المسار النووي الإيراني يترنّح والثقة بالمفاوضات تنهار تحت نيران الهجوم الإسرائيلي

نشرت صحيفة شرق الإصلاحية، السبت 14 يونيو/حزيران 2025، تقريرا أفادت فيه بأن الهجمات غير المسبوقة التي شنّها النظام الإسرائيلي فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025 على الأراضي الإيرانية، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من القادة العسكريين الكبار والعلماء النوويين والمدنيين، قد أدخلت أجواء الملف النووي الإيراني في حالة من التوتر الشديد. 

وأضافت الصحيفة أن هذه الهجمات، التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها جزء من عملية واسعة النطاق تحت اسم “الأسد الصاعد” ضد البرنامج النووي الإيراني، كان لها صدى واسع على المستوى الدولي، خاصة في ما يتعلق بمسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن مصير الجولة السادسة من هذه المفاوضات بات موضع شكّ كبير بعد هذا الهجوم.

الضوء الأخضر من ترامب لهجوم إسرائيلي على إيران

أوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول رد فعل رسمي له بعد العدوان الذي شنّه النظام الإسرائيلي، كتب على شبكته الاجتماعية “تروث سوشال”، مجدِّدا موقف إدارته الداعي إلى حل دبلوماسي للنزاع النووي الإيراني.

وقال ترامب: “ما نزال ملتزمين بحل دبلوماسي لقضية إيران النووية. وقد أُعطيت التعليمات للحكومة بالتفاوض مع إيران. وبإمكانهم أن يكونوا دولة عظيمة، لكن عليهم أولا أن يتخلّوا تماما عن الأمل في الحصول على سلاح نووي”.

وأفادت الصحيفة بأنه رغم هذا الموقف، أقرّ ترامب في التصريحات ذاتها بأن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجمات قبل وقوعها، كما أنها زوّدت النظام الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، بمخزونات من أنظمة الدفاع الجوي. وأكد أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب تل أبيب إذا اقتضت الحاجة.


إلغاء الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة!

قالت الصحيفة إنه في مقابل مزاعم ترامب وتشديده على مواصلة التفاوض، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من المسؤولين الإيرانيين بشأن مصير الجولة السادسة من المفاوضات، غير أن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، صرّح في حديث مع قناة خبر بأن الولايات المتحدة كانت هي الطرف الرئيسي الذي طلب استئناف المفاوضات.

  وأبرز أن إيران شاركت في هذا المسار بسعة صدر، بهدف تجنّب خلق أجواء متوترة عسكريا. ولكنه أشار إلى أنه، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة والعدوان الصريح من قبل النظام الإسرائيلي، لا يبدو أن الجولة السادسة من المفاوضات – التي كان من المزمع عقدها في سلطنة عُمان – ستُعقد بعد الآن.

شدد على أن ما أقدم عليه الإسرائيليون في الآونة الأخيرة يُعد تجاوزا للخطوط الحمراء، الأمر الذي أفرغ المفاوضات من مضمونها. وشدد على أن إيران، إلى جانب التزاماتها ضمن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، لا تفكر في إنتاج قنبلة نووية، لافتا إلى أن فتوى المرشد الأعلى الإيراني واضحة في هذا الشأن، وأن المنظومة الدفاعية لإيران لا تعتمد على السلاح النووي.

إرسال رسالة من إيران إلى مجلس الأمن

نوَّهت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وجَّه رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، وصف فيها الهجوم الإسرائيلي بأنه إعلان حرب ضد إيران، وطالب بإجراء عاجل إزاء هذا العدوان غير المسبوق.
وأبلغ أن النظام الإسرائيلي، قام من خلال تصعيد متعمّد وغير مدروس للأزمة، بشنّ سلسلة من الهجمات العسكرية المنسقة ضد المدن، والمنشآت النووية السلمية، والقادة العسكريين، والمدنيين الأبرياء.

وأوضحت الصحيفة أنه من جهة أخرى، انشغلت الساحة الإعلامية الإيرانية بتغطية استشهاد كبار القادة العسكريين وأحد العلماء النوويين، ما جعلها منصّة لتحليلات وتقارير تُركّز على فشل المسار الدبلوماسي وتراجع الثقة به.

وأفادت بأن “استشهاد هؤلاء خلال الهجمات الأخيرة التي نفّذها النظام الإسرائيلي، قد أسهم في تعميق الشكوك لدى الرأي العام الإيراني بشأن مشروعية التفاوض مع الجانب الأميركي، وطرح تساؤلات جدية حول جدوى الاستمرار في هذا المسار”.

وأبرزت أنه بصورة عامة، ومع تصاعد التوترات الأمنية، وتزايد حدة المواقف الأميركية والإسرائيلية، إلى جانب الردود الداخلية الحازمة، تتكاثف المؤشرات التي تدل على أن آفاق الجولة السادسة من المفاوضات في عُمان قد تراجعت بشكل كبير، وأصبحت عمليا دون جدوى.

وفي الختام بيَّنت الصحيفة أن الضربات الأخيرة أدخلت المسار الدبلوماسي في أزمة عميقة، ويمكن القول إن المفاوضات دخلت، في ظل الظروف الراهنة، نفقا مسدودا غير مسبوق، حتى وإن بقي عنصر المفاجأة قائما، ولا يمكن استبعاد أي تطورات مستقبلية.