- دنيا ياسر
- 48 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
تناولت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية الإصلاحية، الاثنين 28 أبريل/نيسان 2025، تقريرا استعرضت فيه تصريحات منصور حقيقت بور، المحلل السياسي وعضو سابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، حول دور التيار المتشدد في إفشال المفاوضات الإيرانية الأمريكية وتأثيرهم السلبي على السياسة الخارجية والاقتصاد. كما استعرضت تصريحات مسؤولين آخرين حول مطالبات بمزيد من الشفافية في سير المفاوضات داخل البرلمان.
ذكرت الصحيفة أنه رغم اتفاق معظم أركان النظام والتيارات الإصلاحية والأصولية على مواصلة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، فإن الوضع في “جزيرة المتشددين” يبدو مختلفا.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء لا يكتفون بعدم السير مع التيار العام، بل يظهرون دوما إصرارهم على معارضة التوجه السائد مهما كانت الظروف.
تجربة الاتفاق النووي ودور المتشددين
أضافت الصحيفة أن تجربة الاتفاق النووي (برجام) تُظهر بوضوحٍ أن المسؤولية عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لا تقع فقط على دونالد ترامب، بل يجب أيضا الإشارة إلى دور المتشددين الذين قاموا بإحراق نص الاتفاق في البرلمان واعتبروه مجرد “قصاصة ورق”.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه “لو عدنا قليلا إلى الوراء، لرأينا أن الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، الذي كان يُعتبر آنذاك (معجزة الألفية الثالثة) لدى الأصوليين، كان يستهين بتأثير العقوبات الاقتصادية، مما أدخل إيران في مسار مليء بالتقلبات لا تزال البلاد تدفع ثمنه حتى اليوم”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت بين طهران وواشنطن، فإن التحرر الكامل من قيود العقوبات لن يتحقق قريبا، وبالتالي فإن الأعباء الاقتصادية ستستمر لفترة طويلة.
تابعت أن المتشددين، الذين لم يتوانوا في الماضي عن معارضة الاتفاق النووي، يحاولون اليوم مجددا زرع الشكوك وإثارة العراقيل أمام مسار المفاوضات، رغم أن معظم أركان النظام وحتى الجانب الأمريكي يقيمون هذه المفاوضات بشكل إيجابي.
تصريحات منصور حقيقتپور حول تحركات المتشددين
أوضح منصور حقيقتبور أن “الأفكار الراديكالية للمتشددين أظهرت دوما نزعة نحو المغامرة سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية”، وأضاف أن “هؤلاء يقرعون طبول الحرب ضد الدول الغربية دون تحقيق أي مكاسب حقيقية، وكانت تحركاتهم سببا رئيسيا في الأزمات الدبلوماسية التي أرهقت كاهل الشعب الإيراني”.
وأشار حقيقتبور إلى أن “الضغوط الاقتصادية الشديدة التي عانى منها النظام ناجمة بالدرجة الأولى عن مغامرات هذا الفريق المتشدد الذي تحرك في اتجاه معاكس لمصالح البلاد”، مؤكدا أنه كان شاهدا على تفاصيل المصادقة على الاتفاق النووي ولم يرَ فيه أي بند يضر بالمصالح الوطنية.
وأردف قائلا: “المجموعة المتشددة التي أحرقت نص الاتفاق داخل البرلمان اعتبرته كاذبا ومجرد قصاصة ورق، لكن من دفع ثمن هذه التصرفات هو النظام والشعب معا”.
أشار حقيقتبور إلى أن المتشددين الذين ظهر أثرهم جليا في الحكومة الثالثة عشرة، لعبوا دورا بارزا في تأخير عملية إحياء الاتفاق النووي، مضيفا أن هؤلاء تسببوا بأضرار جسيمة وغير قابلة للتعويض على مستوى المصالح الوطنية والاقتصاد الإيراني.
وتابع مؤكدا أن “المغامرات المستمرة التي تنطلق من أفكار متشددة لا يمكن قبولها”، داعيا الشخصيات المعروفة من هذا التيار إلى الوقوف أمام الشعب وتقديم تبريرات لما ألحقوه من أذى بالأمة.
وأردف: “عندما تكون لدينا فرصة لحل المشكلات الاقتصادية عبر المفاوضات وإنقاذ الشعب من الفقر، فإن بعض الأطراف تسعى لصيد الفرص من المياه العكرة”، مضيفا أنه ليس من الضروري التفريق الدقيق بين هؤلاء المتشددين وغيرهم، إذ يمكن التعرف عليهم من خلال مواقفهم تجاه القضايا الداخلية والخارجية.
وأكد حقيقتبور أن الشعب الإيراني أظهر رفضه لهؤلاء عبر نتائج الانتخابات الأخيرة، حيث لم يلقوا آذانا صاغية لشعاراتهم بعد أن تجرع الناس مرارة سياساتهم.

صباغيان يطالب بحضور فريق التفاوض إلى البرلمان
في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن محمدرضا صباغيان، النائب المتشدد في البرلمان الثاني عشر، ألقى مداخلة شفوية طالب فيها بدعوة فريق التفاوض إلى البرلمان.
وقال صباغيان: “نظرا إلى أن فريقنا التفاوضي يجري محادثات غير مباشرة حاليا، أطالب بدعوة فريق الدبلوماسية إلى البرلمان يوم الثلاثاء المقبل لتقديم تقرير مفصل للنواب حول سير المفاوضات”، مشيرا إلى أن النواب لديهم مقترحات بشأن هذه المرحلة الحساسة، ويحتاجون إلى معرفة تفاصيل ما يجري.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن محمدباقر قالیباف، رئيس البرلمان الإيراني، رد على صباغيان بالقول: “اللجان التخصصية مطلعة على جميع تفاصيل المفاوضات”، مضيفا أن “هذا الموضوع سيناقش اليوم خلال اجتماع هيئة رئاسة البرلمان”.