الوحدة في زمن المواجهة.. إيران تحشد الداخل في معركتها مع إسرائيل

في تقرير نشرته صحيفة آرمان ملي الإيرانية بتاريخ الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025، أكّدت الصحيفة أن الوحدة الوطنية تمثّل اليوم حجر الأساس في مواجهة التهديدات الخارجية، لا سيما مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وسلّط التقرير الضوء على المواقف الرسمية التي تدعو إلى التلاحم الداخلي، معتبرا أن التجربة التاريخية خلال الحرب الإيرانية العراقية تثبت أن وحدة المجتمع هي السلاح الأقوى في وجه الأعداء.

ذكرت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن السياسة الخارجية والسياسة الداخلية قد لا تبدوان مرتبطتين ارتباطا مباشرا على الورق، لكن لا يمكن فصل هذين العنوانين عن بعضهما البعض، فعندما تتعرض أمة لهجوم، فإن ما يهزم الأعداء هو وحدة المجتمع.

وتابعت أن تجربة الحرب التي دامت ثماني سنوات بين إيران والعراق تُعدّ مثالا واضحا؛ فعلى الرغم من الدعم الواسع الذي تلقّاه العراق من العديد من الدول، فإن الوحدة والتلاحم الداخلي في إيران مكّناها من الصمود في وجه أحدث الأسلحة.

 واليوم، تعود هذه التجربة لتكون سندا لإيران وقواتها المسلحة، بهدف إخراج العدو الإسرائيلي من المعادلة، واعتقدت العديد من الدول الغربية أن احتجاجات عام 2022 والفجوة التي نشأت بين الحكومة والشعب ستمنحها فرصة لتأجيج هذا الانقسام الثنائي، ومن ثم تحقيق أهدافها؛ لكن في الوقت الذي بلغ فيه الصراع بين طهران وتل أبيب ذروته، يُسمع من داخل البلاد صوت الوحدة والتلاحم.

وأضافت أن الصحيفة أجرت مقابلة في هذا السياق مع أحد نواب مجلس الشورى، حيث أكد أن التلاحم والوحدة هما مفتاح دحر الأعداء.

الاتحاد رمز النصر

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن “مهرداد لاهوتي، عضو مجلس الشورى، قال في رده على سؤال حول مدى الحاجة إلى الوحدة الوطنية في المرحلة الراهنة أن في البداية، لا بد من الإشارة إلى مبادرة مسعود بزشكيان بشأن الوفاق. 

لقد تمكّن رئيس الجمهورية من جمع بعض التيارات السياسية حوله من خلال شعار الوفاق والتلاحم، وعلى الرغم من التحديات والخلافات، ما زلنا نرى أن الحكومة تواصل التأكيد على هذا النهج، وهذا يدل على أن الحكومة الآن مهيّأة لاحتضان شعب يسعى إلى الاتحاد في مواجهة العدو».

وتابع لاهوتي بالقول: “ينبغي أن نتذكّر أن الشعب الإيراني، خلال الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات، أظهر اتحادا لا مثيل له، وسنثبت من جديد، في مواجهة عدونا التاريخي أي الاحتلال الإسرائيلي، مدى تلاحمنا أمام العالم. 

كما يسعى البرلمان الإيراني، من خلال تعبئة جماهيرية، إلى تعزيز هذه الوحدة، يجب أن نحذر من أي مساس بالوحدة التي تحققت داخل البلاد.

 ولحسن الحظ، فقد أبدت حكومة السيد بزشكيان تعاونا جيدا، ولم يسبق لأي حكومة أن حصلت على هذا المستوى من الدعم من باقي مؤسسات الحكم، وهذه الوحدة تتجلّى في مثل هذه اللحظات الحساسة».

وأضافت أن لاهوتي شدد على أن الوحدة هي سرّ انتصار إيران، مضيفا: “إسرائيل تواصل ممارساتها اللاإنسانية بدعم من أمريكا وأوروبا، لكن الشعب الإيراني هو من سيقف في وجه غطرسة وعدوان هذا العدو، وسنهزمه”.

وذكرت الصحيفة  أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمته يوم الاثنين 17 يونيو/حزيران 2025 أمام البرلمان الإيراني، أشار إلى تلاحم الشعب الإيراني، قائلا: «الأعداء يخافون من أولئك الذين يفهمون، ويعرفون، ويقفون بثبات، لا من أولئك الجاهلين والذين باعوا أنفسهم، نحن واقفون حتى آخر رمق من أجل هذه الأرض، ومن أجل الشعب والمعتقد، ولا نخشى شيئا. 

نطلب من أبناء شعبنا العزيز أن يصمدوا في وجه المشاكل التي تسبّب بها هذا النظام المتوحش، وسنقوم بكل ما في وسعنا كي لا تواجه جماهيرنا أي مشكلات في المعيشة، والحياة، والعلاج، والدواء؛ سنبذل كل ما نملك، وكل الأخوة والأخوات في نظام الصحة هم إلى جانب الناس، نحن نُعلن أننا خدّام لهذا الشعب وعبيد له في الخدمة».

وأضافت أن الرئيس الإيراني بزشكيان تطرّق أيضا إلى البرامج الدفاعية، موضحا: “لسنا نسعى وراء القوة والاستبداد والهيمنة، بل لقد أعلنا الأخوّة مع كل الدول الإسلامية، ونحن إخوة، إسرائيل تريد أن تضرب المسلمين واحدا تلو الآخر، ثم تفرض عليهم كل نواياها الخبيثة، ولهذا السبب، يجب على كل الدول الإسلامية أن تتكاتف اليوم».

وتابعت أن بزشكيان قال: “لقد تم التصويت الأحد 15 يونيو/حزيران 2025K في مجلس الشيوخ الباكستاني على الوقوف إلى جانب إيران في مواجهة السياسات القبيحة لإسرائيل، وسيكونون معنا في كل المواقع التي تستدعي الأمر. 

وكما كانت كل المساجد وكل الأحياء خلال الحرب قواعد للمقاومة، اليوم أيضا يجب أن تتضافر الأيدي في كل حيّ وكل قاعدة لحل مشاكل الشعب، لا ينبغي أن ننتظر الحكومة، بل على كل فرد، أينما كان، أن يكون هو الحكومة، وأن ينهض لمساعدة الآخرين في كل ما يمكن، علينا أن نضع الشكاوى جانبا، وأن نصمد، شعبنا العزيز سيقف دفاعا عن هذه الأرض، وعن تاريخه الذي يمتد لآلاف السنين”.