- زاد إيران - المحرر
- 18 Views
نشرت صحيفة اعتماد الإصلاحية، الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات محمد صادق جوادي حصار، الناشط السياسي الإصلاحي وحشمت الله فلاحت بيشه، المحلل السياسي، في حوار أجرته معهما حول سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي على إيران، وتأكيد أهمية الجمع بين الرد الميداني الحازم والحفاظ على مسارات التفاوض والدبلوماسية مع الغرب، باعتبار ذلك وسيلة فعالة لعزل إسرائيل وإفشال مخططاتها التصعيدية.
محمد صادق جوادي حصار: الدبلوماسية الميدانية تعني عزلة إسرائيل وهزيمتها
نقلت الصحيفة قول جوادي حصار، حول الأزمة الأخيرة، أنه “بشكل عام، كلما اقتربت إيران أكثر من الدبلوماسية، شعرت إسرائيل بخطر أكبر. لكن من الضروري أن نناقش قليلا كيف تُعرّف الأطراف المختلفة مفاهيم مثل الدبلوماسية، والحوار، والتفاهم”.
وبيَّن أن الدبلوماسية في جوهرها شكل من أشكال النضال النشط، فإنها صراع منطق ضد منطق، ومواجهة بين قوتين باستخدام أدوات مثل الحُجّة، والمفاوضة، وأحيانا حتى الترهيب، إلى جانب التمكن من أساليب العمل السياسي على طاولة المفاوضات.
وأوضح أن الإسرائيليين والأمريكيين غير راضين عن التقدم المتزايد لإيران، ولا عن قدراتها العلمية وإمكانياتها التخصصية، خاصة في المجال الدفاعي والعملياتي والعسكري. وهم يستخدمون كل الأدوات الممكنة لوقف هذا النمو.
وأضاف أن إيران، باعتبارها منظومة حيوية وإيكولوجية متكاملة، تمتلك الخصائص اللازمة للاستمرار والبقاء والازدهار. فلديها عقل، وقلب، وعين، وأذن، لكنها في الوقت نفسه، كغيرها من الكيانات، قد تُصاب أحيانا بالعِلل والمشكلات. وهناك دول أخرى، بوصفها أنظمة منافسة، تحاول إما استخدام هذا النظام الحيوي لصالحها وتحويله إلى عبد لها، أو إذا لم يتعاون، أن تقوم بتدميره.
وتابع أن هؤلاء الأعداء لا يمكنهم توجيه ضربة موجعة لإيران إلا إذا كانت تعاني من نقائص في عدة جهات: أولا، إذا لم يكن لديها الطاقة الكافية للدفاع والبقاء، وثانيا، عندما تفقد القدرة والوسائل للدفاع، فإن ذلك يفتح الباب أمام الهجوم على هذا النظام.
وأفاد بأن “عناية الله الكبرى وضعت داخل هذا النظام احتياطات من الطاقات الخاصة التي تمكّنه من المواجهة والمقاومة حتى في أصعب الظروف. فالطامعون قد طمعوا، والمهاجمون قد هاجموا، لكن تلك الطاقة المستمدة من قوة القلب، والإيمان، والطاقة الروحية، ظهرت من جديد، ودعت الشعب إلى التأمل والمواجهة”.
وفي الختام صرَّح جوادي حصار بأن “اليوم هو وقت الوحدة الوطنية لمواجهة الفيروس الذي هاجم قلب إيران بهدف محدد. ويمكننا أن نعيد بناء أنفسنا، وأن نستعيد توازننا، إذا ما حُقن جسد الوطن بمضاد الأمل. وعندها يمكن تجديد البُنى المتآكلة بسرعة، وتوجيه إيران من جديد نحو سلوك عقلاني ومنطقي. سيداتي وسادتي، يمكننا اجتياز هذه المرحلة، وهذه الأزمة أيضا”.

حشمت الله فلاحت پيشه: انعدام الأمن تسلّل إلى عمق وجوهر حياة الشعب الإسرائيلي
تناولت الصحيفة تصريحات فلاحت بيشه، من زاوية مختلفة، حيث قال: “أنا شخصيا، كإنسان عانيت لسنوات من تبعات التطرف المدمر في إيران، وأعتقد أن الوقت اليوم هو للدفاع والمواجهة والمقاومة. وفي هذه المرحلة، يجب على الشعب أن يدعم أولئك الذين وقفوا بأرواحهم في وجه إسرائيل. فخلال 22 عاما قضيتها في الساحة السياسية، رأيت كيف أن بعض الأشخاص والتيارات يسعون باستمرار لدفع فتنة الحرب باتجاه إيران”.
وأردف أنه على مدى هذه السنوات، كنت دائما أعتبر اللمبنية السياسية أي السلوك السياسي الانتهازي والفوضوي أكبر آفة تهدد السياسة الخارجية والداخلية لإيران.
وأورد أنه “وفي ظل هذه الظروف، وبينما أدعو الشعب للاهتمام بمصالح إيران، أطالب المسؤولين السياسيين وصنّاع القرار في إيران، أنه على الأقل في هذه المرحلة الحرجة من الحرب، بأن يمنعوا مزيدا من الأضرار التي تلحقها اللمبنية السياسية بالمصالح الوطنية”.
وأبرز أن اللمبنيين السياسيين هم ذاتهم أولئك الأشخاص والتيارات الذين يطلقون مزاعم باطلة ومدمّرة، مزاعم لا أساس لها من الصحة كانت سببا في إعطاء المبرر لشن الحرب على إيران.

وأضاف أنه حتى اليوم، لا يزال هؤلاء يتشدّقون بقضايا مثل الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، وإغلاق مضيق هرمز، وغيرها من الأمور، دون أن يدركوا أن هذه الضجة تساهم في توحيد الدول الأخرى ضد إيران. وهؤلاء المتطرفون يسيرون على النهج ذاته الذي يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكَّد أن “توسيع رقعة الحرب ومحاولة فرض حصار على إيران يمثّلان الحلم الأكبر لنتنياهو. ويشير إلى أن الحرب باتت تقترب من أبعاد أكثر شؤما وخطورة، وواصل أننا نشهد اليوم كيف أن إسرائيل تستهدف المدنيين، وكيف أنهم يصبّون فشلهم في تحقيق الأمن داخل إسرائيل على رؤوس سكّان طهران. إن المسألة التي كان ينبغي للإسرائيليين حسابها منذ البداية هي الفارق في العمق الاستراتيجي بين البلدين”.
وأبلغ أن صواريخ إيران الثقيلة تسقط على الأراضي الإسرائيلية، وكل صاروخ يهزّ ثلث مساحة إسرائيل. بينما العمق الاستراتيجي لإيران يساوي 80 ضعفا مقارنة بإسرائيل.
وبيَّن أن هذا الفارق هو ما جعل انعدام الأمن يتسرّب إلى عمق حياة الإسرائيليين. وهذا الوضع يعكس فشل وهم الحرب الأحادية الجانب التي كانت إسرائيل تظن أنها قادرة على فرضها. وفي المقابل، يحاول الإسرائيليين التغطية على ضعفهم من خلال قصف مستشفى فارابي في كرمانشاه، واستهداف مناطق سكنية في طهران وكرج وتبريز ومدن أخرى.
واعتقد أن الإسرائيليين استطاعوا الاستفادة من عنصر المفاجأة بسبب اختراق سياسي أكثر من كونه أمنيا داخل إيران.
وعبّر عن أسفه لبعض القرارات، قائلا: “بينما كان المسؤولون الإسرائيليون يخططون للهجوم على إيران، كانت قضايا مثل التجوّل بالكلاب تُطرح كقضية رئيسية داخل إيران! وكانت أغلب مجالس الأمن والنواب والشرطة منشغلة بهذه الظواهر الهامشية. أما اليوم، فقد تخطّت إيران المرحلة التمهيدية ووصلت إلى مرحلة الردّ بالمثل. فإسرائيل كانت تراهن على فرض حالة من الفوضى داخل إيران، لكن الفوضى هي التي انتقلت إلى داخل إسرائيل”.
وصرّح بأنه “كلما كثّفت إسرائيل استهدافها للمدنيين، ازداد مستوى الوحدة الوطنية في إيران ضدّ هذا النظام. أما التصريح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال فيه إن الحرب يجب أن تنتهي من تلقاء نفسها، فهو يُعد من أكثر ردود الفعل الأمريكية انعداما للإنسانية تجاه حرب مدمّرة، رغم أن ترامب نفسه أحد المتسبّبين فيها”.
وأفاد بأنه عندما يتحدث الوسيط إلى ترامب، يكون رده أن الحرب يجب أن تنتهي من تلقاء نفسها، لكن الحقيقة أن هذه الحرب لن تنتهي دون مزيد من التصعيد، وقد تستخدم إيران أسلحة أكثر فتكا، مما سيؤدي إلى أضرار أشدّ في المنطقة. وأعتقد أنه يجب بناء آليات التفاوض على أساس أكثر عقلانية قبل أن تصل الحرب إلى مرحلة انتحارية يصعب فيها التراجع.
وتحدث حول مزاعم إسرائيل بالسيطرة على سماء طهران، قائلا إن هذه مجرد دعاية حربية. ففي الحروب تُطرح الكثير من المزاعم، ولكل طرفٍ نقاط قوة وضعف، لكنني أرى أن كثيرا من ادعاءات إسرائيل، ومن ضمنها تقليل عدد القتلى في صفوفها، جزء من حرب إعلامية تهدف إلى الترويج لصورة مغايرة للواقع. فنتنياهو كان يريد إقناع أمريكا وأوروبا بأن بإمكانه دفع إيران إلى طاولة التفاوض خلال أيام.
وأوضح أن هذا كان ممكنا فقط في حال كانت الحرب من طرف واحد، ولكن اليوم، إيران تردّ على كل هجوم بهجوم مماثل.
وشدد على أن ادّعاء أن الحرب أحادية الجانب، ومن ضمنه ادعاء السيطرة على سماء إيران، هو امتداد للسياسات السابقة التي كان يتبعها نتنياهو. والأهم من ذلك أن إيران اليوم تخوض حربا ضدّ نظام ارتكب أكبر الجرائم منذ الحرب العالمية الثانية بحق شعوب فلسطين ولبنان وسوريا وغيرهم.
وفي الختام أبرز أن شعوب المنطقة تحمل حقدا تاريخيا على إسرائيل، وأن قدرة إيران على الحفاظ على توازن الحرب من خلال الردّ بالمثل تُعدّ إنجازا. وهذا ما أدى إلى خروج عشرات الآلاف في مظاهرات مؤيدة لإيران بالمنطقة والعالم.