهم أن يظهروا أنهم ليس لديهم عداوة تجاهنا. نحن ليس لدينا عداوة تجاههم”. وحثَّ ب؟زشكیان الولايات المتحدة على عدم تهديد إيران من خلال قواعدها العسكرية الإقليمية أو فرض عقوبات على البلاد.

وأضاف: “وإلا، فنحن إخوة معهم”؟.

وفي الوقت نفسه، وصلت التوترات بين إيران وإسرائيل إلى مستوى جديد خلال حرب إسرائيل وحماس في قطاع غزة. شنت طهران هجومًا غير مسبوق بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في أبريل. وبلغت الحرب الظلية بين البلدين ذروتها مع الهجوم الواضح لإسرائيل على مبنى قنصلي إيراني في سوريا، مما أسفر عن مقتل جنرالين إيرانيين وآخرين.

كما أن اغتيال قائد حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو، الذي يُشتبه في أنه تم على يد إسرائيل، دفع إيران أيضا لتهديد بالرد على إسرائيل.

وفي السياق، قال بيزشكیان إن إيران لن تتخلى عن ترسانتها من الصواريخ الباليستية “ما لم يتم نزع سلاح الجميع في منطقتنا.” وأكد ضرورة أن تقوم إسرائيل بنزع سلاحها بعد أن انتقد سلوكها في الحرب المستمرة ضد حماس في قطاع غزة.

قال: “نحتاج إلى القوة العسكرية لأمن شعبنا وبلدنا، ولن نتخلى عن قوتنا الدفاعية إلا إذا تم نزع سلاح الجميع في منطقتنا. وإذا احترمنا أمريكا حقوقنا أيضًا، فلن يكون لدينا نزاع. لا تفرضوا علينا عقوبات أو تهددونا، فلن يتم تهديدنا”.

عائلة مهسا أميني تحت الإقامة الجبرية في إيران في الذكرى الثانية لوفاتها

وفقًا للتقرير الصادر عن موقع ميدل إيست آي “Middle East Eye” في 16 سبتمبر/أيلول 2024، القمع الأمني المتصاعد في مدينة اغتيال الشابة الكردية يشعل شرارة الإضرابات في أنحاء البلاد

تم الإبلاغ عن وضع عائلة مهسا أميني تحت الإقامة الجبرية في الذكرى الثانية لوفاة الشابة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عامًا، بينما يتم تنفيذ إضراب في مدن مختلفة للاحتجاج على قتلها.

توفيت أميني بعد اعتقالها بسبب “عدم ارتداء الحجاب بشكل مناسب” في سبتمبر 2022، مما أشعل مظاهرات واسعة النطاق في جميع أنحاء إيران ضد معاملة البلاد للنساء والأقليات، وكذلك ضد الجمهورية الإسلامية ككل.

يوم الجمعة، قال والدها إنه وآخرون سيقيمون وقفة عند ضريح أميني في مدينة سقز الغربية لإحياء الذكرى إذا سمحت لهم السلطات بذلك.

وفقًا لوكالة الأنباء الكرديةRojNews ، ومع ذلك، تم وضع هو وزوجته تحت الإقامة الجبرية، بينما تم إغلاق الطريق المؤدي إلى المقبرة ونشر قوات الأمن في جميع أنحاء المدينة.

وقال إحسان، البالغ من العمر 26 عامًا، وهو مقيم في سقز: “إذا مشيت قليلاً في الشوارع، ستشعر أن جو المدينة ليس طبيعياً، ويمكن رؤية قوات الشرطة بوضوح بأعداد كبيرة في المدينة”.

قال لموقع ميدل إيست آي إن العديد من المتاجر حول المدينة كانت مغلقة أو في إضراب لإحياء ذكرى وفاة أميني، بينما تم إطلاق الألعاب النارية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ومع ذلك، مقارنة بالذكرى السنوية الأولى، قال إن الأمن كان أخف وأن السلطات بدت “قلقة أقل” بشأن احتمال الاحتجاج.

هزت احتجاجات عام 2022 الجمهورية الإسلامية واستفزت ردًا عنيفًا. وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 551 شخصًا، بينما تم اعتقال الآلاف.

تم إعدام عشرة رجال من قبل الجمهورية الإسلامية في قضايا مرتبطة بالاحتجاجات، وأحدثهم غلامرضا رسائي، الذي أدين بقتل عضو في الحرس الثوري الإسلامي (الحرس) وتم شنقه في أغسطس.

رغم قمع المتظاهرين، لا يزال تأثير الاحتجاجات محسوسًا في إيران، وأبرزها زيادة عدد النساء اللواتي يظهرن في الأماكن العامة بدون غطاء رأس في تحدٍ للقوانين.