- زاد إيران - المحرر
- 9 Views
نشرت وكالة أنباء تسنيم الأصولية يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025، تقريرا أفادت فيه بأنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على إيران، ركّز جزء كبير من هجماته على تدمير منشآت تصنيع الصواريخ التابعة لوزارة الدفاع، وقواعد الصواريخ التابعة للحرس الثوري، وقد شاهدنا مرارا استهداف المدنيين الأبرياء في مناطقهم السكنية ومنازلهم أيضا.
وأضافت الوكالة أنه في هذا السياق، نفّذ النظام الإسرائيلي عديدا من الهجمات ضد المنشآت والقواعد الصاروخية في إيران بهدف تعطيل سير العمليات الصاروخية. كما زعمت بيانات جيش النظام الإسرائيلي أن سلسلة الهجمات قد عطّلت قسما كبيرا من الصناعات الصاروخية، وألحقت أضرارا كبيرة ببعض القواعد الصاروخية الواقعة في غرب إيران.
وتابعت أن قسم الإعلام التابع لجيش النظام الإسرائيلي، قد قام ببعض هذه الهجمات، بنشر صور تُظهر الأضرار التي لحقت بالمنشآت والقواعد الصاروخية، في محاولة لتأكيد ادعاءاته.

وأردفت أن الملاحظة الجديرة بالاهتمام بشأن هذه الهجمات، هي أنّ الصور التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُظهر أن الغارات استهدفت في الغالب منشآت ومستودعات فوق سطح الأرض.
وأوضحت أن الصور التي زُعم أنها توثق استهداف منصات إطلاق صواريخ الحرس الثوري الإيراني، تُظهر أن العديد من هذه المنصات كانت عبارة عن مجسمات وهمية استُخدمت لخداع العدو. كما أن عدم حدوث انفجار ثانوي بعد استهداف المنصة يدلّ على أن الصواريخ التي تم قصفها كانت خالية من الوقود.

وأفادت بأنه على الرغم من أن النظام الإسرائيلي استخدم في هذه الهجمات أسلحة عالية الدقة، فإنه حتى الآن لم يُنشر أيّ صورة توثّق استهداف المنشآت تحت الأرضية الخاصة بإنتاج وإطلاق الصواريخ.
وأبرزت أن أهمية هذا الأمر تكمن في أنّ الغالبية العظمى من قواعد الصواريخ ومنشآت إنتاجها في إيران تقع تحت الأرض وفي أماكن محصّنة، ولم تُنشر أي تقارير أو أدلة تثبت استهداف هذه المنشآت أو القواعد.

وذكرت أن الهجمات الصاروخية التي شنّتها إيران ضد النظام الإسرائيلي، والتي بدأت بعد ساعات فقط من اعتداء هذا النظام على إيران واستمرّت بشكل متصاعد وأكثر قوة، تؤكد أن قواعد الصواريخ التابعة لحرس الثورة لا تزال تعمل بكفاءة، وأن الهجمات الإسرائيلية لم تؤثّر على القدرة القتالية لهذه القواعد.
وأبلغت أن تأسيس القواعد المحصّنة لحماية القدرات الصاروخية يعود إلى عقد الثمانينيات، مع تأسيس قيادة الصواريخ في الحرس الثوري، حين قام القائد الراحل حسن طهراني مقدم، نتيجة لفهمه العميق للتهديدات الجوية، بإنشاء مواقع داخل جبال قاعدة الفقيه الراحل حسين علي منتظري في كرمانشاه لحماية قواذف وصواريخ الحرس من الغارات الجوية العراقية.
وبيَّنت أنه في السنوات اللاحقة، ومع توسّع القدرة الصاروخية لإيران وتزايد التهديدات الجوية من العدو، استمرّت عملية تطوير ما يُعرف بـالمدن الصاروخية. وقد حدثت أبرز مراحل التقدّم في هذا المجال خلال فترة قيادة اللواء الراحل أمير علي حاجي زاده لإدارة الهندسة بالقوة الجوفضائية للحرس، حيث تم التوصّل إلى تقنيات حديثة لبناء مدن صاروخية داخل الجبال، وهي تقنيات استفادت منها بعض القطاعات المدنية أيضا.
وأوردت أنه من خلال هذا النهج، تم نقل قسم كبير من منشآت إنتاج الصواريخ في إيران إلى قواعد ومدن تحت الأرض لحمايتها من الهجمات الجوية، وقد تم الكشف عن هذه الاستراتيجية لأول مرة أثناء عرض صاروخ دزفول الباليستي العامل بالوقود الصلب.
وأكَّدت أنه في عام 2017، أعلن اللواء حاجي زاده عن بناء ثالث مصنع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ تابع لحرس الثورة. ومن الطبيعي أنه منذ ذلك الحين، ازداد عدد هذه المصانع تحت الأرض بشكل ملحوظ.
وأشارت إلى أن إنشاء مصانع صاروخية تحت سلاسل الجبال في إيران يوفّر لها حماية عالية من أقوى القنابل الخارقة للتحصينات، مثل القنبلة الأمريكية GBU-57 التي تملك قدرة اختراق تصل إلى نحو 60 مترا في عمق الأرض، علما بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية غير قادرة على حمل هذا النوع من القنابل، كما أن قنابلها الخارقة للتحصينات أقل قدرة من ذلك بكثير.
وأوضحت أن الخبرات المكتسبة من عمليات الوعد الصادق 1 و2 قد أدّت إلى قيام الحرس الثوري ووزارة الدفاع بتحسين قدرة التدمير ودقة الإصابة للرؤوس الحربية الصاروخية. ومن أبرز نتائج هذا التطوير ما جرى على صواريخ عماد وحاج قاسم، حيث تم تصميم صواريخ جديدة باسم اعتماد وقاسم بصير تتمتع بقدرات أكثر تطورا.

وكشفت أن الصور التي نُشرت عن إصابة صواريخ الحرس الثوري الإيراني لمدينتي تل أبيب وحيفا تُظهر بوضوح أن القدرة التدميرية ودقة الإصابة لصواريخ الحرس الثوري قد ارتفعت بشكل ملحوظ، وهو ما يدل على أن الهجمات الإسرائيلية لم تتمكن من وقف العمليات الصاروخية الإيرانية.
وفي الختام أوضحت الوكالة أن القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، من خلال إنتاج وتخزين كميات كبيرة من الصواريخ الباليستية داخل مدن محصنة تحت الأرض، قد نجحت في حماية قدراتها الهجومية الصاروخية من التهديدات الجوية المعادية وحتى من العمليات التخريبية، وهي حاليا بصدد تصعيد الهجمات على عمق الأراضي المحتلة واستهداف مواقع مهمة واستراتيجية تابعة لهذا النظام.