- شروق حسن
- 20 Views
في خضم توترات داخلية متزايدة، كشف مسؤولون سابقون في البرلمان الإيراني عن تحركات منظمة يقودها متشددون تهدف إلى تقويض حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، عبر حملات استجواب منظمة ورسائل نصية تحمل عبارات مهينة ومطالبة باستقالته، وفي مقابلات مع وكالة “خبر أونلاين“، عبّر كل من حشمت الله فلاحت بيشه وغلام علي جعفر زادة ي عن قلقهما من سلوك هذا التيار الذي وصفوه بالهدام، متهمين إياه بإثارة الفوضى والتآمر على استقرار البلاد.
كشف حشمت الله فلاحت بيشه، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، في جزء من حديثه مع وكالة “خبر أونلاين”، عن تحركات جديدة من قبل المتشددين ضد حكومة بزشكيان.
يجب أن يتنحى بزشكيان
قال فلاحت بيشه لوكالة “خبر أونلاين”، إن “القضية بالنسبة للمتطرفين ليست السياسة الخارجية على الإطلاق، بل ما يهمهم هو إزاحة مسعود بزشكيان من منصبه وأن يرحل في أقرب وقت ممكن، حتى في الذكرى السنوية للانتخابات الرئاسية، يتم تداول رسائل نصية قصيرة بهذا العنوان: يجب أن يتنحى بزشكيان.
لأن المسألة الوحيدة المهمة بالنسبة لهم هي السلطة، ولا يحتملون حتى ذرة من السلطة النابعة من إرادة الشعب».
لكن، هل تُرسل هذه الرسائل النصية إلى جميع الشخصيات السياسية؟ ومن يقف خلف كواليس إرسال هذه الرسائل؟
استجواب بزشكيان
في السياق ذاته، قال غلامعلي جعفر زادة، النائب السابق في البرلمان، في تصريح لوكالة “خبر أونلاين”، مشيرا إلى الرسائل النصية المرسلة من قبل المتشددين للمطالبة باستجواب بزشكيان: “وصلت رسالة نصية واحدة؛ ولم تكن مجرد دعوة لاستجواب بزشكيان، بل كانت بصياغة في غاية القبح والإهانة.
من الطبيعي أن نمتلك رأيا سلبيا تجاه أحدهم في وقت ما، وهذا أمر مفهوم؛ وربما لا نُعبّر بدقة، ولكن توجيه اتهامات بانعدام الدين وقضايا أخرى أمر مؤلم.
إن كنت تريد أن تستجوب، فلتفعل، وقل إنه ضعيف؛ ولكن اتهامه بانعدام التقوى والدين، واستحضار نهج البلاغة وسط ذلك، تصرف مشين”.
وتابع أنه “رد عليه وقال إن ما قمت به يمثل قمة انعدام التقوى، أنا أيضا أوجّه انتقادات، لكن انتقاداتي تأتي في سياق الإصلاح وتقدم البلاد، لقد قلت يوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025 إن إنفاق أكثر من ٤٠% من الميزانية يُعد أمرا خاطئا للغاية، ومن منطلق السعي للانضباط المالي والميزاني، طلبنا من بزشكيان أن يضع خطة لضمان عدم تكرار هذا التصرف مجددا”.
لا يجب أن نحارب أنفسنا من الداخل
النائب السابق في البرلمان الإيراني، وفي معرض تأكيده أن الشتائم والإهانات وتوجيه الاتهامات أمر سيئ، قال إنه يدعو الأجهزة الأمنية إلى التدخل في هذا الموضوع، “في ظل ظروف نُهدّد فيها على مدار الساعة؛ إذ إن قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يدّعي يوميا استعداده لشن هجوم على إيران، وهو ما يخلق توترا مستمرا، فإننا بحاجة داخل البلاد إلى الوحدة، والتفاهم، والتآزر.
لا ينبغي لنا اليوم أن نحارب أنفسنا من الداخل، لا سيّما في وقت نعيش فيه تحت تهديد دائم فوق رؤوسنا.
لقد استمعتم إلى تصريحات ترامب؛ بكل وقاحة اتهم إيران بالسلوك العدائي، لكنه لا يذكر كيف يتصرف هو نفسه ضدنا”.
وأشار جعفرزاده إلى أنه “للأسف، تلقى رسالة نصية، وحين ردّ عليها بردّ قاسٍ، خاب أمل مرسليها منه، وقد أدان أسلوبهم في التخاطب”، وقال مخاطبا المتشددين: “هاتوا لي أربع حجج فقط؛ لستُ شخصا غير منطقي، ولم نمنح أحدا شيكا على بياض، ولا نجامل أحدا.
ولكن أن تأتوا وتوجهوا لشخص ما هذا الكم من الإهانات والافتراءات، فهو يُعدّ تشويشا للرأي العام، لا أعتبر هؤلاء أشخاصا صادقين.
إنهم أناس يريدون خلق اضطرابات داخلية، وفي الوقت ذاته، يدفعون القوى الخارجية نحو مهاجمة البلاد، أعتبر هذا مؤامرة، وسلوكهم هو شرارة فتنة جديدة ضد إيران”.

تنظيم تجمعات
وتابع بالقولِ إنه “حين لم نواجه المتشددين بحزم، تقدموا حتى على القيادة، خلال العقود الأخيرة، ومنذ عام 1997، تحوّلوا إلى نواة مركزية للسلطة.
والآن، أستطيع أن أقول لكم بكل يقين: لقد أصبح الوقت متأخرا، لقد تدخلوا في جميع مفاصل الدولة، وهم يسيرون البلاد بعقلية جمعية حجتيه”.
وأردف أن “مهما بذل بزشكيان وأمثاله من جهد، فإن أقصى ما يمكنهم فعله هو إبطاء هذا التيار فحسب، أشعر أن الأجهزة الأمنية، دون أن تتلوث بالسياسة، يجب أن تتدخل من أجل الحفاظ على النظام، والثورة، وأن تتعامل بحزم مع أولئك الذين يرسلون هذه الرسائل النصية ويشوّهون الرأي العام ويسببون اضطرابات.
لأن خطوتهم التالية ستكون تنظيم تجمعات وإثارة الفوضى، كل هذا يُعدّ بمثابة إشارة خضراء لنتنياهو، ولأمريكا، ولكل من يعادي بلادنا”.
وأضاف أنه “رغم كل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها مختلف فئات المجتمع، ورغم كافة المصاعب، تمضي البلاد بهدوء.
كل يوم يحدث شيء جديد؛ من قضية قتل إلهه حسيننجاد إلى تلك البطلة في رياضة المصارعة باليد التي قطع زوجها يدها وقتلها، ومع ذلك، لا يزال يتم احتواء الأزمة الأساسية ومنع وقوعها، لكن هؤلاء يسعون إلى خلق أزمة كبرى على غرار قضية مهسا”.
وأشار جعفرزاده إلى الحصول على وثائق إسرائيلية، وقال إنه “في الوقت الذي أشكر فيه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على عمليتها الأخيرة المتعلقة بوثائق الطاقة النووية، أطلب منهم ألّا ينغمسوا في هذا الإنجاز إلى حد الغفلة عن الداخل.
لدينا في الداخل عدد غير قليل من العناصر المخترقة، وأقولها بكل صراحة: هم موجودون حتى في المستويات العليا من هرم المسؤولية في البلاد.
هؤلاء يستغلّون السذّج من الشباب بشعارات من قبيل (لقد ضاع الإسلام)، ويستخدمون الدين للتأثير على مشاعر المتدينين وخلق حالة من التمرد”.

سيتم استبعاد المتشددين تماما
لكن على خلاف جعفرزاده، صرّح جلال رشيدي كوجي، النائب في الدورة الحادية عشرة لالبرلمان الإيراني، في حديث لوكالة “خبر أونلاين”، مشيرا إلى الرسائل النصية التي يرسلها المتشددون من أجل استجواب بزشكيان، بالقول: “والله، نحن لم نعد من الساسة الذين تُرسل لهم مثل هذه الرسائل.
التيار الخاص الذي يُلقي بنفسه اليوم في النار والماء، قد تدهور سلوكه من السخافة إلى السخرية، وهم من يقومون بهذه الأفعال، لا أظن أن مثل هذه الأمور تطرح بجدية في مثل هذه الظروف”.
وأضاف النائب السابق أن “التيار نفسه الذي يدّعي بشدةٍ التزامه بولایة الفقيه ويتابع هذه القضايا، من الأفضل أن يعلم أنه منذ لحظة تنصيب بزشكيان رئيسا للجمهورية، يتصرف بشكل مناقض تماما لتوجيهات المرشد.
حين تراهم يتخذون خطوات لإضعاف الحكومة بحجج واهية ومختلفة، فهم في الجهة المقابلة لما يريده القائد، والجميع يعلم ذلك، وللأسف، هذا التيار ينسب نفسه زورا إلى التيار الثوري، وهو من يفتعل هذه الأحداث في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد”.
وأشار رشيدي كوجي إلى هدف المتشددين وتحركاتهم ضد بزشكيان، وقال إن “هؤلاء يمثلون أقلية ضئيلة جدا، وإذا أردنا أن نحسبهم، فإنهم لا يشكلون أكثر من 10% حتى داخل البرلمان الإيراني نفسه؛ أي إنهم في قلب الأقلية.
يحاولون من خلال إثارة مثل هذه المواضيع، أن يُبقوا تيارهم على قيد الحياة باستخدام التنفس الاصطناعي”.
وتابع أنهم لا يريدون تقبُّل أنه قد تم إقصاؤهم عن السلطة، ويقومون بمحاولاتهم الأخيرة، النظام والقيادة قد أدركا جيدا خطر هذا التيار المتطرف والخطير، ويجري الآن العمل على إدارته، وسيتم استبعاده بالكامل من الدورة السياسية في المستقبل القريب.
وهذه التصرفات التي يقومون بها تهدف فقط للبقاء، ولإرضاء ذلك الأربعة في المئة من المؤيدين الذين يقفون وراءهم.
وبخصوص تعامل النظام مع المتشددين، قال: “بالتأكيد بدأ التعامل معهم، وسيتصاعد، هذه هي نظرتي، وآمل أن يحدث ذلك بالفعل”.