- محمود شعبان
- 7 Views
ترجمة: شروق حسن
في حوار خاص مع وكالة “خبر أونلاين” الإيرانية، السبت 21 يونيو/حزيران 2025، اعتبر الملحن والعازف ومدرّس آلة التار الإيراني، محسن نفر، أن الهجوم الوحشي الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية سيكون حافزا قويا لإنتاج أعمال فنية خالدة تعبّر عن شوق الناس للدفاع عن الوطن وترابه.
إذ ذكر نفر أن إسرائيل قد قدّمت بكل حماقتها وخبثها، خدمة عظيمة لإيران من جهات متعددة، برأيي، قد حدثت عدة أمور إيجابية نتيجة هذا الهجوم وهذه الحماقة.
وأضاف أن ذلك أدى إلى أن يفهم العالم قدرة إيران وقوة قواتها المسلحة، وإذا كانت إيران تقول دائما إننا أقوياء ولا يجرؤ أحد على انتهاك حرمة هذه الأرض، فإن العالم اليوم أدرك أن هذا الكلام لم يكن مجرد ادّعاء ومبالغة، وإنّما حماقة إسرائيل وحدها كانت قادرة على إثبات هذه الحقيقة للعالم.
من هذه الناحية، فإنّ إيران ليست دولة تسعى إلى الحرب، ولم تكن قط البادئة بأي حرب، والآن فقد بات ادعاء إيران المرتكز على قوتها العسكرية واضحا للعيان، وأصبح العالم مدركا لهذه الحقيقة.
التدخل الأجنبي
وتابع محسن نفر أن “النقطة الثانية هي أن هذه الحادثة أدت إلى الوحدة والتضامن، والمحبّة والألفة بين أبناء شعبنا، (يُؤسف على إيران أن تُخرَّب وتصبح مأوى للنمور والأسود)؛ إنّ إيران مصدر أسف للجميع إن وقعت بيد الأعداء، حتى وإن كانت هناك خلافات وانتقادات داخلية، إلا أن الجميع، بسبب ما لديهم من تعلق وارتباط وجودي عميق بإيران، لا يقبلون أبدا أن تُحلّ خلافاتهم عبر تدخل الأجانب، ولا سيّما من قبل نظام غير شرعي وخبيث”.

وأضاف: “هذا فضلا عن أنهم لا يحلون أي مشكلة، بل يضاعفون المشكلات إلى آلاف المرات، إن ثاني أوجه الخير التي جاء بها هذا العدو، هو أن التلاحم بين الناس قد أُحيي، وأن المودة والرحمة قد أخذت مكانها، ونرى الآن في المجتمع أن العديد من فئات الشعب المختلفة، من أطباء وتجار وغيرهم، يعملون مجانا من أجل الناس”.
الوطن وتراب إيران
وتابع بالقول في إشارة إلى دور هذه الأحداث في إبداع أعمال فنية من قِبل الفنانين الملتزمين: “النقطة التالية هي أن هذه الواقعة تُفضي إلى كثير من الإبداعات في المجال الفني.
ففي مجالات الشعر، والفنون التشكيلية، والسينما، والموسيقى، وغيرها، رأينا أن بعض الأعمال التي أُنتجت على نحو تعبيري وشعاري قد أثارت بشدة شوق وحنين الناس إلى الدفاع عن التراب والوطن وإيران.
ولو لم تقع هذه الخباثة والحماقة، لما كانت هذه الأعمال الفنية قد أُنتجت حتى الآن، علما بأن هذا ليس سوى البداية، وستُنتَج العديد من الأعمال المهمّة والخالدة على خلفية هذا الاعتداء على تراب إيران”.
وأردف أن “هناك مسألة مهمة أخرى وقعت هي التقدير والاعتراف بمنزلة القائد الأعلى للثورة، حيث أدرك الجميع مكانته حق الإدراك، وفهموا حكمته وتبصّره وبُعد نظره، وتبيّن لهم أن ما قاله حتى الآن قد تحقق في الواقع وظهر للعيان.
كما أن العالم بأسره أدرك هذا البُعد الاستشرافي، وتبيّن له أن هذا القائد لا يُقارن بأي قائد آخر في العالم”.
وقال محسن نفر إن هذه القضية أدّت أيضا إلى توحيد جميع شعوب العالم على رفض خباثة إسرائيل، وتوجيه التحية لإيران على هذا الدفاع البطولي.
وتابع بالقول إن “شعوب العالم بأسرها تتناغم الآن مع إيران وتؤيدها، وقد أدّى ذلك إلى تعزيز مصداقية إيران ورفع شأنها في العالم، حيث تلاشت جميع مؤامرات التخويف من إيران ومن الإسلام التي يحيكها الأعداء.
وأدرك العالم كله أن الورم السرطاني هو إسرائيل، وأن إيران وحدها هي القادرة على استئصال هذا الورم، وبرأيي، فإن دعم شعوب العالم لإيران سيزداد أكثر فأكثر، وستُثبت حقانية إيران للجميع”.
“على المسؤولين أن يُقدّروا الشعب”
وأضاف أن “النقطة التالية أيضا هي أن هذه كانت فرصة جيدة لكي يُدرك المسؤولون أكثر من أي وقت مضى قيمة هذا الشعب، وأن يعلموا أن هذا الشعب، كما قال الخميني: هم أولياء نعمتهم، وهم جديرون بالاحترام والمكانة، وكلما قُدّمت لهم خدمات، فإن ذلك لا يزال قليلا بحقهم”.
وفي ختام كلماته، قال محسن نفر إن “هذه الظروف قد شكّلت أيضا فرصة كي يدرك المسؤولون والمعنيون بالشأن العام مواطن القصور والحلقات المفقودة في خدمة الشعب. وكما رأينا، فقد تمكنوا في هذا الظرف الحربي من توفير إمكانات وظروف ومواقع مناسبة لتحسين معيشة الناس، وفي الوقت نفسه، تهدئة الأجواء النفسية والمعنوية للمواطنين”.