- زاد إيران - المحرر
- 37 Views
كتبت- ميرنا محمود
السياسة الخارجية هي نشاط الدولة الذي يمثل برنامج عمل ممثليها في الخارج والذي يهدف إلى تحقيق أهداف معينة والتأثير في سلوك الدول الأخرى ، وتعكس السياسة الخارجية تصور صانع القرار في أي بلد لدور بلاده في البيئة الإقليمية والدولية، وذلك وفق ما قال موقع “indyturk” التركي يوم الأحد 25 أغسطس/أب 2024.
وقال إن طريقة رؤية صانع القرار لدور بلاده ومصالحها ومصادر التهديد هي التي تحدد نموذج العداء والصداقة الذي سيعتمده، وبالتالي تحدد شكل السياسة الخارجية لبلاده، بمعنى آخر، يُعد تصور صانع القرار لذاته إطارًا نفسيًا للسياسة الخارجية.
ويجب الإشارة إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية هي نتيجة تفاعل مصالح إيران ورؤية صانع القرار الإيراني لدورها الإقليمي، بما في ذلك شعور إيران بأنها تلعب دورًا ثوريًا وحمائيًا ومهيمنًا، فضلاً عن كونها مستضعفة واستثنائية.
كذلك فإن حكومة بيزشكيان تشكلت في سياق محلي وإقليمي ودولي مختلف عن سابقتها.
لقد وصلت حالة الإحباط بين الناس في إيران إلى ذروتها، حيث تستمر الحرب الإقليمية في غزة منذ تسعة أشهر، وتخوض الفصائل المسلحة وحزب الله صراعات في نقاط تعرف باسم جبهات الدعم.
يضاف إلى ذلك محاولات إسرائيل استهداف السيادة الإيرانية، سواء من خلال هجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا أو عبر اغتيال إسماعيل هنية في طهران على أعتاب تولي الرئيس الإصلاحي الجديد.
في الساحة الدولية، يجري موسم انتخابي أمريكي بين دونالد ترامب وإدارته التي تنتهج سياسة العداء والضغط الأقصى تجاه طهران، والمرشح الديمقراطي الذي فشل في تحقيق أي تقدم مع إيران، سواء على المستوى السلوكي أو الملف النووي.
لذلك، نحن على أعتاب حرب محتملة بين إيران وإسرائيل في إطار مواجهة إقليمية حرجة، ورغم أن كل المعطيات تشير إلى أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى حرب بين الطرفين، إلا أن جميع الأطراف تظهر عدم رغبتها في الانزلاق نحو الحرب.
وفي هذا السياق، نظَّم النظام الإيراني الانتخابات الرئاسية بطريقة ضمنت انتخاب رئيس إصلاحي، رغم سيطرة الجماعات المتطرفة على جميع مفاصل الدولة.
كما تم انتخاب عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية، وزيرًا للخارجية الإيرانية.
ويعتبر عراقجي مؤيدًا قويًا لخطة العمل الشاملة المشتركة والمفاوضات النووية.
وبحسب رأيه، كانت لهذه الاتفاقية ثلاث مزايا لإيران؛
الأولى، رفع العقوبات، والثانية هي إضفاء الشرعية على البرنامج النووي الإيراني، الذي يشمل تخصيب اليورانيوم ، والثالثة، تقويض مشروع الأمن الذي يقدم إيران على أنه تهديد للسلام الدولي.
كما عينت إيران في وزارة الخارجية شخصًا يتمتع بخبرة في العلاقات الدولية والمفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي، وسيتبنى نهجًا مفاوضًا مع الغرب.
فمن ناحية، هذه رسالة قوية من إيران إلى الغرب في وقت تشتعل فيه المنطقة بانتظار عودة المفاوضات العلنية والشفافة بين واشنطن وإيران، وليس المحادثات السرية غير المباشرة التي تؤدي إلى اتفاقيات قصيرة المدى، مثل الاتفاق الذي تم بين إبراهيم رئيسي وجو بايدن.
في المقابل، لا شك أن عراقجي، الذي ينحدر من عائلة تُجَّار السجاد، سيُركّز على استغلال مهارات وصبر صانعي السجاد، بالإضافة إلى مهارات التفاوض، كطريقة لإدارة ملفات السياسة الخارجية.
لقد روى ذات مرة قصصًا من سوق السجاد، حيث تعلَّم كيف يجب على المفاوض في المفاوضات متعددة الأطراف أن يكون سريع البديهة وألا يترك موقفه ولو للحظة واحدة، لأن الإهمال للحظة يمكن أن يؤدي إلى قبول عرض أو إضافة نص إلى اتفاق.
وفيما يتعلق ببرنامج السياسة الخارجية الذي ستتبناه حكومة بيزشكيان، قدم عراقجي أولويات سياسته الخارجية خلال جلسة علنية في البرلمان الإيراني. وأكد أنه سيواصل سياسة حسن الجوار التي اتبعها سلفه حسين أمير عبد اللهيان.