- دنيا ياسر
- 87 Views
نشر موقع “ديده بان إيران” الإيراني الإصلاحي، الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، تقريرا استعرض فيه موقف عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، سردار إسماعيل كوثري، من مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة، مؤكدا أنها لن تُثمر اتفاقا بسبب التباعد الكبير بين مطالب واشنطن وخطوط إيران الحمراء، كما ينتقد محاولات بعض الأطراف الداخلية تعليق تخصيب اليورانيوم مؤقتا، ويشدد على أهمية الحفاظ على هذا الحق الوطني والتقني.
ذكر الموقع أنه في خضم التصريحات الأمريكية المتشددة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وعلى رأسها تصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ورئيس فريق التفاوض الأمريكي، التي شدد فيها على ضرورة تخلي إيران الكامل عن تخصيب اليورانيوم كشرط للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن، جاء الرد الإيراني حاسما من أعلى هرم السلطة.
ففي كلمة ألقاها يوم الثلاثاء 20 مايو/أيار 2025، خلال مراسم إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين الذين قضوا معه، ردّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، بلهجة صارمة قائلا: “أوجّه تحذيرا للطرف المقابل. على الأمريكيين الذين يجرون مفاوضات غير مباشرة أن يتوقفوا عن إطلاق الترهات. القول إنهم لا يسمحون لإيران بالتخصيب، هو حديث لا قيمة له. لا أحد في إيران ينتظر إذنا من أحد. إيران ستمضي قدما في سياساتها ومسارها الخاص”.

رئيسي رفض المفاوضات المباشرة منذ البداية
تابع الموقع أن قائد الثورة اشار إلى موقف الرئيس الراحل، وقال الشهيد رئيسي في أول مقابلة له: “بصراحة لا نتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة. بالطبع، في عهده كانت هناك مفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تصل إلى نتيجة”.
أوضح أن خامنئي أشار إلى أنه سيكشف لاحقا دوافع الغرب الحقيقية من الإصرار على إيقاف تخصيب اليورانيوم في إيران، قائلا في مناسبة أخرى: “سأشرح للشعب الإيراني سبب إصرار الغربيين والأمريكيين وغيرهم على ضرورة وقف التخصيب في إيران. سأوضح هذا الأمر ليعرف الشعب الإيراني ما هي نوايا الطرف المقابل”.
تصريحات عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان
أفاد الموقع بأن سردار إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أكد في تصريح لموقع “دیدهبان إيران”، أن المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة لن تسفر عن نتائج إيجابية، مشيرا إلى وجود فجوة عميقة بين مطالب واشنطن والثوابت التي حددها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
وأوضح كوثري أنه حذر الفريق المفاوض منذ البداية من الانخداع بالتوقعات الأمريكية، مؤكدا أن الطرف الآخر يظن أن هذه الجولة من المفاوضات ستسير على نهج الاتفاق النووي السابق (برجام)، في حين أن الفريق الإيراني الحالي يدير العملية بحكمة وبسيطرة كاملة، ويحظى بدعم مباشر من الجهات العليا في النظام.
وانتقد بعض الأصوات الداخلية التي وصفها بـ”الضعيفة والخائنة”، والتي كانت تطالب بتعليق مؤقت لتخصيب اليورانيوم بهدف تسهيل الوصول إلى اتفاق، مؤكدا أن هذا الطرح قوبل بالرفض التام. وشدد على أن الفريق المفاوض الحالي يختلف جذريا عن الفريق الذي أدار مفاوضات برجام، ويخضع لرقابة دقيقة لضمان الالتزام بالخطوط الحمراء الوطنية.

خطاب خامنئي ضد مطالب الولايات المتحدة بوقف التخصيب
ذكر الموقع أن المرشد الإيراني علي خامنئي، رفض مطالب الجانب الأمريكي بإلغاء برنامج تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن إيران لا تنتظر إذنا من أحد لممارسة حقوقها المشروعة. وشدد على أن سياسة بلاده في هذا المجال واضحة وثابتة، ولا تخضع للمساومة.
وأشار خامنئي إلى الأهمية البالغة للتكنولوجيا النووية في مجالات متعددة مثل الطب والزراعة وإنتاج الطاقة، موضحا أن التخصيب يُعد الركيزة الأساسية لتطوير هذه القطاعات الحيوية. واعتبر أن أسوأ استخدام لهذه التكنولوجيا يتمثل في تصنيع القنابل النووية، وهو ما تنفرد به دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض القوى الأوروبية.
وأضاف أن إيران تمتلك القدرات الفنية التي تؤهلها لإنتاج السلاح النووي إذا أرادت، لكنها تمتنع عن ذلك التزاما بالتوجيهات الدينية الصادرة عن قائد الثورة. واعتبر أن الضغوط الأمريكية المستمرة تندرج ضمن سياسة الغطرسة ومحاولة فرض الهيمنة، مؤكدا أن بلاده ماضية في تطوير برنامجها النووي السلمي دون تراجع.
الدول العربية ضعيفة أمام أمريكا
قال كوثري إن بعض الدول العربية تُظهر ضعفا في مواقفها تجاه الولايات المتحدة، وهو ما يشجع واشنطن على التمادي في سياساتها المتعجرفة تجاه إيران. وأوضح أن الزمن الذي كانت فيه أمريكا قادرة على تغيير الأنظمة بإرسال بضع سفن حربية قد انتهى، مشددا على أن إيران اليوم باتت أقوى من أن تُرهب أو تُخضع للتهديدات.
وتابع أن الفريق الإيراني المفاوض في الوقت الراهن يتسم بالتماسك ولا يرضخ للضغوط الخارجية كما حدث خلال مفاوضات الاتفاق النووي السابق (برجام)، مشيرا إلى أنهم يتحركون وفق خطوط حمراء واضحة يرسمها ويؤيدها النظام.
ورأى كوثري أن الهدف الرئيسي من هذه المفاوضات هو رفع العقوبات عن إيران، لكنه أبدى استغرابه من استمرار الولايات المتحدة في فرض عقوبات جديدة بالتزامن مع سير المحادثات، معتبرا ذلك مؤشرا على غياب الجدية من الجانب الأمريكي.

اختتم حديثه بأن الولايات المتحدة لا تجرؤ على شن هجوم على إيران، ولو كانت تملك القدرة لفعلت ذلك منذ زمن. وأكد أن المفاوضات تهدف إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية، لكن إيران مستعدة لكل السيناريوهات.