برلماني ايراني : تعدد الآراء لا يُضعف الدولة واتفاق إيران وأمريكا بات وشيكًا

في حوار خاص مع وكالة الأنباء الإيرانية إيلنا بتاريخ 6 مايو/أيار 2025، ناقش أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني ، جملة من القضايا السياسية والاجتماعية والإعلامية في إيران. 

قال أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني في حوار مع وكالة “إيلنا“يوم الثلاثاء 6 مايو/آيار 2025، أن بعض التيارات الداخلية، بالتوازي مع بعض وسائل الإعلام، تسعى إلى ربط بعض الحوادث والوقائع الطبيعية المختلفة التي تحدث في البلاد، قضايا مثل التخريب، مما يؤثر على الرأي العام.


وتابع إن وجود وجهات نظر مختلفة يؤدي إلى تماسك وحيوية البلاد، لأن ليس الجميع يجب أن يسيروا في طريق واحد، بل يجب أن تكون هناك آراء مختلفة.

 ولكن الرؤية السائدة هي رؤية المسؤولين متخذي القرار، ومع ذلك، قبل أن يتخذ المسؤولون القرارات، تعلن الجماعات والفئات والنقابات عن مواقفها، ولكن الرؤية الحاكمة في البلاد هي تلك الرؤية الإدارية التي تتولى التفاوض.

وأضاف: هناك بعض المتشددين الذين يعارضون المفاوضات، وآخرون يؤيدونها، وهذا لا ينبغي أن يؤدي إلى شعورنا بالإحباط، دائمًا، في كل مكان، حتى في التجمعات العائلية الصغيرة، حين تريد أن تتخذ قرارًا، تختلف الآراء.

 وإذا كانت هناك آراء مختلفة ومتعددة، فليس هذا دليلًا على أن هذا المجتمع أو هذه العائلة قد تفككت أو فيها صدوع، بل هو دليل على أن هذه العائلة أو هذا المجتمع يتمتع بالتماسك، وأن الجماعات المختلفة تعبّر عن آرائها.

وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني إلى أن الفضاء الافتراضي اليوم مفتوح، وهناك وجهات نظر مختلفة، وما يُقال اليوم يعود إلى أسلوب نشر الأخبار في الماضي. 

وتابع بالقولِ لقد “كنا دائمًا نتأخر في تقديم الأخبار، وكنا نقدمها بصيغة موجهة للغاية، وبعد ذلك، عندما نقل الآخرون من الخارج الأخبار بشكل مختلف عنّا، تولدت لدى الناس مع مرور الوقت هذه القناعة بأن وسائل الإعلام الوطنية ومسؤولينا لا يقدمون أخبارًا صحيحة، بل يقدمون أخبارًا منقولة ومُراقبة، ويجب تصحيح هذا الأمر”.

وأضاف: “في بعض الحالات، إذا قمنا بإعطاء الأخبار بسرعة إلى الناس، وكانت أخبارنا صحيحة ومطابقة للواقع، فإن الشكوك والظنون التي لدى الناس حيال الماضي ستتلاشى تدريجيًا”. 

عادةً، كل المجتمعات تحاول أن تقدم للناس أخبارًا تتماشى مع أفكارها الخاصة. ومع ذلك، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر دائمًا، ولهذا، بمجرد وقوع حادث ما، مثل اندلاع حريق، تبدأ مجددًا بعض التكهنات بالظهور.

وأشار بخشايش أردستاني إلى أنه بعد مرور 47 عامًا على الثورة، “من العار الكبير أنه في الوقت الذي نحن فيه قوة عظمى في المنطقة ونتفاوض مع أمريكا ونتحدى بعضنا البعض، لا نملك كهرباء، والمياه ضعيفة، والإدارات غير فعالة. هذه قضايا تمس السمعة، وليست أمنية، على الأقل، يجب ألا تكون هناك مشكلات في الماء والكهرباء والغاز”.

وفيما يتعلق بأنه عند تأجيل المفاوضات، يفرح بعض الأشخاص داخل البلاد وخارجها، وبدأوا يطرحون تكهناتهم، قال: “يجب أن ننتبه أولًا إلى أننا في وضع تكون فيه إسرائيل حليفًا استراتيجيًا وأمنيًا للولايات المتحدة، ولها نفوذ كبير على أمريكا”.

وتابع بالقولِ “اليوم، يقاتل الأمريكيون في اليمن بدلًا عن إسرائيل، والولايات المتحدة نفسها، بمساعدة إسرائيل، تحارب جبهة المقاومة، ولهذا، لا يمكن النظر إلى إسرائيل وأمريكا من زاويتين مختلفتين، بل يجب التعامل مع الواقع من زاوية واحدة”.

وقال، في إشارة إلى أن مسألة فرح البعض بتأجيل المفاوضات من عدمه هي مسألة أخرى، إن التوافق قريب وسيتم التوصل إليه.

 وأضاف: “استنادًا إلى الشواهد الموجودة والمتغيرات التي أملكها، أشعر أن هذا الاتفاق سيُنجز، صحيح أن هناك بعض المعارضين داخل الإدارة الأمريكية، وهناك متشددون أيضًا، وهم يؤثرون في قرارات ترامب، ولكن في إيران هناك إرادة لإجراء التفاوض”.

وأشار بخشايش أردستاني إلى أن عدة عوامل تؤثر في تأجيل المفاوضات، وقال: “هناك عدة أسباب لتأخير المفاوضات؛ أولها تأثير رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية لطاقة الذرية، الذي يريد أن يشارك في المفاوضات ممثلًا عن الأوروبيين”.

وأضاف: “النقطة الأخرى هي أن الأمريكيين يريدون إتمام الاتفاق بناءً على مبدأ القوة، أي أنهم يقولون إننا نحقق السلام على أساس القوة، ولكن مع ذلك نواصل ممارسة الضغوط”.

الاتفاق الايراني الامريكي

وقال ردًا على سؤال حول سبب اعتقاده بأن الاتفاق بين إيران وأمريكا سيتحقق،: “السيد ترامب فشل في حرب الرسوم الجمركية، ولم يكن ناجحًا في حرب أوكرانيا وروسيا، كما لم يحقق نجاحًا في قضية جدار المكسيك، وكذلك لم يحرز تقدمًا كبيرًا في ملف تايوان والصين”.

وأضاف: “الدول الإقليمية كانت في فترة توقيع الاتفاق النووي تعارضه، على سبيل المثال، ذهب وزير خارجية المملكة العربية السعودية إلى فيينا، وجلس لمدة خمس ساعات في الطائرة مع السيد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت، وتحدث معه، وقال له: “ما ستحصلون عليه من إيران كحصيلة للاتفاق النووي، سأعوّضه لكم في السعودية”.

وتابع بخشايش أردستاني: “لأن ترامب، انسحب من الاتفاق النووي، يريد الآن أن يبرم اتفاقًا جديدًا مع إيران يكون بمزايا أعلى قليلًا من الاتفاق النووي، لكي يقول لأوباما ولزعماء السلطة في أمريكا: “أنا أفهم في الدبلوماسية”.

وأشار إلى أن ترامب مهتم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، ويريد أن يقول: “أنا أول رئيس أمريكي أعاد فتح السفارة الأمريكية في إيران”

 وقال: “من جانبنا نحن أيضًا قلنا للمسؤولين الأمريكيين: تعالوا وقدموا لنا ضمانات في المجال الاقتصادي والصناعي، واستثمروا في إيران، فمثلًا بما أن الكهرباء تُعتبر صناعة أم، نودّ أن يقول المسؤولون الإيرانيون للأمريكيين: تعالوا واستثمروا وشاركونا في إنتاج نحو 100 ألف ميغاواط من الكهرباء في إيران”.