تصاعد الصراع.. إسرائيل تبدأ الحرب على لبنان 

كتبت- لمياء شرف

التصعيد العسكري بين إسرائيل ولبنان آخذ في التزايد بشكل خطير، خاصة بعد موجة الانفجارات بأجهزة اتصالات بلبنان “البيجر” و”الوكي توكي”، على الرغم من أن إسرائيل لم تعلن رسميًا بدء حرب شاملة ضد لبنان، فإن العمليات العسكرية المكثفة والإجراءات التي تتخذها على الأرض تشير إلى اقترابها من هذا السيناريو.

 جاءت تفجيرات يوم الأربعاء 18 سبتمبر/ أيلول 2024، بعد إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، وعليه حمّل حزب الله والحكومة اللبنانية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الانفجارات التي وقعت أمس الثلاثاء، وبعد ظهر يوم الأربعاء.

بلغت حصيلة قتلى الانفجارات حتى الآن 12 قتيلاً بينهم طفلان ونحو 2800 جريح، وفق تصريحات وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.

 بعد تفجيرات يوم الأربعاء، طالب الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، بدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد بشكل عاجل لبحث تفجير أجهزة الاتصالات في لبنان، ووجّه شكوى إلى مجلس الأمن، سائلًا: “أين المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام الإجرام في غزة ولبنان؟”.

أشار المحلل السياسي، عدنان زماني، في تصريحات لزاد إيران، أنه لا شك أن الأحداث في لبنان في تطور كبير وتوسعت مساحة الصراع خلال العام الماضي، ومع ذلك لا يمكن الجزم بأن ما جرى في اليومين الماضيين في لبنان واستهداف أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله هو علامة على بدء الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله.

وأكد أن إسرائيل تدرك أن الحرب على حزب الله ولبنان قد تفجر الأحداث ويشعل المنطقة، وهو ما يرفضه حلفاء إسرائيل خاصة الولايات المتحدة الأميركية وهي على أعتاب الانتخابات الأميركية.

وأشار إلى أن إسرائيل على الرغم من ادعائها بنقل ثقلها وتركيزها العسكري إلى جبهة الشمال، تعرف أنها لم تحقق أهدافها الرئيسية في حربها على غزة، وبالتالي فإن الدخول في حرب مع حزب الله سيفتح المجال للمقاومة في غزة لتنظيم صفوفهم واستعادة قوتهم.

عدنان زماني

وقال زماني: “على الطرف الآخر يعاني حزب الله في لبنان من ضغوطات متزايدة في الداخل تدفعه لتجنب الدخول في حرب مع إسرائيل.”، مضيفًا أن الأحداث الأخيرة تكشف عن وجود اختراق أمني في منظومة حزب الله، ويجب عليه معالجتها قبل التفكير في خوض صراع شامل مع عدو متأهب للحرب.

وعن الموقف الإيراني أكد زماني أن التصريحات الإيرانية حتى الآن هادئة ولا تنذر بأي خطوات عسكرية ضد إسرائيل، ما لم تقدم إسرائيل على شن حرب واسعة على حزب الله، حينها فمن المتوقع أن تتخذ إيران موقفًا تصعيديًا.

وأوضح أن طهران تدرك أن شن إسرائيل حرب على حزب الله كما حدث لحماس في غزة، يجعل إيران هدفًا مستقبليًا إذا ما قُضي على قدرات الحزب في لبنان، وبالتالي فإن إيران لن تنتظر هذا السيناريو بكل تأكيد وتحاول منعه أكثر مما حاولت في حرب غزة.

موقف إيران

تتابع إيران الأحداث في لبنان عن كثب وتعد هي الداعم الرئيسي لحزب الله، ولكنها لم تتدخل بشكل مباشر حتى الآن، ويظل وجودها في المشهد اللبناني والإقليمي جزءًا من معادلة القوة. التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يعتبر بالنسبة لإيران جزءًا من الصراع الأوسع في المنطقة، فهي الداعم العسكري والمالي لحزب الله.

اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن استخدام الكيان الصهيوني لوسائل مخصصة للرفاهية كأداة للاغتيالات هو قمة الإرهاب ووصمة عار على جبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وأدان بزشكيان اليوم الأربعاء، جريمة الكيان الصهيوني في تفجير أجهزة بيجر في لبنان، خلال تصريحات له في جلسة مجلس الوزراء واعتبر أن استخدام الكيان الصهيوني لوسائل مخصصة للرفاهية كأداة للاغتيالات هو قمة الإرهاب وهو سقوط للإنسانية ووصمة عار في جبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

بزشكيان – بورتريه خاص لزاد إيران

وأضاف حسب موقع نورنيوز، أن الاعتداء الإسرائيلي على لبنان يعكس عدم مصداقية الغرب وأمريكا في مساعيها لوقف إطلاق النار ومواصلتهم الدعم الكامل لجرائم الاحتلال الصهيوني.

أفادت وسائل الإعلام حسب تقرير شبكة شرق، أن رؤيا مجتبي أماني، سفير إيران في بيروت، سقط في حالة خطيرة إثر انفجار لبنان أمس الثلاثاء. وقد أصدرت السفارة الإيرانية في بيروت بيانًا تنفي فيه الشائعات حول حالة رؤيا مجتبی أماني.

حسب وكالة تسنيم، كذّب علي محمد نائيني، المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، الأخبار التي تروجها بعض وسائل الإعلام حول مقتل أعضاء من الحرس الثوري الإيراني في لبنان بسبب التفجيرات. 

الموقف الدولي

وفي محاولة للتهدئة، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية، فقد اتصل المسؤولون في واشنطن بإيران عبر قنوات غير رسمية ليعلنوا أن الولايات المتحدة ليست لها أي علاقة بالهجوم الذي شنته إسرائيل ضد حزب الله اللبناني.

ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن الوقت لم يكن أسوأ من الآن بالنسبة للرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لتنفيذ عمليات إسرائيلية ضد حزب الله اللبناني؛ حيث إن تصعيد الوضع وخطر نشوب حرب أوسع يأتي قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما قد يدمر احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

نتنياهو وبايدن- وسائل التواصل
نتنياهو وبايدن- وسائل التواصل

كما دعا ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إيران إلى عدم استغلال الانفجارات التي وقعت في لبنان كذريعة للتصعيد مع إسرائيل، كما نفى أن لواشنطن أي صلة بتفجير أجهزة الاتصالات في لبنان، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ليست متورطة في هذه الحوادث وليس لها علم مسبق بها.

وقال وزير الخارجية الأيرلندي، مايكل مارتن: “إن الهجمات على لبنان تعد شكلاً جديداً من الحروب و يجب علينا جميعا الشعور بالقلق”.

كما أن الحكومة الألمانية علقت تراخيص أي صادرات أسلحة جديدة إلى إسرائيل، وهي في انتظار حل القضايا القانونية التي تزعم أن مثل هذه الصادرات من ألمانيا تنتهك القانون الإنساني حسب وكالة رويترز.