- زاد إيران - المحرر
- إيران, موسكو
- 79 Views

ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشر موقع “مشرق نيوز” الأصولي، السبت 29 مارس/آذار 2025، تقريرا ذكر فيه تصريحات كاظم جلالي، السفير الإيراني في موسكو، خلال مقابلة مع صحيفة “إيزفيستيا” الروسية.
أفاد جلالي، بشأن رسالة ترامب إلى القيادة الإيرانية، والتي تضمنت، وفقا للتقارير، مهلة زمنية لمدة شهرين، بأن المرشد الإيراني والرئيس ووزير الخارجية ردوا على مثل هذه الادعاءات، وأكدوا “أننا أمة لا تخضع للتهديدات ولا تدخل المفاوضات تحت الضغط”.
وأضاف أن من يدرس تاريخ حضارتنا سيجد أن إيران لم تدخل في مفاوضات من موقع ضعف أو تهديد. أعتقد أن ترامب بحاجة إلى التعمق في تاريخ إيران كي يفهم شعبها بشكل أفضل.
وأشار إلى أن “إيران صمدت طوال 45 عاما، وأنه لو كنا سنتنازل، لكنا قد فعلنا ذلك منذ زمن. لذلك، على ترامب أن يغير أسلوبه، وأن يخاطب الشعب والحكومة الإيرانية باحترام، خاصةً أن حكومتنا منبثقة من إرادة الشعب”.

لا تغيير يُلاحَظ في سياسات أمريكا
صرح جلالي حول ما إذا كان هناك أي مؤشرات على تغيير في نهج الولايات المتحدة، قائلا إن “المرشد الأعلى أكد أننا لن ندخل في مفاوضات طالما أن الأمريكيين يخاطبوننا بلغة التهديد والضغوط، لأن عروضهم الظاهرية للتفاوض ليست سوى خداع”.
وأوضح أن “الاستراتيجية الأمريكية تقوم على كلام ناعم، لكن أفعالهم قاسية، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا. وهذا ما أكده قائد الثورة الإسلامية”.
وأضاف أنه “لم نشهد أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة حتى الآن. ولكن، متى ما حصل تغيير حقيقي في نهجهم، يمكن عندها اتخاذ القرار المناسب وفقا للظروف”.
تنسيق المواقف بين إيران وروسيا والصين بشأن الملف النووي
أوضح السفير الإيراني لدى روسيا أن مسألة الوساطة الروسية غير مطروحة، لأن روسيا كانت جزءا من مجموعة 5+1 منذ بداية المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي، وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، استمرت موسكو ضمن مجموعة 4+1، وما زالت تلعب دورا رئيسيا في هذا الإطار.
وأضاف: “إننا نجري مشاورات منتظمة، وقد عُقد مؤخرا اجتماع ثلاثي بين نواب وزراء خارجية إيران وروسيا والصين في بكين، حيث أجرينا محادثات موسعة، وأصدرنا بيانا قويا مشتركا. لذلك، نحن على تواصل مستمر ونعتبر روسيا عنصرا مهما في هذا الملف”.

وأشار إلى أن روسيا تتبنى مقاربة متوازنة ومنسقة لحل القضايا المرتبطة بالبرنامج النووي، مؤكدا أن سفيري إيران وروسيا في فيينا يجتمعان بانتظام، مما يعكس التنسيق الوثيق بين البلدين.
وذكر أنه في 7 مارس/آذار 2025 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس”، أنه بعث برسالة رسمية إلى القيادة الإيرانية، يعرب فيها عن رغبة واشنطن في التفاوض مع طهران بهدف التوصل إلى اتفاق مختلف عن الاتفاق النووي السابق .
وأضاف أنه في 12 مارس/آذار 2025 وصل المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، إلى طهران على رأس وفد رسمي، حيث التقى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وقام بتسليم الرسالة الأمريكية الموجهة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأشار إلى أنه من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني، في تصريح لوكالة إرنا، أن إيران قدّمت ردها الرسمي على رسالة ترامب، حيث تم إرسال الرد في 26 مارس/آذار 2025 عبر سلطنة عمان.
وأوضح السفير أن الرد الإيراني جاء في رسالة تفصيلية توضح وجهة نظر طهران تجاه التطورات الجارية والرسالة الأمريكية. وأكد أن إيران ترفض المفاوضات المباشرة في ظل الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكنها لا تستبعد استمرار المفاوضات غير المباشرة، كما حدث خلال حكومتي الرئيس حسن روحاني وإبراهيم رئيسي.
وأشار إلى أنه في 28 مارس/آذار 2025، على هامش مسيرة يوم القدس العالمي في طهران، علّق وزير الخارجية الإيراني على الرسالة الأمريكية، قائلا: “لقد تلقينا الرسالة وقمنا بدراستها بدقة، حيث تضمنت مضامين مختلفة، بعضها يحمل طابعا تهديديا. ونحن لا نقبل أبدا لغة التهديد ضد الشعب الإيراني”.
وختم حديثه بالإشارة إلى قول عراقجي إنه في الوقت نفسه، يبدو أن الرسالة تحاول إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحا. لذا، قمنا بمناقشتها من جميع الجوانب، وتم إيصال الرد الإيراني إلى الجانب الأمريكي بالشكل المناسب.