- زاد إيران - المحرر
- 44 Views
كتبت-آية السيد زهران
تعرض الاحتلال الإسرائيلي لثلاث هزائم رئيسية خلال أكثر من 10 أشهر منذ عملية طوفان الأقصى، ولهذا السبب تبنى سياسة الاغتيال كأسلوب للتعامل.
وفق ما قالت وكالة “مهر” الإيرانية يوم الأحد 18 أغسطس/آب 2024، فإن عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها قوات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعها من مقاومة الفصائل الفلسطينية المختلفة، “صعقت” السلطات الأمنية والسياسية للنظام الصهيوني.
من أبرز النقاط المتعلقة بهذه العملية هي الهزائم التي يعانيها الاحتلال، والتي ألجأت قادته لسياسة اغتيال قادة المقاومة، وأبرزها محاولة اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، في طهران.
سياسة الاغتيال؛ الاستراتيجية الأمنية الرئيسية للنظام الصهيوني:
لقد شارك الكثير من الإسرائيليين في الحروب ضد المقاومة الفلسطينية، وقد كانوا جميعًا على نحو ما عالقين ومتورطين في القتال ضد المقاومة الفلسطينية. من الطبيعي أن يؤثر هذا الوضع في تشكيل الوضع السياسي وحتى النظام الحاكم. غالبية رؤساء الوزراء ووزراء الاحتلال كانوا من القادة العسكريين، ولقد أصدروا أوامرهم باغتيال العديد من الرموز.
اغتيال قادة فلسطينيين
أهم عمليات الاغتيال التي قام بها الاحتلال تتعلق بقادة الفصائل الفلسطينية. لقد كانت سياسة الاغتيال للقادة السياسيين والعسكريين الفلسطينيين، وخاصة أعضاء حركة حماس، دائمًا على جدول أعمال الصهاينة.
حتى الآن، تم اغتيال العديد من الأشخاص بواسطة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وبعد مرور شهرين على انتفاضة الأقصى الثانية في سبتمبر/أيلول 2000، أعلن الكيان الصهيوني بوضوح عن سياسته (الاغتيال)
- كان يحيى عياش، أحد أعضاء حماس من أبرز الأشخاص الذين تم اغتيالهم في غزة في عام 1996. بالإضافة إلى ذلك، تم اغتيال 11 من القادة السياسيين الفلسطينيين بين عامي 2000 و2005.
- أبرز القادة الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم خلال انتفاضة الأقصى الثانية: ثابت أحمد ثابت من حركة فتح في ديسمبر 2000، جمال سليم من حماس في يوليو 2001، جمال منصور من حماس في يوليو 2001، أبو علي مصطفى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أغسطس 2001، جهاد أحمد جبريل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مايو 2002، صلاح شحادة من حماس في يوليو 2002، إبراهيم المقدمة من حماس في مارس 2003، إسماعيل أبو شتاب حمزة من حماس في أغسطس 2003، الشيخ أحمد ياسين من حماس في مارس 2004، عبد العزيز الرنتيسي من حماس في أبريل 2004، عدنان الغول من كتائب القسام التابعة لحماس في عام 2004، عز الدين خليل من حماس في سبتمبر 2004، محمد الزواري والد الطائرات المسيرة لكتائب القسام في عام 2016 في تونس، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في عام 2024 في بيروت.
- كما تم اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2024 في طهران. ويبدو أن اغتيال إسماعيل هنية، الذي كان له دور واضح في مفاوضات الهدنة، هي نتاجاً لفشل متتالٍ أدت إلى إضعاف هذا الكيان في مجالات مختلفة.
الهزيمة الاستخباراتية:
أهم هزيمة تعرض لها الاحتلال، خلال عملية “طوفان الأقصى” كانت في عدم قدرته على توقع حدوثها. على الرغم من وجود أجهزة الأمن مثل الجيش الإسرائيلي، شين بيت، الموساد، وغيرها، فإن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان كأنه غير قابل للتوقع.
واعتبر الخبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا الهجوم أحد أصعب الهجمات. ولكن الهزيمة الرئيسية للأجهزة الاستخبارية في الاحتلال وحلفائه كانت في عدم إدراك القوة الحقيقية لحركة حماس. كما يقول أحد الخبراء في المركز، فقد اتضح أن حماس كانت أقوى مما أظهرته عمليتها الأخيرة في السابع من أكتوبر.
الهزيمة في تدمير حماس ميدانياً:
واحدة من أهم هزائم الجيش الإسرائيلي كانت عدم قدرته على تحقيق الاستراتيجية العسكرية التي تم التركيز عليها منذ البداية:
- بعد عملية “طوفان الأقصى” وعد قادة الكيان الصهيوني، بمن فيهم نتنياهو، بتدمير حماس وأعضائها في غضون بضعة أشهر. ولكن الآن أصبح من الواضح عدم فعالية هذا النهج. في مقال نشر في مجلة “فورين أفيرز” في يونيو 2024 بعنوان “حماس تنجح؛ لماذا تجعل استراتيجية هزيمة إسرائيل عدوها أقوى؟”، يعتقد روبرت بيب أن “حماس وأهدافها اليوم أكثر شعبية وتعاطفًا مما كانت عليه في السابع من أكتوبر. بعد عشرة أشهر من الحرب، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة المرة: لا يوجد حل عسكري لهزيمة حماس.”
ويضيف بيب: “حماس لم تهزم وليست على حافة الهزيمة. الكيان الصهيوني هاجم شمال وجنوب غزة بقرابة 40 ألف جندي، وشرّد 80% من السكان بالقوة، وقتل أكثر من 39 ألف شخص، وألقى ما لا يقل عن 70 ألف طن من القنابل على هذه المنطقة.
- دمر أكثر من نصف مباني غزة، وقيّد وصول المنطقة إلى المياه والطعام والكهرباء، ووضع السكان على مشارف المجاعة. الفشل الرئيسي في استراتيجية الاحتلال ليس في أساليبه أو في فرض قيود على القوة العسكرية، بل في عدم التعرف على مصادر قوة حماس.”
الهزيمة في السرديات:
في النهاية، كانت الهزيمة في “حرب السرديات” هي التي دفعت الاحتلال نحو سياسة الاغتيال بعد الهزائم السابقة.
يظن دانيال ليفي، رئيس مشروع US/Middle East الذي يركز على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، أن الكيان الصهيوني بعد بدء هجوم كبير على غزة، أصبح معزولًا دوليًا. هذه العزلة ترتبط بالفشل على الأرض وأيضًا في السرد الإعلامي. بعد بدء النزاع، أصبحت فلسطين تقريبًا رمزًا للظلم في النظام العالمي. على الرغم من أن جيش الكيان الصهيوني يقول إنه يستهدف حماس فقط في غزة، فإن ما تروّجه وسائل الإعلام هو الجرائم الفظيعة التي يرتكبها هذا الكيان والإبادة الجماعية ضد أهالي غزة. وهذا يعني أن الصهاينة هم الأعظم خسارة في “حرب السرديات”.
على مدى أكثر من عشرة أشهر منذ عملية “طوفان الأقصى”، تعرض الاحتلال لعدة هزائم رئيسية، بما في ذلك الهزيمة الاستخباراتية في عدم توقع هجوم حماس في السابع من أكتوبر، والهزيمة في “حرب السرديات” التي أثارت موجة هائلة من تعاطف الرأي العام العالمي مع الفلسطينيين.
يبدو أن نتيجة هذه الهزائم ووجود الاحتلال في حالة من الجمود قد دفعت قادة هذا الكيان إلى اختيار سياسة اغتيال القادة الفلسطينيين للتخلص من تبعيات هذه الهزائم على الأقل.