- زاد إيران - المحرر
- 71 Views
خيري: وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي أحدثت زخماً في الانتخابات المقبلة
العناني: لو تم إقصاء الإصلاحيين فإن المشاركة ستكون ضعيفة جداً
المنسي: الانتخابات لا تهم الإيرانيين ولن تأتي برئيس يمثلهم
كتب – صديق العيسوي:
“مشاركة الشعب في الانتخابات هي المقياس لمقبولية سياسات الدولة”، هكذا قال مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، عام 1979، واستغلت الأنظمة الحاكمة بعد ذلك تلك المقولة، لتعزيز أهمية تصويت الشعب الإيراني وحثه على المشاركة؛ لمعرفة مدى رضا الناخبين عن المرشحين وسياسة النظام والحكومة معاً.
حالة من الترقب تراود النظام الإيراني الحالي؛ خوفاً من تراجع نسبة التصويت في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد انخفاض المشاركة تدريجياً في الاستحقاقات الأخيرة، حيث تراجعت من 64% في 2012 إلى 42% في 2020، وتفاقمت حدة الاستياء الشعبي منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2021، عندما استبعد مجلس صيانة الدستور عديداً من الشخصيات البارزة من الترشح للرئاسة، ووفر الفرصة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي للوصول إلى المنصب دون منافسة فعلية، ما جعل المعارضة الإيرانية في الخارج تصف الانتخابات التي أجريت خلال تلك الفترة، بأنها “غير حرة وغير عادلة”.
ويرجح بعض الخبراء والباحثين وصول نسبة عدم المشاركة في انتخابات هذا العام إلى ما بين 70 و77%، ما جعل النظام الحاكم يصف من سيتخلف عن الانتخابات بأنه متحالف مع أعداء الثورة والمناهضين لها.
“زاد إيران” استطلع آراء عدد من الباحثين المتخصصين في الشأن الإيراني؛ للوقوف على حقيقة مشاركة الشعب الإيراني في العملية التصويتية بالانتخابات المقبلة.
يقول محمد خيري الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرته المروحية أفرزت حالة زخم كبيرة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، خاصة مع الإعلان عن تقدم عدد كبير من المرشحين بأوراق ترشحهم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقب عقدها يوم 28 يونيو/حزيران الجاري، بعد تقديم أكثر من 80 مرشحاً أوراقهم لوزارة الداخلية الإيرانية، تمهيداً لتنقيح تلك الأسماء لدى مجلس صيانة الدستور وإعلان المقبول منها.
وأضاف خيري، وهو باحث متخصص في الفلسفة السياسية، أن هناك عدة أسماء قد تقدموا بأوراق ترشحهم ولهم مريدون ومؤيدون، ونوه في تصريحات خاصة لـ”زاد إيران”، إلى أن الأسماء التي ترشحت تؤكد أن التيار المحافظ سيعمل على دفع المواطنين إلى التوجه لصناديق الاقتراع؛ لضمان فوز مرشح محافظ وليس إصلاحياً.
وتابع أن “النظام في إيران سوف يستثمر الحرب الإسرائيلية على غزة في دفع المواطنين إلى ضرورة المشاركة الفعالة في التصويت؛ من أجل ترتيب البيت الداخلي لمواجهة ما تسميه إيران (قوى الاستكبار العالمي)، ولبسط سيطرتها على المنطقة وتحقيق النفوذ المطلوب، وهو ما يشير إلى احتمالية زيادة المشاركة في تلك الانتخابات عن سابقاتها”.
الدكتور أحمد العناني، الباحث في الشؤون الإيرانية والشرق الأوسط، قال إن الإقبال على الانتخابات الإيرانية سوف يكون متوسطاً، لأن الشارع الإيراني مؤمن تماماً بأن ما يريده المرشد الأعلى سيتحقق، أو من يدعمه المتشددون هو من سيأتي رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية.
كما أن المشاركة السياسية ستكون في حدود المتوسطة لا الضعيفة، لأنه على جميع الأصعدة يوجد مرشح إصلاحي لديه أرضية واسعة بالمجتمع الإيراني، ومن ثم أعتقد أن نسبة التصويت سترتفع.
من جانبه، أكد إسلام المنسي، الباحث في الشؤون الإيرانية، أنه من خلال دراسة الاستحقاقات الانتخابية بالفترة الأخيرة، وجَّه الشعب الإيراني رسائل واضحة للنظام الإيراني، مفادها أنه عازف عن المشاركة ولم يعد معنياً بالعملية الانتخابية، فقد شاهدنا مؤخراً أقل نسب تصويت في تاريخ الجمهورية الإيرانية منذ تأسيسها.
فالشعب الإيراني لا يأبه تماماً بالانتخابات الرئاسية أو التشريعية، حيث وجَّه الشعب رسائل صامتة للنظام الإيراني تفيد بأن هذه الانتخابات لا تهمه ولا يعترف بها، ولا يعتقد أنها قد تأتي برئيس يمثلهم.