بعد حديث بزشكيان حول برنامج حكومته .. تفاعل على منصات التواصل ونقاش حول “ثقة” كاملة سينالها وزراؤه 

كتبت – هدير محمود 

صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في الجلسة العلنية لمراجعة أهلية وزراء الحكومة المقترحة، بأنه مع تزايد المشكلات في المجتمع وتفاقمها، فإن التدابير والسياسات الحالية غير قادرة على حلها، وأضاف: “لا ينبغي لنا ملاحقة المواطنين كأننا حيوانات مفترسة، ونحن من نتحمل مسؤولية تحقيق الرضا والهدوء بين الإيرانيين”.

وأفادت صحيفة “اعتماد أونلاين” الإيرانية التابعة للتيار الإصلاحي، في تقرير لها الثلاثاء 20 أغسطس/آب 2024، بأن بزشكيان قال في الجلسة العلنية للبرلمان يوم السبت دفاعاً عن وزرائه المقترحين: “إن حكومة الوفاق الوطني هي حكومة تعتبر نفسها ملكاً لإيران كلها، ومطلوب منها احترام المصالح الوطنية فوق أي مصالح أخرى، وما يبدأ اليوم في مسار التعاون بين المجلس والحكومة اختبار للتعاون والتكامل”. 

وأضاف بزشكيان: “يجب أن تتحول إيران إلى بلد متقدم يتمتع بمكانة أولى في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية على مستوى المنطقة مع هوية إسلامية وثورية، وهذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا إذا آمنا بهذه الرؤية من كل قلوبنا، والآن هي الفرصة لتصحيح الإجراءات غير الفعالة في الحكم وخلق الأمل، وبعد القَسم الذي أقسمته لدينا فرصة لنكون واعين للظروف الخطيرة والصعبة التي يواجهها الناس، وفرصة للاستماع إلى جميع فئات المجتمع ومتطلباتهم للتحول والتغيير”.

وقال الرئيس الإيراني في جلسة البرلمان: “الحكومة التي تم تقديمها اليوم إلى المجلس حكومة وفاق وطني، كما قلت في أيام أداء اليمين، حكومة الوفاق الوطني هي حكومة تعتبر نفسها ممثلة لجميع أبناء الشعب الإيراني؛ وهي ملزمة بتأمين حقوق المواطنين لجميع الإيرانيين، وتلتزم بإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية على أي مصلحة أخرى”. 

وتابع: “هذا البلد مستقل ومستقر عندما يتمكن رجال الأعمال والحرفيون والمنتجون من العمل بشكل صحيح وخلق الثروة للبلد، وواحدة من أهم القيم التي نؤمن بها هي محاربة الفساد، وسنسعى بكل قوة لتحقيق ذلك، واحترام حرية التعبير والنقد والحوار من بين برامجنا، وإعادة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى الناس، وتوفير فرصة للمشاركة للقطاع الخاص، وإلغاء الاحتكارات وإزالة التدخلات، من أهم برامجنا”. 

وأضاف: “يقول أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) في نهج البلاغة في أولى كلمات له، إنه يضع عنقه رهناً لأقواله، ثم يقول: من كان قد درس المواقف والاتجاهات والطرق ولديه تقوى، لن يسلك الطريق الخطأ وسوف يتخذ القرار الصائب المبني على الأدلة؛ والتجارب والوثائق العلمية والعمل الفني؛ فالقرار الصحيح ليس مبنياً على رأي فرد أو جناح أو مجموعة؛ بل على الأدلة العلمية التي تحدد ما يجب أن نفعله، والأدلة الاجتماعية والدولية والتجارب الناجحة هي ما يجب أن نستخدمه لتحديد ما يجب القيام به”.

وأكد أن “إيران اليوم بحاجة إلى الوفاق الوطني والتضامن والمشاركة الوطنية لتجاوز الأزمات، والآن جاء دور نواب المجلس للعب دورهم التاريخي في تحقيق هذه الرؤية لهذا البلد”.

 واستطرد الرئيس المنتخب حديثاً قائلاً: “نحن في مركز استراتيجي للطاقة في العالم، حيث يوجد 71% من احتياطيات النفط و69% من احتياطيات الغاز في هذه المنطقة، ولدينا وصول إلى أسواق التصدير في العالم وإمكانية واسعة للنقل، ونحن جزء من مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي والتعاون الاقتصادي الأوراسي، ولنا تفاهمات طويلة الأمد مع الصين وروسيا، وهو ما يمثل فرصة لا تُعَوض. مع امتلاكنا 70 نوعاً من المعادن و7% من احتياطيات المعادن العالمية، ولدينا 60 مليار طن من الاحتياطيات المعدنية، ونحن نستغل منها فقط 0.8% سنوياً”.

وأضاف: “نحن ثاني أكبر دولة من حيث احتياطيات الغاز وثالث أكبر دولة من حيث احتياطيات النفط. لدينا حدود طويلة من الحدود البحرية في الشمال والجنوب، ونتشارك الحدود مع 15 دولة. ومن جهة أخرى، نحن في مركز التواصل مع 25 دولة حول العالم، ويعيش نحو 744 مليون شخص في منطقتنا، ويمكننا وضع خطط للتجارة والتواصل مع تلك الأسواق”.

 وتابع: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ إذا كنت تسعى إلى الأفضل، فليس لديك إلا رغبة العمل ولقمة العيش، وإذا كنت تعرف كل ما تسعى إليه، فهو ما ستحصل عليه”.

وحول اختيار الوزراء، قال بزشكيان: “كنا ملتزمين بكلماتنا، واستفدنا بكل من نعتقد أنهم سيكونون مفيدين لهذا البلد من حكومات الشهيد رئيسي وروحاني وأحمدي نجاد”. 

واختتم بزشكيان حديثه قائلاً: “يجب أن نتكاتف لجعل هذا البلد عظيماً. ساعدونا في السير نحو الوفاق. وليعلم العالم أننا سنكون متَّحدين خلف المرشد الأعلى، وأننا سنعمل معاً للوصول إلى تلك الرؤى وترك خلافاتنا جانباً”.

بعض ردود الفعل حول جلسة البرلمان

علق السياسي وممثل دائرة طهران في الدورة التاسعة والحادية عشرة والثانية عشرة للبرلمان الإيراني، سيد محمود نبويان، على صفحته الشخصية بمنصة X، بقوله: “ما يتضح من مراجعة الوزراء المقترحين خلال ما يقرب من أسبوعين في اللجان وجلسة البرلمان، أنه لا يتمتع كل من وزراء الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية ووزير الثقافة المقترحين بالكفاءة اللازمة لحماية مصالح الشعب بعيداً عن التوجهات الحزبية المتطرفة..”.

وكتب الناشط السياسي هاني رستكاران بصفحته الشخصية على منصة X: “جميع أعضاء الحكومة المقترحة من الدكتور بزشكيان سيحصلون على ثقة البرلمان. دعونا نتذكر هذا!”. 

ونشر الصحفي  بـ”اندبندنت فارسي” داريوش معمار صورة من المجلس على صفحته الشخصية بمنصة X، مضيفاً معها تعليقه: “طوال شهرين كاملين ظل ثابتي وأصدقاء جليلي الآخرون وجميع مؤيدي بزشكيان يهين بعضهم بعضاً ويتهم بعضهم بعضاً بالتجسس والخداع والخيانة. ثم نراهم الآن في المجلس يعانق بعضهم بعضاً! هذه هي السياسة المبنية على الكذب وتأليف السيناريوهات”.