- دنيا ياسر
- 47 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
تناولت صحيفة “سازندكي” الإيرانية الإصلاحية، في تقرير لها، الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، تباين المواقف داخل كتلة المستقلين بشأن استمرار محمد باقر قاليباف في رئاسة البرلمان الإيراني. ففي حين أعلن بيكدلي سحب الدعم بسبب إخفاقات قاليباف، رأى فياضي أن إعادة انتخابه مرجحة لغياب منافس قوي.
كشف أحمد بيكدلي، عضو كتلة المستقلين، قرب انتخابات هيئة رئاسة البرلمان الإيراني الثاني عشر، عن تغير في موقف هذه الكتلة تجاه محمد باقر قاليباف، في حين أشار عبد الواحد فياضي، عضو آخر من نفس الكتلة، إلى احتمال ترشيح شخصية مستقلة من قبلهم.
انتقادات بيكدلي: وعود كاذبة وتركيز للسلطة
أوضح بيكدلي، في حديث صريح للصحيفة، أن أسباب هذا التغيير في الموقف تعود إلى خيانة قاليباف للوعود التي قطعها، وتركيزه الزائد للسلطة، وكذلك ضعفه في مجال التشريع، مؤكدا أن قاليباف لم يعد يحظى بدعم كتلة المستقلين.
أردف قائلا إن حالة من الاستياء الشديد تسود داخل الكتلة حيال أداء قاليباف خلال رئاسته للدورة الحادية عشرة للبرلمان، مشيرا إلى أن دعمهم السابق له لم يعد قابلا للتكرار.
وأضاف: في العام الأول، كان النواب الجدد لا يعرفون بعضهم البعض جيدا، وكان من الطبيعي أن تدعم الكتلة قاليباف بهدف إضفاء نوع من الاستقرار. لكن بعد سنة من التجربة، أصبحت الحقائق أكثر وضوحا، والاستياء أعمق.
وتابع أن قاليباف فشل في كسب ثقة النواب، ولم تتحقق أي درجة من التنسيق بين اللجان والكتل البرلمانية، بل أصبحت آلية اتخاذ القرار شديدة التمركز حول رئيس البرلمان نفسه. قاليباف بعقليته الاحتكارية أبعد البرلمان عن حيويته المطلوبة.
خيانة الوعد والترشح الرئاسي
أشار بيكدلي أيضا إلى وعد قاليباف بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو الوعد الذي جعل كتلة المستقلين تدعمه في البداية. تابع قائلا: لكن قاليباف لم يلتزم، بل ترشح بالفعل، وأضاع بذلك جزءا كبيرا من وقت البرلمان في مغامرة سياسية شخصية. لقد ضاعت الأشهر الأربعة أو الخمسة الأولى من عمر البرلمان دون تشكيل اللجان أو التفاعل الهيكلي مع الحكومة الجديدة.
أضاف مؤكدا: رئيس البرلمان يجب أن يكون سندا للمؤسسة التشريعية، لا لاعبا في ساحة التنافسات الرئاسية. مكانه الطبيعي هو قمة الرقابة والتشريع، لا قلب المعادلات السياسية الفئوية. كنا ننتظر أن يتصرف كرجل دولة برلماني، لكنه لم يفعل.

قصور في التخطيط والتشريع
وفي سياق متصل، وصف بيكدلي “الخطة السابعة للتنمية” بأنها وثيقة معيبة، مشيرا إلى أن أول موازنة اعتمدت عليها احتاجت إلى موافقة ثلثي البرلمان في أكثر من 67 حالة، ما يكشف إما عن خلل في الخطة أو عن موازنة مناقضة لها تماما. وقال: “في كلتا الحالتين، فشل البرلمان في تطبيق الخطة بشكل دقيق”.
كما أردف أن التغييرات المرتجلة في التعاريف القانونية ضمن الخطة ألحقت ارتباكا واسعا في مؤسسات عديدة. التعديلات غير المدروسة في مفاهيم التوظيف، الجهات التنفيذية، وشمولية القوانين أوجدت ارتباكا لدى البلديات، الجامعات، والعديد من المؤسسات الأخرى.
تشريعات مفصلة على الأهواء
انتقد بيكدلي أيضا “تخصيص القوانين” بحسب الأهواء الشخصية، قائلا: قوانين حساسة مثل قانون الوظائف الحساسة أو قانون الفضاء الافتراضي لم تستكمل، ولم تكن مدعومة بدراسات كافية. بل أحيانا كان يخيل إلينا أن بعض القوانين كتبت لتناسب أذواقا شخصية، لا لتحقيق مصالح وطنية.
جبهة بايداري وائتلاف تكتيكي
وذكر بيكدلي أيضا موقف جبهة بايداري (جبهة الصمود)، قائلا: كانوا في البداية من منتقدي قاليباف، لكنهم أدرجوه في قائمتهم في اللحظات الأخيرة. لقد كان ائتلافا تكتيكيا لا اعتقاديا. اليوم أيضا من غير المرجح أن يدعموه مجددا، ما لم يغيروا موقفهم في اللحظة الأخيرة كما فعلوا سابقا. حاليا، الأجواء داخل البرلمان وتصريحاتهم…
ترجيحات لصالح قاليباف في رئاسة البرلمان
ذكرت الصحيفة أن عبد الواحد فياضي، عضو آخر في كتلة الأغلبية، يرى أن فرص محمد باقر قاليباف في تولي رئاسة مجلس الشورى الإسلامي مجددا عالية. وأوضح النائب عن نور ومحمود آباد أن الأجواء لا تبدو معقدة أو حساسة بشكل خاص، بل يسودها، كما قال، نوع من التفاهم والقبول العام، مضيفا أن الجميع باتوا متصالحين مع فكرة تكرار هذا السيناريو دون اعتبار ذلك إشكالا.
غياب المنافسة الجدية
تابع فياضي حديثه قائلا: لم يصدر حتى الآن أي تصريح من قاليباف، وهذا ما يزيد من احتمالية بقائه في منصب رئاسة المجلس، لا سيما في ظل غياب منافس قوي. على سبيل المثال، هل تتذكرون جبهة الصمود؟ العام الماضي كانت قد طرحت اسمي السيد نبويان والسيد ذو النور كمرشحين محتملين، لكن هذا العام لم نر منهم أي تحرك يذكر.
وأكد عدم وجود أي حركة احتجاجية أو معارضة تذكر ضد قاليباف، لافتا إلى أن الانتقادات إن وجدت فهي محدودة وغير قادرة على تشكيل تحد فعلي. كما لم تطرح أي خطة واضحة لتغييره، ويبدو أن أغلب الكتل تفضل استمراره نظرا لغياب البديل القوي والموثوق.
لا بديل جاد في الأفق
واختتم النائب حديثه بالقول: لقد بلغنا مرحلة لا يبدو فيها أن هناك مرشحا بديلا جديا يمكن الرهان عليه. من يريد الترشح فعليه أن يحظى بتأييد واسع. قاليباف، بحسب ما أذكر، حصل العام الماضي على حوالي 150 صوتا، وهو عدد كبير. ومع ذلك، يجب أن نحترم أيضا ما تطرحه الأقليات من أفكار ومبادرات، لأن الإبداع قد يأتي من هناك أيضا.