- زاد إيران - المحرر
- 6 Views
ترجمة: يارا حلمي
نشرت وكالة “خبر أونلاين” الإيرانية المحافظة، المحسوبة على مكتب علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، الخميس 24 أبريل/ نيسان 2025، حوارا مع حسن بهشتي بور، الباحث والمتخصص في شؤون روسيا وأوراسيا، ناقشت فيه معه مدى نجاح خطة السلام التي طرحها ترامب، واحتمال دعم الأوروبيين لها، بالإضافة إلى ما إذا كانت هذه التسوية ستؤثر في مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
ذكرت الوكالة أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر في أحدث تصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع ينهي الحرب.
وتابعت أن البيت الأبيض أعلن (الثلاثاء 22 أبريل/ نيسان 2025) أنّ المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط “ويتكوف” سيتوجه إلى موسكو في نهاية هذا الأسبوع، للمرة الرابعة، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت أن الاقتراح الأمريكي النهائي لإنهاء الحرب في أوكرانيا يشترط موافقة كييف على إطار يعترف بموجبه الجانب الأمريكي بشبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية، ويُلزم أوكرانيا بقبول السيطرة غير الرسمية لروسيا على جميع الأراضي التي احتلتها منذ عام 2022.
وأوضحت أنه في المقابل، يرى بعض المراقبين أن الأوكرانيين بعثوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بإشارات تدل على رغبتهم في مناقشة وقف إطلاق نار مؤقت لمدة ثلاثين يوما، بدلا من قبول إطار خطة السلام التي اقترحها ترامب، وذلك خلال اجتماع لندن.
وأشارت إلى أن هذا الاجتماع واجه تحديات كبيرة حتى قبل انعقاده، بعد انسحاب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، وعدد آخر من المشاركين، ما أدى عمليا إلى تقليص مستوى الاجتماع، وألقى بظلاله الثقيلة على الجهود الجارية لإحلال السلام.

نص الحوار:
ما الذي نعرفه عن خطة السلام في أوكرانيا؟ وكم تبلغ نسبة الأراضي التي يُفترض أن تُمنح لروسيا؟
لم يُعلن رسميا مضمون هذه الخطة، لكن ما طرحه ترامب خلال لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشير إلى أنّ ما يقارب 20% من الأراضي الأوكرانية سيُفصل عن أوكرانيا، أي أنّ المناطق الشرقية الأربع المحتلة، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، ستُضم إلى الأراضي الروسية.
لكن أوكرانيا لم تقبل بذلك حتى الآن، وكان من المقرر تنفيذ وقف لإطلاق النار، غير أنّ هذا الاتفاق لم يُنجز بعد، حتى وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 30 يوما لم يتم التوصل إليه.
بمعنى آخر، وبخلاف ما توقعه ترامب، فإنّ المسألة معقدة ومتعددة الأبعاد، وليست قابلة للتنفيذ بهذه البساطة.
ورد في الأخبار احتمال وجود مرونة من جانب روسيا في هذا الشأن، ما رأيكم؟
من الضروري أن تُترجم مرونة روسيا، فقد عرضتُ في مدونتي تصورا لخطة سلام بين أوكرانيا وروسيا، من وجهة نظري، يشترط لتحقيقها توافر عوامل تُرضي روسيا وأوكرانيا معا، إلى جانب انسجامها مع منطق العلاقات الدولية.
وذلك أنّ ضم أراضي دولة إلى دولة أخري، بالقوة، لا يحقق سلاما دائما، وإن فُرض هذا الواقع، فإن أي تطور في قوة أوكرانيا سيُعيد الأزمة إلى الواجهة، لذلك، أرى أن تراجع الروس أو إبداءهم المرونة يجب أن يُترجم لفهم طبيعة هذا التراجع.
فمثلا، إذا وافقت أوكرانيا وتعهدت بأنها لم تعد تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن هذا قد يُسهم في حل عقدة أساسية ويُنزع الذريعة التي استخدمتها روسيا لتبرير هجومها.
وفي حال وافقت روسيا على منح الأقاليم الأربعة التي تحتلها حاليا صفة الحكم الذاتي ضمن إطار أوكرانيا الفدرالية، مع بقائها تحت السيادة الأوكرانية ولكن بوجود برلمان وصلاحيات محلية.
فإن ذلك قد يُلبّي مطلب موسكو المتمثل في الدفاع عن نحو 7 ملايين أوكراني من أصول روسية يعيشون في الشرق، وإن تحقق ذلك، فقد يُمهّد الطريق لتسوية سلمية واقعية.
هل يقبل الأوروبيون خطة السلام التي طرحها ترامب أم سيواصلون الحرب بشكل منفصل عن الولايات المتحدة؟
الأوروبيون يسعون للتفاوض، وقد أجروا بالفعل مفاوضات مع الجانب الأمريكي لمعرفة نوايا واشنطن، ففي القمة الأخيرة في باريس، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعات مفصلة مع كل من نائب الرئيس الأمريكي “جاي دي فانس”.
وكذلك وزير الخارجية الأمريكي، ومبعوث ترامب الخاص لشؤون أوكرانيا “ويتكوف”، حيث استعرضوا المواقف الأوروبية، ولكن لم تُنشر التفاصيل بعد كي نعرف ما هي الخطة الأمريكية، وما هو الموقف الأوروبي، وما تقبله روسيا، إذ يجري الحديث فقط عن العموميات.
ويبدو أن الطرف الأوروبي، بخلاف الأمريكي، يولي أهمية كبيرة لمسألة الأمن، نظرا إلى التأثير المباشر للحرب في أوكرانيا على أمن أوروبا، بينما الولايات المتحدة بعيدة آلاف الكيلومترات عن ساحة القتال، وبالتالي لا تشعر بنفس مستوى القلق.
لهذا، يضغط الأوروبيون أكثر باتجاه وقف إطلاق النار وتحقيق السلام، ولكن ليس على حساب استسلام أوكرانيا، إذ إنّ الأوروبيين يخشون أن يؤدي الاستسلام إلى استمرار النزعة التوسعية الروسية باتجاه شرق أوروبا.
ترامب صرح بأنّ مصير خطة السلام سيُحسم قبل نهاية الأسبوع، برأيكم، ما جدوى هذه التصريحات بالنسبة للولايات المتحدة؟
لا تولوا هذه التصريحات اهتماما كبيرا، فهي أقرب إلى الدعاية السياسية، وترامب قال سابقا إنه سينهي ملف غزة خلال 24 ساعة، وفشل في ذلك.
إنه يطلق تصريحات ويدّعي الكثير، لكنه في الحقيقة شخص نرجسي يسعى للبروز في الإعلام، ولا أظن أنّ عقدة بهذا الحجم يمكن حلّها خلال أيام معدودة.
ويُتوقع أن يسافر ترامب إلى أوروبا لحضور جنازة البابا، وربما يُجري هناك مشاورات مع الجانب الأوروبي، لكني أستبعد أن يتمكن من إنجاز شيء فعلي قبل نهاية الأسبوع.
هل لتسوية الملف الأوكراني صلة بمسألة الاتفاق النووي الإيراني؟
لا، هذا الربط يجري داخل إيران فقط، والحرب في أوكرانيا كانت حربا شاملة أثرت على العالم بأسره، وهددت أمن الطاقة والغذاء، لأنّ روسيا وأوكرانيا تؤمنان ربع القمح العالمي.
كما أنّ التهديدات النووية التي طرحت خلالها كانت بالغة الخطورة،
ومن هذا المنطلق، فإنّ احتواء أزمة أوكرانيا سيُحدث أثرا إيجابيا على المستوى العالمي، بما في ذلك على مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
لكن القول بأنّ الولايات المتحدة باعت أوكرانيا لروسيا، أو أنّها عقدت صفقة بشأن سوريا، كما يدّعي بعض الأشخاص من أمثال محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الأسبق، فهو كلام سطحي وبعيد تماما عن الواقع، وهذه تصورات ذهنية لا تستند إلى حقائق.
أما ما يُقال بشأن استعداد روسيا لعقد صفقة حول إيران، فهو غير منطقي، لأن روسيا طرف فاعل ومتشابك في الصراع مع الغرب، ولا تملك أساسا ما يمكن أن تساوم به بشأن إيران.
والواقع يقول إنّ إنهاء الأزمة الأوكرانية سينعكس إيجابيا على المستوى الدولي، بما في ذلك على مسار المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، أما استمرار الأزمة فسيؤدي إلى عواقب سلبية على العالم أجمع، بما فيه إيران.