اليوم الخامس من «الوعد الصادق 3».. تصعيد إيراني غير مسبوق يربك إسرائيل ويستدعي مواقف عربية ودولية

Israel guerre degats 4


نشرت صحيفة آرمان ملي الإيرانية، في عددها الصادر يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025، تقريرا موسعا تناولت فيه تفاصيل الموجة الأخيرة من عمليات “الوعد الصادق 3” التي شنّها الحرس الثوري الإيراني فجر الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025 ضد مواقع استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة.

إلى جانب استعراض ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذا التصعيد، واعتبرت الصحيفة أن الرد الإيراني جاء بمثابة إثبات جديد على قدرات طهران العسكرية.

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي”، أن الهجوم الغادر الذي شنّه النظام الإرهابي الإسرائيلي فجر يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، على الأراضي الإيرانية، والذي أسفر عن استشهاد عدد من القادة والعلماء النوويين والمواطنين العاديين، كان إعلان حرب رسميا على إيران.
وتابعت أن “هذا الهجوم قوبل بمقاومة ومواجهة حازمة وشديدة من قِبَل بلدنا، وتلقّى العدو الإسرائيلي ضربات قاسية في هذا المسار”.

وأضافت أن مرور الوقت يؤكد بشكل متزايد للمجتمع الدولي اقتدار إيران العسكري، بما يثبت أن حديث إيران عن الردع الدفاعي ليس كلاما مبالغا فيه.

 وأشارت إلى أن المواجهة مع إسرائيل تبرهن على حجم قدرة إيران في التصدي لعدوان الأعداء على تراب الوطن.

 وكتبت أن المسؤولين العسكريين في البلاد أكدوا أن إيران لم تُظهر بعدُ كامل قوتها، وأنه إذا قرر الإرهابيون الصهاينة الاستمرار في شرورهم، فسيتلقون ردّا حاسما يجعلهم يندمون.

 وذكرت الصحيفة أن ميزان القوى عاد إلى صالح إيران بعد مضي خمسة أيام على الحرب، وبحسب اعتراف الغرب والصهاينة أنفسهم، فإن استمرار الحرب لبضعة أيام أخرى سيؤدي إلى التدمير الكامل لإسرائيل.

وتابعت الصحيفة أن إيران تقف بمفردها في مواجهة العدو الإسرائيلي، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة والأوروبيون دعم الإرهابيين الصهاينة.

 وأكدت أنه رغم كل هذا الدعم، فإن إسرائيل لا تزال في موقع الضعف المطلق.

 وأشارت إلى أنه “إذا كان الأوروبيون في السابق، وفي أوهامهم، يظنون أن إسرائيل قادرة على مواجهة إيران، فإن الأيام الأخيرة أظهرت بوضوحٍ أنهم من وزراء خارجية الترويكا الأوروبية إلى كايا كالاس، المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، قد لجأوا إلى عباس عراقجي، وزير خارجية بلدنا؛ في محاولة لإقناع إيران بأي وسيلة بالعودة إلى طاولة المفاوضات”.

 وأضافت أن الغرب يسعون من جهة لإعادة إيران إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى لإنهاء الحرب بين إيران وإسرائيل.

وتابعت الصحيفة أنه “بالإشارة إلى أن المسؤولين في بلدنا يؤكدون في الوقت الراهن أن أولويتهم هي الدفاع عن السيادة الوطنية”.

 وشددت على أنه “من المؤكد أنه إذا واصل الصهاينة عدوانهم الوحشي على إيران، فإن الردود الإيرانية ستكون أشد وأصعب، ولن يكون بالإمكان تعويض الخسائر”.

اليوم الخامس من «الوعد الصادق 3»

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن المتحدث باسم الحرس الثوري  أعلن فجر يوم  الثلاثاء  17 يونيو/ حزيران 2025 عن بدء الموجة التاسعة من العمليات المركّبة لـ”الوعد الصادق 3″ ضد بنك أهداف الكيان الإسرائيلي، مؤكدا أن هذه العملية ستتواصل بشكل متصل حتى فجر اليوم.

 وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم الحرس الثوري قال: “لقد قمنا بإشغال الكيان في رقعة جغرافية محدودة، ونجحنا في ضرب أهداف متعددة بشكل دقيق”.
وتابعت أن علي‌محمد نائيني أكد أن الهجوم الإيراني بالتأكيد هجوم مركّب، وأن جميع عناصر القوة تُستخدم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وستُنفَّذ العملية بقوة وسحق ودمار حتى الفجر، دون توقف.

وأضافت الصحيفة أن الموجة التاسعة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية على الأراضي المحتلة، ضمن إطار عمليات «الوعد الصادق 3»، بدأت فجر الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025، وفي أعقاب هذه العمليات المركّبة من الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد تل أبيب وحيفا، دوت صفارات الإنذار في عموم الأراضي المحتلة.
وكتبت أن سلاح الجو التابع لقوة الجو-فضاء في الحرس الثوري الإيراني، خلال الساعات الـ72 الماضية، نفّذ عمليات متواصلة بـ545 طائرة مسيّرة هجومية استهدفت بنجاح أهدافا مختلفة في أنحاء الأراضي المحتلة، وما تزال هذه العمليات مستمرة.

وتابعت الصحيفة أن وسائل إعلام عبرية أفادت بأن الصواريخ الإيرانية أصابت هدفا حساسا في تل أبيب.

 وأضافت أن المواقع السرّية البديلة لوحدة النخبة في الحرب الإلكترونية والاستخبارات الإسرائيلية، المعروفة باسم «الوحدة 8200» في هرتسيليا، قد دُمّرت بالكامل على الأرجح.
وأضافت أن هذه الوسائل الإعلامية ذكرت أن أحد الصواريخ أصاب حافلة لمستوطنين في تل أبيب، وأنه يُحتمل وجود أشخاص تحت أنقاض مبان تم استهدافها في منطقة تل أبيب الكبرى.

 30 صاروخا

وأشارت الصحيفة إلى أن القناة الثانية عشرة العبرية أفادت بأن إيران أطلقت صباح الثلاثاء 30 صاروخا في آخر دفعة من الهجمات على الأراضي المحتلة، وأن 20 فريق إطفاء يعملون على مواجهة ثماني حرائق اندلعت نتيجة القصف الإيراني.

وفي السياق نفسه، كتبت الصحيفة أن العلاقات العامة للحرس الثوري أعلنت في بيان استهداف الموساد في تل أبيب.
وأضافت أن البيان رقم 8 الصادر عن العلاقات العامة للحرس الثوري جاء فيه: “بفضل عناية الله تعالى، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025 تمكّن مجاهدو سلاح الجو-فضاء التابع للحرس الثوري، عبر عملية محورية ذات أثر، من استهداف مركز المعلومات العسكرية التابع لجيش الإحتلال الإسرائيلي المعروف باسم (أمان)، إضافة إلى مركز تخطيط عمليات الاغتيال والشرور التابع للموساد في تل أبيب، وذلك رغم وجود منظومات دفاع جوي متطورة للغاية، وقد اشتعلت النيران الآن في هذا المركز”.

وذكرت الصحيفة أن يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025 أيضا، قام الاحتلال والعناصر المتسللة والخونة في الداخل ببعض التحركات عبر إطلاق طائرات مسيّرة صغيرة أو ما يُعرف بـ«درونز»، غير أن الدفاعات الجوية الإيرانية في معظم المناطق تمكنت من رصدها وإسقاطها بنجاح.

الخسائر الإسرائيلية 

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن هجمات إيران فجر يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025 على المناطق المحتلة أربكت الاحتلال.

وأضافت أن القصة بدأت عندما قام مستخدمون إيرانيون باختراق الأنظمة الرادارية لـ”القبة الحديدية”، منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بطريقة جعلتها تطلق النار على مواقعها الذاتية.

وتابعت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترفت بأنها وقعت ضحية للحرب النفسية التي شنّها الإيرانيون، لأنهم كانوا قد اخترقوا أنظمة تعقّب الصواريخ.

 وأضافت أن هذه الوسائل أفادت بأنه في حين لم يُطلق أي صاروخ بعد مساء الثلاثاء، انطلقت صفارات الإنذار في كافة الأراضي المحتلة، وتوجه الملايين إلى الملاجئ.

وأردفت الصحيفة نقلا عن هذه الوسائل، أن ملايين الصهاينة يعيشون في حالة من الارتباك والتوتر، وبقوا في الملاجئ بلا وجهة.

وأضافت أن صحيفة “هآرتس” كتبت أن هذا الحدث غير مسبوق، وأن الجيش الإسرائيلي لا يقدّم أي تفسير، واكتفى فقط بالتوصية بمواصلة البقاء في الملاجئ.

وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية كتبت أن المتحدث باسم الجيش أبقى ملايين الأشخاص في حالة تأهّب وعلى مقربة من الملاجئ لأكثر من ساعة ونصف، وهو أمر غير معتاد ومثير للقلق للغاية.

وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي في وقت كانت فيه إيران قد استهدفت قبل ثلاثة أيام، ضمن إطار عمليات “وعد صادق 3″، المركز العلمي-البحثي “وايزمن” التابع للاحتلال الإسرائيلي جنوب تل أبيب، وهو المركز الذي يعتبره الصهاينة العقل النووي لإسرائيل وقلب جهازها الأمني.

وكتبت الصحيفة أن المحتلين أقروا يوم أمس بالأضرار الواسعة التي لحقت بهذا المركز.
وأضافت أن “هآرتس” نقلت عن أحد أساتذة هذا المركز الاستراتيجي التابع للكيان الإسرائيلي، قوله إن الصواريخ الإيرانية دمّرت مختبر معهد وايزمان، وأدت إلى انهيار ثلاثة طوابق من هذا المعهد، وتسببت بخسائر كبيرة.

وتابعت الصحيفة نقلا عن هذا الأستاذ الإسرائيلي، قوله إن المختبر الرئيسي دُمّر بالكامل، وإن أحد الصواريخ تسبب بانهيار ثلاثة طوابق من مركز وايزمان.
وأضاف أن هذا الدمار امتد إلى المباني المجاورة، وأن عددا كبيرا من المختبرات تضررت بشكل واسع.

وأوضحت أن أهمية هذا المعهد في المجال الأمني تكمن في أنه المركز الذي تُطوّر فيه إسرائيل كل أفكارها الأمنية، ويجري فيه تطوير قدرات أمنية شديدة الحساسية.

 وأضافت أنه بحسب التقارير الغربية المتخصصة، فإن هذه الخصوصية جعلت مركز وايزمن واحدا من أهم الأهداف الاستراتيجية والمنشآت الحساسة في إسرائيل.

وتابعت الصحيفة أن الجولة الجديدة من العمليات الصاروخية الإيرانية ضد الأهداف الاستراتيجية في عمق الأراضي المحتلة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أدّت إلى انطلاق صافرات الإنذار في أنحاء فلسطين المحتلة، بما فيها تل أبيب والنقب وبئر السبع.

وأضافت أن صفارات الإنذار دوت كذلك في القاعدة الجوية “نيفاتيم” الواقعة في النقب جنوب فلسطين المحتلة.
وكتبت أن وسائل الإعلام العبرية أفادت بأن صاروخا إيرانيا أصاب بئر السبع وتسبب باندلاع حريق فيها.

وأضافت أن القناة 12 التابعة لتلفزيون الاحتلال الإسرائيلي وصحيفة “يسرائيل هيوم” أكدتا وقوع حريق في منطقة النقب جنوب الأراضي المحتلة، لكن لم تُنشر أي صور لهذا الحريق بسبب الرقابة الشديدة المفروضة في الأراضي المحتلة.

وفي السياق نفسه، كتبت الصحيفة أن شرطة الاحتلال أعلنت عن اعتقال عدة أشخاص كانوا ينوون تصوير الهجمات الصاروخية الإيرانية المحتملة على ميناء حيفا وبثها مباشرة.
 

وأضافت أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد نصبوا كاميرات على شرفة أحد الفنادق المطلة على ميناء حيفا، وكانوا مستعدين لتسجيل لقطات حية للحظة اصطدام الصواريخ.

ومن جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن شظايا أحد الصواريخ الإيرانية سقطت بالقرب من منزل وزير مالية الإحتلال الإسرائيلي.

 وأشارت إلى أن المصادر أعلنت أن شظايا أحد الصواريخ الإيرانية أصابت محيط منزل “بتسلئيل سموتريتش”، وزير المالية في الاحتلال الإسرائيلي.

بيان 21 دولة عربية وإسلامية

ذكرت الصحيفة أن وزراء خارجية 21 دولة عربية وإسلامية أصدروا بيانا مشتركا أدانوا فيه العدوان الوحشي الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على إيران، وأعربوا عن بالغ قلقهم من خطورة تصاعد الأوضاع.

وأضافت أن هذا البيان صدر عن وزراء خارجية كل من العراق، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والكويت، والبحرين، والأردن، ومصر، والسودان، والجزائر، وجزر القمر، وجيبوتي، والصومال، وليبيا، وموريتانيا، وباكستان، توركيا، وتشاد، وبروناي.

وتابعت أن البيان أكد أن تصعيد هذا التوتر ستكون له تبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وشدد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد إيران.

وأردفت الصحيفة أن معدّي البيان أكدوا ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقا لقرارات الوكالة ومجلس الأمن، واعتبروا أن أي هجوم على المنشآت النووية يُعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني.

وأضافت أن وزراء خارجية هذه الدول العربية والإسلامية شددوا على ضرورة انضمام جميع دول المنطقة بسرعة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وتابعت أن الوزراء طالبوا كذلك بالعودة السريعة إلى مسار المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتابعت الصحيفة بالقول إن هؤلاء الوزراء أدانوا ورفضوا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران وكل تحرك يُعد انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأكدوا أهمية الجهود الرامية إلى تهدئة التوتر والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ردّ “الحرس الثوري” 

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن بعض الأخبار والتكهنات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن انخفاض مخزون الصواريخ لدى الحرس الثوري الإيراني.

وأضافت أن مستشار قائد الحرس الثوري، وفي ردّه على هذه المزاعم، صرّح بالقول: “الحديث عن انخفاض مخزوننا الصاروخي مجرد مزحة؛ فنحن لم نستخدم بعد قدراتنا الصاروخية بشكل استراتيجي، وكلما رأينا ذلك مناسبا سندخل معداتنا الحديثة إلى الميدان، والصواريخ من الجيل الجديد ليست سوى جزء من هذه القدرات”.

ردود الفعل الدولية

كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي” أن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية قال في تصريحات له: “نُحذّر من استهداف منشآت الطاقة في إيران بطريقة غير مدروسة”، مضيفا أن “إجراء إسرائيل غير محسوب وسيترك آثارا على أسعار النفط”.

وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم الخارجية القطرية تابع بالقول: “نحن نسعى إلى خفض التوتر بين إسرائيل وإيران، واستئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران”.

وتابعت الصحيفة أن وزارة الخارجية القطرية أكدت من جانبها، أن “أمن المنطقة لا يحتمل مزيدا من الأزمات والتوترات، والهجوم الإسرائيلي على إيران كان تصرفا غير محسوب، وله تأثيرات واضحة على أسعار النفط”، مشيرة إلى أن قطر أجرت مشاورات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز أمن المنشآت النووية.

وأضافت الصحيفة أن الخارجية القطرية شددت على أن “ثمة طرفا واحدا في المنطقة يدفع نحو تصعيد التوتر، في حين أن الجميع يسعى لإيجاد حلول سياسية”.

وتابعت “آرمان ملي” أن الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، حذّر  في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، من أن الهجمات التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على إيران تمثل تهديدا خطيرا لإشعال التوترات في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها.

وأضافت الصحيفة أن سفارة الصين في الأراضي الفلسطينية المحتلة دعت مواطنيها إلى مغادرة “إسرائيل” فورا، وناشدتهم العبور برّا إلى الأردن دون تأخير.