- زاد إيران - المحرر
- 35 Views
ترجمة: يارا حلمي
أجرت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية الإصلاحية، الإثنين 7 أبريل/نيسان 2025، حوارًا مع الدكتور حسن هاني زاده، الخبير ومحلل العلاقات الدولية، حول المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
مفاوضات غير مباشرة
بعد جدل طويل ومراسلات متبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وافق المرشد الأعلى علي خامنئي، بناء على ما أعلنه محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ذكرت الصحيفة أن محمد باقري صرح في هذا السياق قائلا: “مؤخرا، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد تلقى ردا مناسبا يتوافق مع التوجيهات والتعليمات الصادرة عن سماحته”.
وتابع باقري قوله: “التوجيهات الصادرة عن المرشد الأعلى كانت تقوم على عدة أسس، وهي أننا لسنا من يبدأ الحرب، وسوف نرد على أي تهديد بكل ما نملك من قوة، كما أننا نبحث عن تحقيق الاستقرار والهدوء في منطقة الشرق الأوسط، ولسنا بصدد السعي وراء امتلاك سلاح نووي، بل نسعى لتلبية احتياجات الشعب الإيراني في هذا المجال، ولن نجري مفاوضات مباشرة، إلا أن المفاوضات غير المباشرة لا مانع منها”.
نص الحوار:
المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية قد تم تأكيدها. في أي ظروف يمكن أن تمهد هذه المفاوضات الطريق نحو مفاوضات مباشرة بين الطرفين؟
إن الضوء الأخضر الذي أبدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعاون مع الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى، وكذلك رد إيران على هذه الرسالة، قد يحمل بشائر لمرحلة جديدة بين إيران والمجتمع الدولي.
ومع ذلك، لأن سلوك ترامب غير الشفاف وغير القابل للتنبؤ به، قد أثار شكوكا لدى مسؤولي الجمهورية الإسلامية بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، رأى المرشد الأعلى أن المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة لن تحقق تفاهما كاملا، خصوصا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضه حوالي 1800 عقوبة جديدة ضد إيران.

برأيكم، كيف يمكن إزالة هذه الشكوك؟ وهل هناك مقومات لإزالتها بالفعل؟
من أجل مواجهة الحملات الإعلامية الغربية، أعلنت إيران استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر ومن خلال وسيط ثالث مثل سلطنة عمان، وبطبيعة الحال فإن إيران ستبدأ المفاوضات بدون أي شروط مسبقة، ولن تسمح لترامب بوضع أي شرط عليها.
إضافة إلي ذلك تجدر الإشارة إلي نقطة أخرى في هذا الصدد، وهي أن المفاوضات المستقبلية بين إيران والولايات المتحدة ستقتصر فقط على الملف النووي الإيراني، ولن تتطرق إلى قضايا أخرى، هذا ما تم اتباعه سابقا أيضا، حيث كانت المفاوضات تدور فقط حول البرنامج النووي الإيراني.
كما أن الأمر يتوقف على الأجواء التي ستسود المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، فإذا ما تولد جو إيجابي خلال المفاوضات التي ستجري في سلطنة عمان، فإن إيران لن تمانع في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، ترى إيران أن المرحلة الأولى تتطلب عملية تحقق وتأكيد الالتزام من جانب الولايات المتحدة، ويجب على ترامب أن يتصرف بطريقة تفضي إلى نتائج إيجابية لهذا التحقق.
وإذا أقدمت الولايات المتحدة على رفع العقوبات المفروضة على إيران، ووفرت الظروف المناسبة لتعامل إيران الاقتصادي مع دول العالم، فإن إيران في المقابل ستكون مستعدة للرد الإيجابي على بعض مطالب الولايات المتحدة، مثل خفض نسبة تخصيب اليورانيوم.
ما الذي سيحدث إذا لم تُثمر المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عن أجواء إيجابية بين الطرفين؟
إيران في هذه الحالة تمتلك العديد من الخيارات، تماما كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، حيث ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة أمام الطرفين، وفي ظل الوضع الراهن تثير بعض وسائل الإعلام المعادية حاليا القلق حول احتمال سعي الولايات المتحدة لتهيئة الأجواء لشن هجوم عسكري على إيران، واتخاذ بعض الإجراءات في هذا الإطار.
لكن الواقع يشير إلى أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بشن هجوم عسكري على إيران، وهذا مجرد ادعاء إعلامي، فالمعطيات السياسية والميدانية تثبت أن الولايات المتحدة،لا تسعى حاليا إلى مواجهة عسكرية مع إيران، رغم احتمال زيادة الضغوط عليها مستقبلا، وفي المقابل إيران مستعدة تماما ولديها خيارات جاهزة.
وفي حال لجأت الولايات المتحدة إلى المغامرة العسكرية في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، وبالتحديد ضد إيران، فعليها أن تضع في الحسبان القدرات الدفاعية العالية للجمهورية الإسلامية، التي تمنع واشنطن من تحقيق أهدافها في هذا المجال.
في حال اندلاع مثل هذا السيناريو، كيف سيكون سلوك إسرائيل؟ وهل تسعى إسرائيل إلى تحريض ترامب لشن هجوم عسكري على إيران؟
إن زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلنة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ولقائه بترامب في البيت الأبيض، تأتي على ما يبدو في هذا السياق، حيث يسعى نتنياهو إلى تحريض ترامب على شن حرب ضد إيران وتهيئة الظروف المناسبة لذلك.
كما أن الولايات المتحدة تدرك تماما أنه في حال أقدمت على مغامرة عسكرية ضد إيران، فإن أول من سيتعرض للأذى هو إسرائيل، إن رد إيران سيكون شاملا وواسع النطاق، وسيكون أول هدف في مرمى نيران الجمهورية الإسلامية هو الكيان الإسرائيلي.
حيث أن إسرائيل تعرضت بالفعل خلال الفترة الأخيرة إلى أضرار جسيمة، وفي حال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بينها وبين إيران، فإن هذه الأضرار ستتضاعف بشكل أكبر.
ومن المؤكد أن المفكرين والمنظرين في الولايات المتحدة الأمريكية سيقومون بتحذير ترامب من الانجرار وراء استفزازات وتصريحات نتنياهو، ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن لا ترغب في اندلاع حرب واسعة النطاق في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، خاصة وأنه لا يمكن التنبؤ بنهايتها أو نتائجها.