- شروق حسن
- 35 Views
ترجمة: شروق حسن
في حوار خاص مع الصحيفة الإيرانية الأصولية فرهختيكان يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، تناول الخبير في الشؤون الدولية حسين آبنكي مقترح تشكيل كونسورتيوم نووي إقليمي يضم دول الخليج العربي، وناقش بإسهابٍ أبعاد هذا المقترح وتبعاته المحتملة على استقلال إيران النووي.

وإلى نص الحوار:
حين الحديث حول تشكيل كونسورتيوم نووي في المنطقة.. هل تتكرر تجربة “يوروبيف”؟
سبق أن شاركت إيران مع أحد البلدان الغربية في الصناعة النووية، وهو موضوع أشار إليه آبنكي من خلال تناوله مقترح الكونسورتيوم النووي، حيث قال: «في هذا الإطار، النقاش هو أن نقوم بتشكيل كونسورتيوم؛ على سبيل المثال، لنفترض أننا نفتح منشآت التخصيب، وننقل مصانع التخصيب إلى إحدى الجزر في الخليج العربي، ونضعها هناك ونُشكّل شراكة.

والتفاصيل التي وردت من هذا المقترح هي أن نقوم بتأسيس شراكة هناك، وتقوم بلدان الخليج العربي بأعمال التخصيب.
لدينا سابقة للقيام بمثل هذا الأمر، منذ نحو خمسين عاما، حيث نملك أسهما واستثمرنا في مصنع “يوروبيف” في فرنسا، والذي يُعد من أكبر مصانع التخصيب في العالم، ومع ذلك لم نتمكن آنذاك من الاستفادة من إمكانياته، وبعد الثورة، جرى تقليص حصتنا في المصنع شيئا فشيئا بأساليب مختلفة، حتى أننا اليوم لا يمكننا حتى القيام بزيارة تفقدية للمصنع الذي نملك فيه أسهما، أو الاستفادة من منتجات مصنع نحن مساهمون فيه.
أو خذ مثالا على مفاعل آراك؛ كان من المفترض أن نملأ قلب مفاعل آراك بالخرسانة، وأن يساعدنا المسؤولين الغرب على إعادة تصميم المفاعل؛ روسيا والصين والمجموعة التي كانت طرفا مفاوضا معنا في محادثات الاتفاق النووي (برجام)… حسنا، ماذا حدث؟ هل تعاونوا معنا؟ لدينا تجربة تعاون واستثمار في المجال النووي، وهذا ليس جديدا، لقد كانت لدينا هذه التعاونات بشكل أو بآخر، وعملنا مع الدول الغربية، لكنها لم تُثمر شيئا.
نحن بالتأكيد نرغب في امتلاك الدفع النووي للغواصات والدفع البحري، ونحن بحاجة إلى وقود بنسبة تخصيب 60% أما أن نقوم بإنشاء كونسورتيوم وننزل بالتخصيب إلى ما دون 5%، فهذا لا يلبّي احتياجاتنا.
صناعتنا النووية، بحسب ما نحتاجه (يجب أن نكون قادرين على إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية في البلاد).
اأنظروا كم لدينا من اختلال في التوازن، الآن، هذه الصناعة المحلية التي هي ملك لنا، وقد أنشأناها وفقا لاحتياجاتنا وبنيناها حتى الآن، هل نقوم بتفكيكها وننقلها إلى إحدى الجزر في الخليج العربي؟
ثم نأتي لنقول إن خمسة بلدان أخرى من الدول العربية تشارك أيضا، وتصبح مساهمة ومستثمرة لتطويرها؟ حينها لن تبقى بأيدينا، ولن تكون وفقا لاحتياجاتنا، إلا إذا قلنا: إن صناعتنا النووية ستسير بشكل منفصل، ونرغب الآن في التعاون مع بلد آخر في مشروع آخر؛ وأن نقوم باستثمار مشترك.
أما أن نقوم بتفكيك صناعة التخصيب لدينا، وننقلها إلى إحدى الجزر في الخليج العربي، ثم نُخفض التخصيب إلى أقل من 5%، مع أننا كنا نملكها وملائمة لاحتياجاتنا، فنُشرك فيها آخرين، فهؤلاء الآخرون غدا ستكون لديهم آلاف الآراء؛ وقد لا يرغبون أصلا في أن ننتج.
وربما لا يريدون أن ينتج المصنع غدا بما يتوافق مع احتياجاتنا أو بحجم حاجتنا، في النهاية، هناك عدة أطراف أخرى أيضا؛ وهؤلاء أيضا لهم رأي.
لا توجد إشكالية في التعاون؟
في جزء آخر من المقترح، ورد أن الأمريكيين سيكون لهم أيضا حصّة. فلنفترض أن المقترح أصلا ينص على ألا يكون هناك تعاون مع الأمريكيين، وأن يقتصر الأمر على دول الخليج الفارسي فقط، فلا مانع من أن نتعاون معهم في مشروع ما.
فنحن حتى في الوقت الراهن، نتعامل مع دول أخرى في المجال النووي؛ خبراؤنا، مستشارونا، ومتخصصونا يشاركون في دورات تدريبية أو ينفذون مشاريع مشتركة.
لا يوجد أي مانع في أن يكون لدينا أيضا مشروع مشترك مع الدول العربية، مثلا أن نضعه في إحدى جزر الخليج العربي ونعمل هناك.
لا توجد أي مشكلة أو مانع، هذا التعاون في جوهره لا يُعد تحديا، ولا أحد يعترض عليه، لكن المسألة هي في أن نقوم، من جهتنا، بإغلاق كل ما لدينا، وننقله، ثم نأتي ونبحث عن مجموعة من الشركاء لما نملكه نحن، هؤلاء الشركاء سيكونون هم غدا من يقرر كم نُخصّب، وكم نملك من الوقود، وكم نُنتج في كل عام؛ عندها لن نكون نحن أصحاب القرار، بل سيقرر الآخرون نيابة عنا.
وإذا غدا، خضعت الدول العربية للضغوط الأمريكية وقالت: أغلقوا هذا المصنع، فماذا سنفعل؟ هل سنغلق نحن صناعتنا؟