- زاد إيران - المحرر
- ترجمات
- 76 Views
ترجمة: يارا حلمي
أجرت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية الإصلاحية، يوم الثلاثاء 18 مارس/آذار 2025، حوارا مع مرتضى مكي، المحلل السياسي في العلاقات الدولية، ناقشت فيه معه رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إيران، واستهداف الجيش الأمريكي مواقع الحوثيين في اليمن.
حيث أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة رسمية إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي، تحفظت إيران على الكشف عن فحواها، وقد تم تسليم هذه الرسالة عبر مبعوث إماراتي “أنور قرقاش” (وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية) الذي حملها إلى طهران.
نص الحوار:
ما هدف ترامب من كتابة رسالة إلى إيران؟
كلما مرّ الوقت، أصبحت مواقف ترامب أكثر وضوحا وشفافية في مختلف القضايا، وأصبحت الإشارات الصادرة عنه وعن فريقه بشأن الأزمات العالمية تحظى باهتمام أكبر.
أما في ما يتعلق بحرب أوكرانيا، وانسحاب أو انضمام الولايات المتحدة إلى بعض الاتفاقيات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية، أو مواقفه الاقتصادية والعسكرية تجاه أوروبا، يتضح أن ترامب يسعى بجدية أكبر لتحقيق شعار “أمريكا أولا” مقارنة بالماضي.
لذلك، فهو يعبر عن تصوراته بشكل عملي أكثر سواء تجاه حلفاء أو خصوم الولايات المتحدة على المستوى العالمي، وينطبق هذا النهج أيضا على إيران، حيث يسعى ترامب إلى تقليل أو قطع التكاليف التي تتحملها أمريكا بسبب حلفائها والأزمات العالمية.
بالتالي، يمكن تفسير رسالته إلى إيران في هذا السياق، إذ إنها تأتي ضمن خطته لخفض النفقات الأمريكية وتنفيذ سياساته الخارجية بطريقة أكثر اقتصادا وفاعلية.

ماذا يعني الهجوم على اليمن في الوقت الذي أُرسلت فيه رسالة إلى إيران؟
إذا كان ترامب يتبنى استراتيجية تجنب الحرب، فعليه التفاوض مع إيران، وفي كل الأحوال، فإن حالة “لا حرب ولا سلام”، رغم أنها قد تمنع تدهور الأوضاع إلى حد معين، فإنها نادرا ما تؤدي إلى نتائج أو إنجازات ملموسة في مواجهة الأزمات.
كما أن الواقع أن السياسة الخارجية لإيران، إضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة عليها في السنوات الأخيرة، قد كبّلت الاقتصاد الإيراني وجعلته يواجه تحديات وصعوبات جدية.
لهذا وفي ظل هذه الظروف، يجب على الخبراء والمحللين في مجال السياسة الخارجية دراسة وتحليل القضايا التي يمكن طرحها على طاولة المفاوضات مع ترامب.
ماذا سيكون رد إيران على رسالة ترامب بشأن التفاوض في ظل الظروف الحالية؟
إن القيادة الإيرانية رفضت التفاوض مع ترامب، ولن تكون هناك مفاوضات في المدى القريب.
كما أن أحد المحاور الرئيسية التي ركّز عليها مسعود بزشكيان (الرئيس الإيراني) خلال حملته في الانتخابات الرئاسية، كان إلغاء العقوبات الدولية، وحل التحديات المتعلقة بالسياسة الخارجية، وبناء تفاعل إيجابي مع الدول الغربية.
بالتالي فإن النقطة المهمة في الوضع الحالي هي أن الأشخاص الذين يتولون الآن وزارة الخارجية هم أنفسهم الذين كانوا مشاركين في مفاوضات الاتفاق النووي خلال حكومة روحاني، وقد ينظر بزشكيان وفريقه في الخارجية إلى رسالة ترامب بجدية أكبر.
كما أن الادعاء بأن التفاوض مع ترامب هو علامة ضعف ليس دقيقا تماما، لأن قرار إيران بشأن التفاوض أو عدمه يعتمد على مصالحها الوطنية، وإيران تمتلك أدوات وإمكانات مهمة للعب دور في المنطقة، والولايات المتحدة مدركة لذلك.
صحيحٌ أن إيران قد تتبنى سياسات وأساليب مختلفة نتيجة للتغيرات الإقليمية، لكن هذا لا يعني أن الوضع الحالي دائم أو أن إيران يجب أن ترفع راية الاستسلام وتقبل بكل مطالب الطرف الآخر.
ما التوقعات بشأن هذا الملف بعد رفض القيادة الإيرانية للتفاوض؟
الواقع الحالي للبلاد لا يسمح بإعطاء أهمية للآراء والتصرفات غير العقلانية والعاطفية. وبدون شك، التفاوض مع ترامب يتطلب إجماعا وطنيا، ومن دون هذا التوافق لا يمكن لإيران أن تدخل المفاوضات وهي في وضع قوي، فإذا ركّز بزشكيان على هذه المواقف العاطفية، فقد تضيع الفرص واحدة تلو أخرى، بينما الوقت المتاح محدود للغاية.
خلال مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، كان لدى إيران فرصة لمدة عامين للوصول إلى اتفاق شامل مع الدول الغربية، أما في الوضع الحالي، فلا تملك إيران هذا الوقت الكافي، حيث ستنتهي صلاحية القرار 2231 في أكتوبر/تشرين الأول، من العام المقبل.
لذلك، فإن إضاعة الفرص الدبلوماسية قد تعني خسارتها إلى الأبد، وإذا كانت هناك إمكانية حقيقية حاليا للتوصل إلى اتفاق مناسب مع الأوروبيين والولايات المتحدة، فيجب بذل كل الجهود لإنهاء العقوبات.
كما أن الأساس لأي قرار في هذا السياق هو المصلحة الوطنية فقط، ويجب تجنب التشدد والتطرف في المواقف، لأنه لا يمكن التعامل مع هذا الملف بنظرة غير متخصصة.
إضافة إلى ذلك فإن حكومة بزشكيان لا تسعى للحرب، وبالتالي يجب أن تكون الدبلوماسية الإيرانية نشطة في الظروف الحالية.
ما هو وضع إيران بعد انتهاء الاتفاق النووي (برجام)؟
كان لدى فريق التفاوض الإيراني في عام 2015، ظروف جيدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، حيث كانت إدارة أوباما (رئيس أمريكا الأسبق من 2009 إلى 2017) وفريقها التفاوضي يسعيان لمراقبة البرنامج النووي الإيراني من خلال المفاوضات.
أما في الوضع الحالي، فأصبحت ظروف التفاوض أكثر صعوبة من السابق. لا شك في أن إدارة ترامب مؤيدة لإسرائيل ومعادية لإيران، ومع ذلك، فإن ترامب وفريقه يسعون لتحقيق أولوياتهم وبرامجهم الخاصة، ولهذا السبب أرسل رسالة إلى إيران.
لذلك فإن الأولوية الأولى لترامب هي شعار “أمريكا أولا”، وهذا يعني أنه قد يتراجع عن بعض مواقفه التي أعلنها خلال حملته الانتخابية.
ورغم ذلك، هناك جانب إيجابي يتمثل في أن إجماعا داخلي
ا داخل الولايات المتحدة بشأن التفاوض مع إيران قد يكون أسهل مما كان عليه في عهد أوباما، لأن الكونغرس الأمريكي الآن تحت سيطرة الجمهوريين، مما قد يسهل التوصل إلى اتفاق داخلي حول مسار المفاوضات مع إيران.