- زاد إيران - المحرر
- ترجمات
- 48 Views
ترجمة: يارا حلمي
نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا“، الجمعة 28 مارس/آذار 2025، تقريرا حول انضمام الزورق السريع “سومار” إلى الحرس الثوري.
تناولت الوكالة شرحا مفصلا لكل أنواع الزوارق السريعة واستخداماتها، وكذلك أهمية امتلاك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القوة الدفاعية.
أهمية امتلاك زوارق سريعة
ذكرت الوكالة أن الخليج العربي ومضيق هرمز (يقع بين الخليج العربي وبحر عمان) يشكلان أحد أهم الممرات المائية في العالم، نظرا إلى أهميتهما الاستراتيجية وتأثيرهما المباشر على القضايا الاقتصادية والسياسية والاتصالات الدولية.
وأشارت إلى أن هذين الممرين يتمتعان بمكانة خاصة على المستويين الإقليمي والدولي من الناحية الأمنية، وهو ما جعل الحاجة تبرز منذ سنوات الحرب العراقية الإيرانية إلى امتلاك زوارق سريعة مجهزة بالصواريخ والأسلحة الخفيفة، نظرا إلى مرونتها العالية وسرعتها الكبيرة، ما يجعل استهدافها أمرا صعبا، إضافة إلى قدرتها على المناورة السريعة ومهاجمة السفن والبوارج الأجنبية وإلحاق خسائر جسيمة بها.
وتابعت أنه تزامنا مع اقتراب يوم القدس العالمي، ودعما للشعب الفلسطيني، نظمت إيران يوم الخميس 27 مارس/آذار 2025، عرضا بحريا بمشاركة 3 آلاف قطعة بحرية عسكرية ومدنية على امتداد موانئ الخليج العربي وسواحل مكران وبحر قزوين.
وأشارت الوكالة إلى أن قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، علي رضا تنكسیری، أكد خلال مشاركته في العرض البحري، أن “عناصر الباسيج البحري، الذين يمتطون زوارق الإيمان، يقفون إلى جانب قائدهم الشجاع، وسيحولون البحر إلى جحيم للصهاينة، ويمحون إسرائيل من الوجود”.
أنواع الزوارق السريعة واستخداماتها
قالت الوكالة إن زورق “عاشوراء” السريع يشكل الأساس الأولي لقوة الحرس الثوري البحرية، حيث أطلق هذا الاسم على الزوارق التي يتراوح طولها بين 6 و8 أمتار، كما أن هذه الزوارق كانت في البداية مزودة بأسلحة خفيفة، وكان أقصى تسليح لها قاذفات صواريخ من عيار 107 ملم (ميني كاتيوشا).
وتابعت أن فئة “طارق” تأتي بعد “عاشوراء”، حيث تتميز بحجم أكبر، بينما تعد زوارق “ذو الفقار” نموذجا أكثر تطورا، إذ تم تجهيزها بصواريخ هجومية، كما أنه خلال الحرب العراقية الإيرانية، امتلك الحرس الثوري زوارق من فئتي “عاشورا” و”طارق” فقط، لكنه نجح عبرهما في تنفيذ 6 عمليات عسكرية ناجحة رغم الخسائر البشرية التي بلغت 9 شهداء.
وأضافن أنه في 17 أبريل/نيسان 2015، تسلم الحرس الثوري عشرات الزوارق السريعة من فئات “عاشورا”، “ذو تلفقار”، وزوارق دورية للإنقاذ، وذلك خلال مراسم أقيمت بميناء بندر عباس، حيث إن هذه الزوارق تم تصميمها وتصنيعها من قبل منظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
كما ذكرت أن زورق “ذو الفقار” يعد أحد أكثر الزوارق الهجومية قوة ضمن أسطول الحرس الثوري، حيث صمم خصوصا لتنفيذ هجمات سريعة ضد السفن المعادية، كما أنه يتميز بقدرته على أداء مهام الدوريات البحرية والهجمات السريعة.
وأشارت إلى أن زورق “يا مهدي” السريع، الذي يستخدم في مهام المراقبة والدوريات البحرية، يتميز بكونه غير مأهول، كما أنه مزود بحساسات متطورة ويمكن التحكم فيه عن بعد، ما يسمح له بالاقتراب من السفن المعادية دون تعريض المشغلين للخطر.
وأضافت أن هذا الزورق يتمتع بالقدرة على الإبحار في المياه الهائجة، كما أنه مجهز بثلاث منصات لإطلاق الصواريخ.
وقالت الوكالة إن زورق “سراج” السريع هو أحد الزوارق الهجومية التابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري، وهو مزود بقاذفات صواريخ هجومية، ما يجعله إحدى الوسائل الفعالة في تنفيذ عمليات بحرية هجومية.
أما زورق البرق “آذرخش” السريع فينتمي إلى فئة الزوارق خفيفة الوزن ذات الهيكلين والمزودة بالصواريخ، وهذا الزورق يبلغ طوله 22 مترا، ويمكنه الوصول إلى سرعة 50 عقدة بحرية (ما يعادل 93 كيلومترا في الساعة)، مشيرة إلى أن هذه السرعة تمنحه قدرة متميزة على تنفيذ عمليات دوريات سريعة في سواحل الخليج العربي.

وتابعت أن الزوارق من فئة “تندر” تعد من القطع البحرية الرئيسية في الخدمة لدى القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث إن هذه الزوارق شهدت تحديثات في أنظمة التوجيه الناري، حيث زودت بمدفع أمامي من عيار 30 ملم، إضافة إلى أربع منصات إطلاق صواريخ “C-801” في القسم الخلفي، كما تم تسلم 10 زوارق من هذا الطراز في مايو/أيار 1997.
وأشارت إلى أن زورق “نواب” السريع، الذي يستخدمه الحرس الثوري، يتميز بوجود رادار مثبت على سطحه داخل غطاء كروي الشكل، كما أنه مزود بمنظومة إطلاق عمودي للصواريخ المضادة للطائرات من طراز “زوبين”، والتي يبلغ مداها 25 كيلومترا.
وقالت الوكالة إن الحرس الثوري بدأ في استخدام جيل جديد من زوارق “عاشوراء” السريعة، التي جرى تزويدها بصواريخ كروز وأسلحة طوربيدية.
وأضافت أن هذه الزوارق ليست سوى جزء من ترسانة الزوارق السريعة التي يمتلكها الحرس الثوري، حيث شهدت هذه القوة منذ عام 2020، طفرة في تسليح أسطولها البحري بزوارق مسلحة بصواريخ كروز وطوربيدات، فضلا عن أنظمة رادار واتصالات وحرب إلكترونية، إلى جانب منصات صاروخية ساحلية، كما أن الحرس الثوري تسلم أعدادا كبيرة من الزوارق السريعة خلال احتفالات رسمية مختلفة منذ ذلك العام وحتى اليوم.
وذكرت الوكالة أنه في 5 سبتمبر/أيلول 2022، انضمت إلى القوات البحرية للحرس الثوري قطع بحرية جديدة، من بينها السفينة القتالية “الشهيد سليماني”، وزورقا صاروخيا من فئة “الشهيد روحي”، وآخر من فئة “الشهيد دارا”.
وتابعت أن السفينة “الشهيد سليماني” تتميز بتصميم شبحي يقلل من بصمتها الرادارية، كما أنها مجهزة لتنفيذ عمليات بحرية في المياه البعيد، حيث أن السفينة تمتلك قدرة عالية على المناورة، حيث تتميز بنصف قطر دوران أقل مقارنة بسفن أخرى من فئتها، وهو ما يمنحها تفوقا تكتيكيا في العمليات الهجومية والدفاعية.
وأشارت الوكالة إلى أن الحرس الثوري بدأ في تسلم زوارق “كاتاماران” الحديثة، وهي زوارق صاروخية ذات هيكل مزدوج، تتميز بقدرتها على الإبحار في المياه الضحلة التي لا يتجاوز عمقها مترين.
وأضافت أنه في 28 فبراير/شباط 2025، انضم إلى القوات البحرية للحرس الثوري الزورق السريع “حيدر 110″، والذي يبلغ طوله 14 مترا، وعرضه 4.3 أمتار، وارتفاعه 2.8متر، حيث أن مدى هذا الزورق يصل إلى 350 ميلا (650 كيلومترا)، وهو مزود بصاروخين كروز متوسطي المدى من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية.
تطور متسارع في القدرات الدفاعية
قالت الوكالة إن الزورق السريع “سومار” كان من بين القطع البحرية الحديثة التي انضمت إلى القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، حيث أن هذا الزورق، الذي يبلغ طوله 16 مترا، تم تصنيعه داخل شركة معرفية محلية، ويتميز بقدرته على بلوغ سرعة 80 عقدة بحرية، مع الاحتفاظ بإمكانية إطلاق الصواريخ أثناء الحركة بهذه السرعة العالية.
وتابعت أن هذه المنظومات عززت بشكل كبير قدرة الحرس الثوري على حماية الحدود البحرية، حيث إن هذه المعدات لا تمثل سوى جزء مما تم الكشف عنه من قدرات القوات البحرية للحرس الثوري، مؤكدة أن عمليات التحديث المستمرة تسهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات البرية والدفاع الجوي والجوية والبحرية، بما يتيح لها تنفيذ مهامها بأعلى درجات الكفاءة.
أهمية الذكاء الاصطناعي في القوة الدفاعية
وذكرت أن حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، شدد على أن الضعف في مواجهة التحديات يعني الزوال، مؤكدا ضرورة امتلاك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت اليوم عاملا أساسيا في معادلات القوة العالمية.
وتابعت أن علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية للحرس الثوري، أكد أن الاستراتيجية الأساسية لهذه القوة تتمثل في تعزيز القدرات القتالية لمواجهة ما وصفه بـ”الاستكبار العالمي”، معتبرا أن النصر في هذه المواجهة أمر حتمي، لأن “النصر حليف من يتوكل على الله”.
وأضافت أن توطين الصناعات العسكرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال المعدات الدفاعية، لا سيما في القطاع البحري، يشكل دليلا واضحا على فشل الدول الغربية في فرض الضغوط على إيران أو تقويض روح العمل والتطوير داخل البلاد.