- دنيا ياسر
- 18 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشرت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية الإصلاحية، الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، تقريرا استعرضت فيه أجواء التنافس على رئاسة البرلمان الإيراني في دورته الثانية عشرة، وسط انقسامات حادة داخل التيار الأصولي وتراجع الدعم لمحمد باقر قاليباف وفرص صعود الإصلاحيين والمستقلين في ظل التقارب مع الحكومة الجديدة، ويحلل تأثير هذا التحول على مستقبل التوازنات السياسية في البرلمان.
ذكرت الصحيفة أن البرلمان الثاني عشر، رغم أنه ذو تركيبة أصولية خالصة، فإنه بدأ أعماله وسط خلافات حادة بين الأصوليين أنفسهم قبيل انتخابات مارس/آذار 2024 في أثناء إعداد قوائم المرشحين.
وأضافت أن هذه الخلافات تفاقمت بعد خسارتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2025، مما أدى إلى تعميق الانقسامات داخل المعسكر الأصولي.
وتابعت أن البرلمان الذي كان من المفترض أن يتعاون مع حكومة أصولية وهي حكومة حسن روحاني اضطر بعد الحادث المؤسف الذي أودى بحياة الرئيس السابق، إلى العمل مع حكومة ذات ميول إصلاحية.
وأوضحت أن البرلمان اليوم على موعد مع انتخاب هيئة رئاسته للمرة الثانية، وسط غياب مرشح بارز للتيار المتشدد لمنافسة محمد باقر قاليباف، ما يُقلّل من أهمية مصيره بالنسبة لهم. هذا الوضع، وفق التقرير، قد يؤدي إلى صعود شخصية إصلاحية إلى رئاسة البرلمان، وهو ما قد يكون نبأ سارا لحكومة مسعود بزشكيان، التي لا تربطها علاقات جيدة حاليا مع البرلمان.

انقسام داخلي حاد في صفوف الأصوليين
أردفت الصحيفة أن كمال الدين بيرموذن، النائب السابق والمحلل السياسي، يرى أن المعطيات تُشير إلى إمكانية استمرار قاليباف في رئاسة البرلمان، لكنه حذّر من أن الانقسامات داخل المعسكر الأصولي بلغت ذروتها، ما يفتح المجال لاحتمال تخليهم عنه لصالح شخصية معتدلة.
وأوضح بيرموذن أن هذه الانقسامات ظهرت بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية، حين خسر الأصوليون بسبب خلافاتهم المتجذرة منذ انتخابات البرلمان عام 2024، وهو السيناريو ذاته الذي قد يتكرر الآن، مما قد يُغيّر تركيبة هيئة رئاسة البرلمان.
وتابع أن التيار المتشدد يحاول الإطاحة بقاليباف من خلال التهديد والتشهير، حيث تحولت الخلافات بينهم إلى نزاع علني. وأشار إلى أن المتشددين تمكنوا من الاستحواذ على مقاعد مهمة في انتخابات 2024، بل تقدّموا على قاليباف نفسه في ترتيب الأصوات داخل قائمة طهران، مما أدخل السرور إلى قلوب معارضيه.
وأضاف قائلا إن هذا الخط التخريبي سيستمر حتى ليلة الانتخابات، وإن لم ينجحوا فسيواصلون نهج التهديد والتشويه. وأشار إلى أن الحكومة تتابع هذه الانتخابات بقلق، لأن فوز المتشددين سيجعل الوضع أكثر صعوبة وغموضا، أما إذا سيطر المعتدلون والإصلاحيون والمستقلون على هيئة الرئاسة، فستكون الظروف أفضل للحكومة والشعب.
وأردف أن غياب المتشددين عن هيئة الرئاسة سيكون أيضا أمرا إيجابيا للمجتمع، لأن رؤيتهم للقضايا الداخلية والخارجية تختلف بشكل كبير بل قد تكون متناقضة مع تطلعات عامة الناس.

منافسة سياسية تقليدية
أوضحت الصحيفة أن المتشددين، رغم محاولاتهم السابقة عبر شخصيات معروفة مثل إلياس نادران لمنافسة قاليباف، لا يبدو أن لديهم هذه المرة مرشحا قويا لرئاسة البرلمان. في المقابل، ركّزوا جهودهم على المناصب الأخرى ضمن هيئة الرئاسة.
وبيّنت أن التنافس على رئاسة البرلمان هذه المرة قد يتحوّل إلى صراع تقليدي حساس بين الأصوليين الذين يملكون الأغلبية، والإصلاحيين والمستقلين الذين يشكلون الأقلية.
وأشارت إلى أن مؤشرات الانفصال داخل الصف الأصولي عن قاليباف أصبحت أكثر وضوحاً، مما قد يدفع بعض الأصوليين إلى دعم مرشح معتدل أو مستقل.

مرشح إصلاحي ينافس قاليباف
أضافت الصحيفة أن ترشّح أحمد بيكدلي، النائب عن منطقة خدابنده وعضو لجنة الشؤون الاجتماعية، يُعد أبرز حدث سياسي في “بهارستان” خلال شهر يونيو/حزيران . ويرى كثيرون أن ترشحه سيمثّل بداية استقطاب جديد داخل البرلمان، خاصة في ظل تفاقم الخلافات الأصولية بعد الهزيمة الرئاسية.
واعتبرت الصحيفة أن وصول شخصية إصلاحية إلى رئاسة البرلمان قد يكون في مصلحة حكومة مسعود بزشكيان.
وتابعت أن بيكدلي أعلن خلال مؤتمر صحفي، عزمه الترشح لرئاسة البرلمان، مؤكدا امتلاكه القدرات اللازمة لإدارة البرلمان، ومعبرا عن استيائه من بعض القوانين السابقة التي لم تكن في مصلحة المواطنين. كما صرّح بنيته الترشح أيضا للانتخابات الرئاسية في عام 2028.
وفي حوار مع “تجارت نيوز”، أشار إلى أن دعم كتلة المستقلين له لم يتضح بعد، كما استبعد حصول قاليباف على دعم جماعي من الكتلة نفسها.
ذكرت الصحيفة أن المنافسة على منصب نائب رئيس البرلمان حامية ومفتوحة، حيث أعلن عدد من النواب عن ترشحهم لهذا المنصب، من أبرزهم: حميدرضا حاجيبابايي، وعلي نيكزاد، وحسينعلي حاجيدليكاني، وعبد الرضا مصري، وعليرضا منادي سفیدان، ومجتبی ذو النور.
كما أشارت إلى أن عددا من النواب أعلنوا نيتهم الترشح لمناصب الأمانة والمراقبين في البرلمان، منهم: محمدمهدي فروردين، وعليرضا سليمي، متفكرآزاد، وأحمد نادري، ومحمد رشيدي، وعباس كودرزي، وأكبر رنجبرزاده، وإحسان قاضيزاده هاشمي، ورضا جباري، وفرشاد ابراهیمبور، وصدیف بدري، وأحد آزادیخواه، ورضا حاجيبور، وعالیه زمانی كياسر، وجلیل میرمحمدی، وفاطمة مقصودي، ومجتبی بخشیبور، وعباس بابیزاده، ومجتبی یوسفي.
تحركات مريبة من التيار المتشدد
اختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى تحركات مشبوهة للتيار المتشدد عشية الانتخابات، حيث تكررت أساليب مثل إرسال الرسائل النصية التهديدية وتوزيع منشورات داخل البرلمان لتوجيه الأجواء الانتخابية.
وفي هذا السياق، قال مهرداد لاهوتي، النائب عن لنكرود، إن هذه الأساليب مرفوضة، داعيا التيار المتشدد إلى خوض المنافسة بشفافية والدفاع عن مرشحيهم بدلا من تشويه صورة الآخرين.