السياسي الإصلاحي هاشمي طبا، يكشف خطط زعيم دولة الظل في إيران

كتبت: شروق السيد

نشرت صحيفة “إيران ملي” الإيرانية ، بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2024 حوارًا مع الناشط السياسي الإصلاحي هاشمي طبا، سلط خلاله الضوء على استراتيجيات زعيم دولة الظل في إيران سعيد جليلي وأتباعه، مشيرًا إلى القرارات التي اتخذها جليلي والتي أدت إلى خسائر مالية ضخمة لإيران، وأوضح طبا كيف أن جليلي، رغم وجوده في المجلس الأعلى للأمن القومي، يشكل حكومة ظل، كما يستخدم أنصاره وسائل التواصل الاجتماعي للهجوم على الحكومة الحالية.

يقول هاشمي طبا: “جليلي بقراراته المتعلقة بقضية كرسنت (هو عقد كان بين شركة نفط الهلال الإماراتية وشركة النفط الوطنية الإيرانية لتصدير الغاز إلى الإمارات، وقد حُكم على إيران بغرامات لعدم الالتزام بالعقد)، تسبب في خسائر بمليارات الدولارات لإيران، حتى أن الرئيس السابق أحمدي نجاد نفسه كان يعارض قرارات جليلي.”

ويقول جليلي: “أنا حكومة الظل”، ثم يلف علم العراق حول رقبته، في حين أنه عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي، حقًا لا أفهم هذه الأمور، ولا أفهم الكثير من هذه الأفعال” والآن، وبنفس المصطلح الذي يستخدمه جليلي “حكومة الظل”، السؤال هو: من أين أتى بهذه الحكومة؟”

“مهمة تلاميذ جليلي”

ويضيف طبا: “يواصل تلاميذ جليلي تدمير الحكومة على نطاق أصغر، فمحمود نبييان، عضو جبهة الاستقرار في البرلمان، هاجم حكومة بزشكيان في خطابٍ له، قال فيه: “تصريحات بزشكيان في جلسة التصويت على الثقة محض كذب، وبعض وزرائه المقترحين هم شركاء في جرائم قتل حركة “المرأة والحياة والحرية”، وثلاثة من وزراء بزشكيان لا ينبغي أن يحصلوا على الثقة”.” كما كتب أمير حسين ثابتي، نائب طهران في مجلس الشورى والقريب من سعيد جليلي، على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”: “الوفاق (شعار حكومة بزشكيان) لعودة النفاق”.

وقوات جليلي تقوم بنشاط كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تستخدم هذه المساحة ليس فقط للإعلان عن أنفسهم وعن جليلي، ولكن أيضًا لمهاجمة الحكومة.
ويُسعى فريق جليلي الرقمي إلى خلق صورة له كشخصية مؤثرة، مضطهدة، كفؤة ولا تستطيع الوصول، والتي خسرها الشعب الإيراني في هذه الانتخابات، لا يهم إذا كان بحجة عيد ميلاده، أو لقاءه بمجموعة من الأطفال والشباب، أو حضوره في مسيرة الأربعين، من الجدير بالذكر أن ما يقوم به جليلي قد تم تنفيذه عدة مرات من قبل شخصيات سياسية أخرى.

وأضاف طبا، بالنظر إلى مواجهة البلاد لمشكلة العقوبات، فإن اسم سعيد جليلي، والتيار الفكري المتشدد، وتنظيم حكومة الظل، سيظل مرتبطاً بما تسببوا فيه من عقوبات على إيران، والعراقيل التي وضعوها في طريق الاتفاق النووي ومنع تجديده.

ما هي خطة جليلي وأنصاره؟

وعن خطة جليلي وأتباعه يقول طبا: “ذكرت صحيفة “فرارو” في تقرير لها أن واحدة من الاستراتيجيات التي يتبعها فريق جليلي الرقمي وداعميه هي تسميته “الرئيس القادم لإيران”، لم يحددوا بعد كيف سيدخل جليلي إلى قصر الرئاسة، هل سيترشح للانتخابات المقبلة في عام 2028 كما في السابق؟ أم أنه يخطط لعام 2032؟ ومن بين الألعاب التي تدور، تتردد بعض الأحاديث عن إمكانية استبعاد بزشكيان، لكن هذه قد تبقى في إطار الهمسات الرقمية فقط، لكن على أي حال، لا توجد دلائل على عدم رغبة جليلي في المشاركة في الانتخابات المقبلة، ويمكننا أن نؤكد الآن أن الانتخابات في معسكر المتشددين (مؤيدي جليلي) لم تنته بعد، والتعليقات لا تزال في نفس المساحة، وربما لم يتمكنوا بعد من تقبل تحليلهم الخاطئ حول الفوز بنسبة مشاركة أقل من 50%.”

صناعة “عدو”

ويضيف طبا: “في هذه الأيام، لا يبدو أن معسكر الأصوليين هادئًا، فقد أصبحت الخلافات بينهم علنية، والبعض ينتقدون الثنائية السياسية بين المجموعات السياسية التي تدرك المشكلة وتفهم أن فكرة التآزر ومساعدة حكومة بزشكيان لا تعني انتزاع الهوية من الثورية أو نسيان الأهداف، ومع ذلك، فإن مصلحتهم في الوضع الحالي تكمن في بناء صورة معينة، ويحاولون صناعة عدو مبالغ فيه لتصبح لاحقًا هذه المجموعة السياسية بطلة مكافحة لهذا العدو؛ وهو نهج تجاري بحت.”

واليوم، يجلس هذا التيار على الشجرة ويقطع جذورها، ويريدون أن يوهموا الثوريين بأن خلف الكواليس، قد جرت صفقات وأحداث تعني التخلي عن الأهداف وتراجع الأفكار الثورية، وأنكم ضحايا هذه الصفقات، أما نحن فكلاهما ضحيتك ومنقذك؛ وهي ادعاءات لا علاقة لها بالواقع.